ماذا يفعل تناول الخضروات النيئة بأمعائنا؟
هناك نوعان من الناس: أولئك الذين يحبون الخضراوات النيئة وأولئك الذين لا يتحملون أي شيء غير مطبوخ. وكثيراً ما يتجادلون حول الخيار الأكثر صحة، فيزعم عشاق الخضراوات النيئة أنها أكثر تغذية. في حين يشير أولئك الذين يفضلون الخضراوات المطبوخة إلى احتمال وجود بقايا مبيدات حشرية فيها.
في سعيهم إلى تناول طعام صحي والوصول إلى أهدافهم في إنقاص الوزن، يختار العديد من الأشخاص تناول السلطات بدلاً من الوجبات الكاملة . ومع ذلك، يجدر بنا أن نتساءل عما إذا كان ينبغي لنا تناول الخضراوات نيئة وما هو تأثيرها على صحة أمعائنا.
هل الخضروات النيئة مفيدة لصحتك؟
يُعرف تناول الخضروات النيئة بفوائدها الصحية منذ العصور القديمة. ووفقًا للطب العربي التقليدي، فإن الأطعمة النيئة، وخاصة الخضروات، تعتبر صحية بطبيعتها، وهذا يعني أنها تعزز النقاء والحيوية في الجسم. كما أنه من منظور التغذية الحديثة، تحتفظ الخضروات النيئة بالفيتامينات والإنزيمات الحساسة للحرارة.
فيما يلي بعض الأسباب التي تجعل الخضروات النيئة مفيدة:
الاحتفاظ بالعناصر الغذائية : غالبًا ما تحتفظ الخضروات النيئة بفيتامينات ومعادن أكثر من الخضروات المطبوخة. على سبيل المثال، يمكن للحرارة أن تدمر العناصر الغذائية الحساسة مثل فيتامين سي.
الترطيب : تحتوي العديد من الخضروات النيئة على نسبة عالية من الماء، مما يساعد على الحفاظ على ترطيب الجسم. كما يعد الحفاظ على ترطيب الجسم أمرًا بالغ الأهمية للصحة العامة.
مضادات الأكسدة : إنها أيضًا مصدر جيد لمضادات الأكسدة، التي تساعد في مكافحة الالتهابات وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
منخفضة السعرات الحرارية : الخضروات النيئة عادة ما تكون منخفضة السعرات الحرارية، مما يجعلها خيارًا رائعًا للحفاظ على وزن صحي مع الاستمرار في الحصول على العناصر الغذائية الأساسية.
نشاط الإنزيم : تحتوي الخضروات النيئة على إنزيمات طبيعية تساعد على الهضم، والتي قد يتم تدميرها أثناء الطهي.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الألياف الموجودة في الخضروات النيئة تمنع الإمساك، وتساعد في الحفاظ على صحة الأمعاء، وتخفض نسبة السكر في الدم والكوليسترول، وتمنحك شعوراً بالشبع، مما قد يساعدك على تناول كمية أقل من الطعام، وبالتالي المساعدة في إنقاص الوزن .
وفي الوقت نفسه، فإن الخضروات النيئة ضرورية للصحة الجيدة ومفيدة للغاية لصحة أجسامنا بشكل عام. كذلك يمكن أن تعمل كدرع وقائي ضد العديد من المشكلات الصحية مثل ضعف المناعة، وانخفاض مستويات الحديد والكالسيوم، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، والسمنة، وصحة الجلد، ومشاكل الأمعاء.
لكن من الضروري أن نفهم أن بعض الخضروات لا يجب أن تؤكل نيئة لأنها قد تحتوي على مواد ضارة بصحتك، مثل الأكسالات، أو السولانين، أو البقايا الكيميائية.
الخضروات النيئة مقابل الخضروات المسلوقة مقابل الخضروات المطبوخة
إن طريقة تحضير الخضروات الخاصة بك تحدث فرقًا حقيقيًا كالتالي:
الطهي الخفيف : يمكن لطرق الطهي الخفيفة، مثل الطهي على البخار أو القلي، أن تعزز امتصاص العناصر الغذائية. كذلك يمكن للطهي أن يكسر الألياف الصلبة، مما يجعل امتصاص الجسم للعناصر الغذائية أسهل.
نيئة : على الرغم من احتفاظ الخضروات النيئة بالعناصر الغذائية الحساسة للحرارة، إلا أنها قد تكون أصعب على بعض الأشخاص في هضمها. إذا كانت معدتك حساسة، فقد تؤدي الخضروات النيئة إلى الشعور بعدم الراحة.
مسلوق : يميل الغليان إلى إزالة العديد من العناصر الغذائية، وخاصة إذا تخلصت من ماء الطهي. لذا، على الرغم من أنها لا تزال تقدم بعض الفوائد الصحية، إلا أنها قد لا تكون الخيار الأفضل لتحقيق أقصى استفادة من العناصر الغذائية.
نظام متوازن
للحصول على نظام غذائي متوازن، ينصح الأطباء بمزيج من الخضروات النيئة والمطبوخة قليلاً. فالخضروات المطبوخة أسهل في الهضم لأن عملية الطهي تساعد على تحطيم جدران خلايا الخضروات، مما يجعل من السهل على الجسم هضم وامتصاص العناصر الغذائية.
كما تساعد عملية الطهي أيضًا على قتل البكتيريا وتجعل الطعام آمنًا للاستهلاك. يتحسن طعم الخضروات مثل الجزر والبنجر والقرع من خلال الكراميل والتحمير، كما أن التوافر البيولوجي لمضادات الأكسدة يكون أفضل بعد الطهي.
حديث الأمعاء
كما إن إضافة الخضروات النيئة إلى نظامك الغذائي يمكن أن يكون مفيدًا لصحة أمعائك ، وذلك في المقام الأول بسبب محتواها العالي من الألياف.
صحة الجهاز الهضمي : تساعد الألياف على زيادة حجم البراز، وتعزيز حركة الأمعاء المنتظمة ومنع الإمساك، وهو أمر ضروري لصحة الجهاز الهضمي الجيدة.
البريبايوتكس : تعمل العديد من الخضروات النيئة كبريبايوتكس، حيث تغذي البكتيريا الجيدة في أمعائك. تعد ميكروبات الأمعاء الصحية ضرورية للهضم والصحة العامة.
ومع ذلك، إذا كان لديك جهاز هضمي حساس، فقد تعاني من الانتفاخ أو الغازات بسبب الخضروات النيئة. إذا كانت هذه هي الحالة، فإن البدء بحصص أصغر أو مزج الخيارات النيئة مع المطبوخة يمكن أن يساعد في تخفيف أي إزعاج.
ماذا عن المبيدات الضارة؟
إن القلق بشأن الطفيليات والبكتيريا والمبيدات الحشرية أمر حقيقي، وخاصة مع زيادة استخدام المواد الكيميائية في الزراعة الحديثة. وتؤكد الأبحاث مخاطر المبيدات الحشرية ومسببات الأمراض الضارة مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا التي يمكن أن توجد في الخضروات النيئة.
وتوافق إدينا راج على هذا الرأي قائلة: إن الخضروات النيئة تحمل مخاطر عالية من التلوث بالكائنات الحية الدقيقة الضارة وكمية كبيرة من المبيدات الحشرية إذا لم يتم الالتزام بمعايير النظافة وممارسات التخزين المناسبة.
علاوة على ذلك، فإن الطفيليات مثل التوكسوبلازما والجيارديا يمكن أن تنتقل عبر التربة الملوثة، مما يؤدي إلى الإصابة بالعدوى. كما قد تبقى المبيدات الحشرية المستخدمة في الزراعة على سطح الخضروات، مما قد يتسبب في مشاكل صحية طويلة الأمد مثل اختلال الهرمونات أو حتى السرطان مع التعرض المزمن.
الآن، إذا كنت ترغبين في تناول الخضراوات نيئة، تأكدي من غسلها وتقشيرها وتقطيعها وتخزينها بطريقة صحية. كما يمكن أن يساعد نقع الخضراوات في خليط من الماء والملح أو الخل في التخلص من الملوثات المحتملة والكائنات الحية الضارة.
كذلك يجب تناول الخضراوات النيئة فورًا أو خلال بضع ساعات بعد تقطيعها وخلطها بالصلصة. ويمكن تبريدها في درجة حرارة أقل من 5 درجات مئوية والتخلص منها إذا أصبحت طرية أو طرية وذات رائحة كريهة.
ويوصي الخبراء بأن الجمع بين الخضروات المطبوخة والنيئة أفضل من تناول الخضروات النيئة فقط.