المرأة العصرية والراقية

ماذا يقول الأطباء عن “راباميسين” الدواء السحري الذي يكافح الشيخوخة؟

حظي “راباميسين” باهتمام كبير من “خبراء طول العمر” باعتباره المفتاح لحياة أطول وأكثر صحة.  حيث اكتسب الراباميسين شعبية كبيرة كدواء مضاد للشيخوخة. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن الدواء ليس له فوائد مثبتة لمكافحة الشيخوخة لدى البشر.

بريان جونسون رجل أعمال في مجال التكنولوجيا ومليونير يبلغ من العمر 47 عامًا. في عام 2013، باع شركته، Braintree، إلى PayPal مقابل 800 مليون دولار أمريكي، ولكن بعد سنوات فقط، وجد رسالته الحقيقية عندما ذهب في مهمة. مهمة طول العمر، بهدف العيش “إلى الأبد”.

ولتحقيق هذا الهدف، لا يترك أي مجال للخطأ. فهو يستيقظ في الرابعة صباحاً كل يوم، ويبدأ صباحه بفحص درجة حرارة جسمه والخضوع للعلاج بالأشعة فوق البنفسجية. ويبدأ يومه بتناول المكملات الغذائية: نحو 100 مكمل يومياً. كما يشكل النظام الغذائي النباتي الصارم ونظام التمارين الرياضية جزءاً لا يتجزأ من خطته “العيش إلى الأبد”، التي ينفق عليها ما يقرب من مليوني دولار أميركي كل عام.

والنتائج؟ وفقاً لجونسون وموقعه الإلكتروني “بلو برينت” (حيث يشارك روتينه اليومي مع الآخرين)، يبدو أن الخطة ناجحة. ويزعم أنه نجح في عكس عمره الجيني بمقدار 5.1 سنة.

ولكن من بين كل المكملات الغذائية والأدوية التي يتناولها من أجل “عيش حياة صحية إلى الأبد”، فإن الدواء الرئيسي الذي يثق به برايان وغيره من “المتحمسين لطول العمر” هو راباميسين.

تناول 13 مجم من راباميسين اليوم مع سوبر فيجي وملعقتين كبيرتين (30 مل) من زيت الزيتون البكر الممتاز.

أتناوله لأن راباميسين + ميتفورمين يحتل المرتبة العاشرة من حيث أفضل الدراسات من حيث متوسط ​​العمر المتوقع. لقد رفع متوسط ​​العمر المتوقع للفئران البرية بنسبة 90٪ في كلا الجنسين.

الدواء الناجح لمكافحة الشيخوخة

من منا لا يريد أن يعيش إلى الأبد (باستثناء من يحبون لقاء الله)؟ ورغم أن الخلود قد يكون حلمًا بعيد المنال.. فإن العيش حياة طويلة وصحية هو حلم يشترك فيه معظم البشر. فاتباع أنظمة غذائية صارمة، والتأكد من حصولنا على العناصر الغذائية المناسبة، وزيارة الطبيب بانتظام، والتعرق أثناء التمرينات الرياضية ليست سوى بعض الخطوات التي نتخذها لإطالة حياتنا بشكل أكثر صحة.

وفي الآونة الأخيرة، اكتسب الراباميسين اهتماما كبيرا من “خبراء طول العمر” مثل بريان باعتباره مفتاحا محتملا لحياة أطول وأكثر صحة.

ولكن ما هو الراباميسين؟

الراباميسين هو دواء مثبط للمناعة (دواء يقلل من استجابة الجسم المناعية) يستخدم عادة لمرضى زراعة الأعضاء لمنع رفض العضو. وراباميسين، المعروف أيضًا باسم سيروليموس، تم اكتشافه في البداية بواسطة بكتيريا في جزيرة إيستر (رابا نوي).

أيضًا الدواء يعمل عن طريق تثبيط بروتين يسمى mTOR، والذي يلعب دورًا حاسمًا في تنظيم نمو الخلايا وانتشارها وبقائها. ويشير الخبراء أيضًا إلى أن الدواء يكتسب الآن شعبية كدواء مضاد للشيخوخة بسبب هذه الخاصية.

وقد لخصت دراسة حديثة نُشرت في فبراير 2024 في مجلة The Lancet تأثيرات راباميسين على التغيرات المرتبطة بالشيخوخة لدى البالغين. وقد قاموا بتحليل 18400 مقال و19 دراسة وأظهروا أن راباميسين يحسن المناعة والقلب والأوعية الدموية وصحة الجلد لدى الأفراد الأصحاء والمسنين، دون أي تأثيرات كبيرة على الأنظمة الغدد الصماء أو العضلات أو الأعصاب.

كذلك فإن السبب في ذلك هو أن الدواء يبدو أنه يقلل الالتهاب ويعزز عملية إزالة النفايات الخلوية المعروفة باسم الالتهام الذاتي. وقد يبطئ الراباميسين عملية الشيخوخة نفسها؛ كما أنه يزيد من طول العمر من خلال تأخير أو حتى منع ظهور الأمراض القاتلة المرتبطة بالعمر، حيث يبدو أن الراباميسين ومشتقاته تعمل على تحسين المعايير الفسيولوجية المرتبطة بالشيخوخة في الأنظمة المناعية والقلبية والأوعية الدموية والجلدية للأفراد الأصحاء أو أولئك الذين يعانون من أمراض مرتبطة بالشيخوخة.

لكن الأمر هنا هو أن الدواء، على الرغم من أنه يبدو واعدًا في الوقت الحالي، إلا أنه يأتي مع آثار جانبية، ولم يثبت سريريًا أنه يعمل على البشر.

هل هو آمن للبشر؟

مثل أي دواء سريري آخر، لإثبات فعاليته، لا يمكن إثبات فعاليته إلا بعد إثباته في التجارب البشرية. ومع ذلك، حتى الآن، أظهر بعض النتائج الواعدة في التجارب على الحيوانات فقط.

لقد كان هناك اهتمام متزايد بالراباميسين كمركب محتمل مضاد للشيخوخة بسبب تأثيراته على العمليات الخلوية المرتبطة بالشيخوخة. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الأبحاث على البشر لا تزال محدودة، وفي حين أن النتائج الأولية واعدة، إلا أنه لم يتم التوصل بعد إلى استنتاجات قاطعة حول فعالية الراباميسين في مكافحة الشيخوخة لدى البشر.

ويشير إلى دراسة أجريت عام 2009 بواسطة برنامج اختبار تدخلات المعهد الوطني للشيخوخة والتي أظهرت أن الراباميسين يمكن أن يطيل عمر الفئران بنسبة 25 في المائة من خلال محاكاة تأثيرات تقييد السعرات الحرارية، وهو أمر معروف بتأثيراته المفيدة على طول العمر.

كانت هذه الدراسة مسؤولة جزئيًا عن هذا الاهتمام المفاجئ بتأثيراتها المحتملة في مكافحة الشيخوخة. كما أظهرت أبحاث مماثلة أجريت على كائنات حية مثل الخميرة والذباب والديدان عند معالجتها بالراباميسين تأثيرًا مشابهًا.

وعلى الرغم من وجود ادعاءات بأن هذا الدواء يعمل على مكافحة الشيخوخة، إلا أنه لم يتم تجربته على البشر. ولا توجد دراسات أو أدلة أو أبحاث متاحة للتحقق من هذا الادعاء.

“يضعف جهاز المناعة لديك”

يقول الأطباء إن عقار راباميسين له آثار جانبية، ويذكرون بعضًا منها:

زيادة خطر الإصابة بالعدوى: نظرًا لكونه مادة مثبطة للمناعة، فإنه قد يقلل من قدرة الجسم على محاربة العدوى.

مشاكل الجهاز الهضمي: مثل الغثيان، والإسهال، أو آلام المعدة.

تقرحات الفم : قد يعاني البعض من تقرحات في الفم.

ارتفاع مستويات السكر في الدم: يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة بمرض السكري.

تغيرات في مستويات الدهون: قد يحدث ارتفاع في نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية.

تأخر التئام الجروح: لأنه يؤثر على الاستجابة المناعية.

أما الآثار الجانبية طويلة الأمد لهذا الدواء يمكن أن تتمثل أيضًا في انخفاض عدد خلايا الدم، بما في ذلك خلايا الدم البيضاء وخلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية.

وقد يكون للجرعات المنخفضة، مثل تلك التي يتم النظر فيها لمكافحة الشيخوخة، آثار جانبية أقل، ولكن لم يتم إثبات ذلك بشكل قاطع في التجارب السريرية الكبيرة.

يمكنك أيضا قراءة