هل من الممكن ممارسة الرياضة أثناء الإصابة بالأنفلونزا؟
بدأ موسم الإنفلونزا بالفعل؛ وهو يبدأ بالنسبة لك عندما تعانين أنت أو أحد الأشخاص من حولك من السعال أو البرد أو سيلان الأنف أو الحمى. ويزيد تغير الموسم من خطر الإصابة بالإنفلونزا، التي تؤثر بشكل أساسي على الأنف والحلق وأحيانًا الرئتين. وبالنسبة للعديد من الأشخاص، فإن الإنفلونزا مشكلة صحية بسيطة، مع أعراض مثل الحمى والسعال وآلام الجسم وسيلان الأنف والصداع والتهاب الحلق والتي تستمر عادةً من خمسة إلى سبعة أيام.
ومع ذلك، يمكن أن تتفاقم الحالة بشكل خطير، مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات أو يهدد الحياة. وخاصة بالنسبة لكبار السن ومن يعانون من أمراض مصاحبة. يُنصح باستشارة الطبيب خلال اليومين الأولين من ظهور الأعراض والحصول على قسط كافٍ من الراحة لإدارة الإنفلونزا ومنع حدوث المزيد من المضاعفات.
وفي الوقت نفسه، يواجه رواد الصالات الرياضية معضلة غريبة أثناء معركتهم ضد الأنفلونزا، هل يذهبون إلى الصالات الرياضية أم لا. بالنسبة للعديد منهم، يُنظر إلى ممارسة الرياضة كوسيلة للتغلب على المرض. في أذهانهم، سيساعدهم القليل من النشاط البدني على الشعور بتحسن وأقل ضعفًا، خاصة عندما تكون الأعراض خفيفة. ولكن هل من الآمن ممارسة الرياضة عندما تكونين مصابة بالأنفلونزا؟
ممارسة الرياضة أم لا؟
بشكل عام، لا ينصح الأطباء بممارسة الرياضة أثناء المرض بالأنفلونزا. بل يحتاج جسمك إلى الراحة أثناء المرض حتى يشفى. كما يمكن أن تؤدي ممارسة الرياضة إلى زيادة الضغط على جهاز المناعة لديك وإطالة مدة المرض. كذلك قد يكون النشاط الخفيف مقبولاً إذا كانت الأعراض خفيفة، مثل سيلان الأنف أو التهاب الحلق، ولكن يُنصح بالراحة حتى تتحسن الأعراض إذا كنت تعاني من الحمى أو آلام الجسم أو الإرهاق.
وفي حالة الإصابة بحمى شديدة أو إنفلونزا شديدة، أو إذا انتشرت العدوى إلى الرئتين، فيجب تجنب جميع أشكال التمارين الرياضية. كما إن ممارسة التمارين الرياضية أثناء الإصابة بالأنفلونزا غير مستحبة لأن مناعة الجسم تكون ضعيفة، كما أن ممارسة التمارين الرياضية تضع ضغطًا إضافيًا على القلب.
ذكريات كورونا
هل تتذكرين كيف نُصح الناس أثناء جائحة كوفيد-19 بعدم ممارسة تمارين القلب والأوعية الدموية المكثفة؟ إن التمارين القلبية الوعائية الشديدة يمكن أن تضع ضغطًا على الرئتين، مما قد يؤدي إلى مشاكل بما في ذلك ضائقة الجهاز التنفسي أو ضعف وظائف الرئة. ويجب بالتأكيد تجنب الجري والتدريبات المتقطعة عالية الكثافة ورفع الأثقال وتمارين المقاومة.
كذلك فإن التمارين التي تتطلب الكثير من الالتواء أو الانحناء أو التأثير القوي قد تكون أيضًا غير مريحة أو مرهقة. ومع ذلك، يمكن ممارسة أشكال أخف من التمارين أثناء التعافي. فكر في ممارسة وضعيات اليوجا اللطيفة والتمدد الخفيف للحفاظ على المرونة وتخفيف التصلب. كما يمكن أن يكون المشي البطيء مفيدًا أيضًا.
متى يمكنك العودة إلى صالة الألعاب الرياضية؟
إن الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية أثناء المرض قد يجعلك تشعر بإرهاق أكبر، ويطيل فترة التعافي، ويسبب مشاكل أخرى. وقد يعاني الجسم من الإجهاد أو الجفاف أو ضعف وظيفة المناعة بالإضافة إلى الإجهاد الناجم عن المرض. ومن الأهمية بمكان إعطاء الجسم الوقت للتعافي قبل استئناف التمارين الرياضية القوية.
لذا، ابدئي ببطء واستمع إلى جسدك. حتى لو شعرت بالحاجة إلى الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية و”القيام بشيء ما” على الأقل، فتأكدي من تعافيك بالكامل واستعدادك قبل العودة إلى روتين التمرين. وبدلاً من العودة إلى التمرين المعتاد على الفور، حاولي أن تتأكدي من قدرتك على أداء المهام الأساسية في المنزل دون الشعور بالإرهاق.
برنامج تدريجي مخفف
حاولي صعود ونزول السلالم، أو حاولي الوقوف لبضع دقائق أو الخروج للمشي. إذا لم تجعلك هذه الأنشطة تشعر بالتعب أو ضيق التنفس، فيمكنك استئناف التمرين، ولكن فقط بتمارين منخفضة الكثافة. من المهم أن تبدأ تدريجيًا، فلا تبدئي في رفع الأوزان الثقيلة أو الجري على جهاز المشي على الفور.
علاوة على ذلك، لا تتفاجئي إذا واجهت صعوبة في أداء الأنشطة التي كان من السهل عليك ممارستها قبل إصابتك بالإنفلونزا. ولا تجبري نفسك على التغلب على هذا الشعور فور التحاقك بالصالة الرياضية. فابدئي بالأساسيات ثم زيدي من كثافتها تدريجيًا.
أيضًا بعد الإصابة بالمرض، يحتاج الجسم إلى وقت للتعافي؛ لذلك فإن البدء في ممارسة التمارين الرياضية عالية الكثافة في وقت مبكر جدًا قد يعيق التعافي بل ويؤدي إلى تفاقم الأعراض. وبدلاً من ذلك، ينصح الأطباء بممارسة نشاط خفيف حتى يتم استعادة الصحة بشكل كامل.
لذا، هل تفكرين في الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية وأنت مصابة بالأنفلونزا؟ انتظري قليلاً، لأنك بذلك قد لا تخاطرين بنقل العدوى إلى الآخرين فحسب، بل قد تتسببي أيضاً في المزيد من المشاكل لصحتك.