طرق بدائية للتفوق على زملائك في العمل
النجاح غالبا يأتي نتيجة للمثابرة والاجتهاد، وبالتأكيد تختلف قدرات الناس عن بعضهم بعضاً، فقد يشتركون في المزايا والخبرات الوظيفية، لكن قدراتهم تختلف من ناحية سرعة إنجاز الأعمال، وطريقة عرضها، وجذب المهتمين لما يقدمونه.
ومن هنا أكد توماس كاين خبير التنمية البشرية البريطاني، إن التحضير الجيد لمهمات العمل اليومية، ووضع الخطط والأفكار، وتقديم الحلول مع أي مشكلة، هي بداية نجاح أي موظف في أي مكان.
وقد أكمل كاين، في حديثه لصحيفة «الغارديان» البريطانية، إن المديرين بشكل عام يقدرون الموظفين أصحاب المبادرة بطرح الأفكار والحلول لأي مشاكل قد تطرأ، وتؤثر في سير العمل، ويرون أنهم أجدر بتولي المسؤولية، حتى لو كانت أفكارهم أقل جودة وتأثيراً، من زملائهم الموظفين الجيدين حقاً، لكنهم يفضلون العمل بصمت.
وهو يطرح بذات الوقت مثالاً حياً وملائما، يوضح من خلاله وجهة نظره قائلا : «قد يكون لدى المدير مجموعة من الموظفين، الموكلة إليهم مهمات عمل معينة، حيث سيميل المدير بطبيعة الحال للموظف الذي يطرح حلولاً، ويتخذ المبادرة في الحديث والشرح، منهجاً لطريقة عمله، حتى لو كانت هذه الأفكار قديمة وغير ناجعة أو تمت تجربتها، أكثر من الموظف الصامت الذي حتى لو كان يعمل بصورة أفضل من زميله المتحدث دائماً، إذ يرى المديرون أن الأشخاص الذين يستخدمون أصواتهم دائماً، لديهم شخصية قيادية أفضل».
طبعا يستدرك خبير التنمية البشرية الأمر مرة أخرى، بقوله : «عند ضغط العمل اليومي الكبير، سيلجأ المدير إلى أصحاب المبادرة لتولي بعض الأمور القيادية، حتى لو كان يعلم أن نسبة الجودة التي يقدمونها ستكون أقل، من زملائهم الصامتين الذين يقدمون جودة عمل أفضل، لكنه (المدير) سيكون مجبراً على إنجاز الأعمال الموكل بها القسم المعني، خلال الفترة الزمنية المتاحة لهم».
وهنا على المدير الذكي، الذي يرغب بالنجاح وقيادة فريقه لتحقيق الإنجازات، السعي دائماً لإشراك الموظفين الأفضل إنجازاً تدريجياً في مهمات العمل القيادية، لكي لا يخسر طاقات إبداعية، يمنعها الخجل أو نكران الذات من فرصة الظهور.
ويقدم خبير التنمية البشرية، نصائحه للموظفين الصامتين بالقول : «عليك كموظف أن تنظر إلى العمل باعتباره مهمة يجب القيام بها بصورة صحيحة من مختلف النواحي، لذا عليك المبادرة، وتقديم الأفكار بصورة علنية كزملائك، لا أن تكتفي بمظهر الموظف الجيد الذي ينتظر التوجيهات».
ويضيف كاين: لا تجعل القلق والخوف والخجل، تضعف حضورك، أنت تعلم كما يعلم زملاؤك أنك موظف مجتهد، لذا لا تقلل من قيمة أفكارك، بل اطرحها للنقاش والتفاوض، فقد ينتج العصف الذهني مع زملائك مجموعة من الحلول والأفكار الجديدة.