محاور المشاهير عدنان الكاتب يلتقي النجمة الفلسطينية لينا مخول
في هذا اللقاء نتعرف عن قرب إلى النجمة العربية الفلسطينية “لينا مخول” LINA MAKHOUL المتعددة المواهب، والصاعدة بسرعة كبيرة سلم الشهرة النجومية، فهي مغنية وكاتبة أغانٍ وفنانة “إندي بوب”، تألقت عالميا بمشاركتها مع “كوين + آدم لامبرت” QUEEN + ADAM LAMBERT، ودعمها فرقة LITTLE MIX في جولتها GLORY DAYS UK، ونجحت في التخلص من موروثها القديم، وإعادة صياغة شخصيتها بشكل مستقل، بعد أن حاربت الاكتئاب، وواجهت ثلاث سنوات من القضايا القانونية. كما تغلبت على مصاعب الكتابة التي اعترضتها سابقا وجددت نفسها بعد أن بدأت كتابة كلمات الأغاني بالعربية، وإنتاج وتصميم وإخراج الفيديو كليبات الخاصة بها، ومع نهاية شهر أبريل الماضي تألقت في مهرجان الثقافة المعاصرة في أبوظبي BRED، الذي يحتفي بالمواهب الإبداعية في المنطقة والعالم من خلال تقديم مجموعة كبيرة من العروض من قبل فناني الهيب هوب، وريذم أند بلوز في المنطقة ومن مختلف دول العالم.
كيف كانت مشاركتك في مهرجان أبوظبي؟
أشعر بالحماس والسعادة لاختياري من قبل إدارة المهرجان لتأدية عرضي للمرة الأولى في الإمارات، وخاصة أنه كان من تأليفي وألحاني المستقلة. فهذه المسألة تمنحني قوة دفع كبيرة جدا، وتحفزني على الاستمرار بعدما كان ذلك محصورا ضمن حدود معينة لسنوات عديدة، بتوجيهات شركات إنتاج وبمديرين سابقين. وهذا الأداء يعني الكثير بالنسبة إلي، لأنه شكّل فرصة لاستثمار قدراتي، والقيام بكل ما يلزم شخصيا، والتعبير عن نفسي بشكل حقيقي على المسرح العالمي الأوسع نطاقا، والاستمتاع بأعمال المصممين المحليين والعالميين والأعمال الفنية المعروضة، إضافة إلى التعرّف إلى أشخاص جدد ينتمون إلى ثقافات متنوعة، وكانت فرصة رائعة للقاء مع المعجبين من مختلف أنحاء العالم، والتواصل مع فنانين إقليميين وعالميين.
ما الذي ألهمك لدخول عالم الموسيقى؟
بدأت تعلم الباليه في سن الرابعة من عمري، ووقعت في حبّها، لأنها أصبحت وسيلة قوية للتعبير عن نفسي. لكنني اضطررت للتوقف بسبب مشكلة في ظهري. غير أن ذلك لم يمنعني من مواصلة تعلّقي بالفنون، حيث قررت العودة ومتابعة دروس العزف على البيانو. وخلال إحدى جلسات التدريب سمعت أستاذتي غنائي، واقترحت علي أن أنمّي موهبتي ودخول عالم الغناء. وساعدتني هذه النصيحة حيث أدركت بعد ذلك أنه يمكنني التعبير عن ذاتي ليس من خلال الرقص فقط، ولكن أيضا من خلال الغناء، وكتابة الأغاني وتأليف الألحان. وتأثرت كثيرا أثناء نشأتي بنجوم الموسيقى، وكانت “أفريل لافين” المثال الأعلى بالنسبة لي، وكذلك المغنية وكاتبة الأغاني الإسبانية “روزاليا”، وبفضلهما ألفت موسيقاي الخاصة، لأنهما ألهمتاني للتعبير عن ذاتي.
غالبا ما تشتمل موسيقاك على عناصر من موسيقى الشرق الأوسط التقليدية. كيف توازنين بين هذه التأثيرات الثقافية والأنماط والأصوات المعاصرة؟
تتكون لائحة الأغاني الخاصة بي من أنواع مختلفة من أنماط الموسيقى، بدءا من الموسيقى الكلاسيكية والهاردكور راب، مرورا بالموسيقى اللاتينية، وصولا إلى إندي روك (نمط من الروك البديل). وعلى سبيل المثال، كان والداي وهما في الطريق لإيصالي إلى المدرسة في الصباح يستمعان إلى أغاني فيروز وأم كلثوم، ولكن عندما أعود إلى المنزل كنت أذهب إلى غرفتي، ومن خلال محطة “إم تي في” كنت أستمع إلى أنواع أخرى من الموسيقى، مثل الراب، والألبومات اللاتينية والمعاصرة، ولهذا السبب الموسيقى التي أنتجها مزيج من كل شيء استمعت إليه منذ طفولتي.
ما الأسلوب الإبداعي الذي يقف وراء أحدث أغنياتك المنفردة “شوي شوي”؟
كان الأمر معقدا للغاية، لأنني رغبت في تبسيطها وجعلها أغنية بوب مدتها ثلاث دقائق يمكن للناس التعلق بها. كنت أطمح إلى إيصال رسالتي بطريقة واضحة وبسيطة، واستغرقت كتابتها ثمانية أشهر في رحلة تتضمن أربع مراحل مختلفة. كتبت أجزاء من هذه الأغنية في لوس أنجلوس ولندن وفلسطين والأردن، في حين كان تسجيلها في الأردن، وهي من إنتاجي مع ناصر البشير وعمرو الشوملي، أما تصويرها فكان في فلسطين على يد طاقم فلسطيني ومن دون ميزانية. وكان هدفي تسليط الضوء على الفن والثقافة الفلسطينية بطرق يمكن أن تساعد في نشر رسالتنا. لدينا مواهب وطاقة مذهلة بكل ما للكلمة من معنى.
أنت ناشطة في قضايا العدالة الاجتماعية. كيف ترين الموسيقى أداة لتعزيز هذا الوضع؟
لم أجد نفسي في البداية كفنانة يجب أن أتحدث فقط عن فلسطين. وبدلا من ذلك، ركزت على موضوعات أوسع، مثل حب الذات والمجتمع والصداقات. وعلى الرغم من ذلك، ومع استمراري في تأليف الموسيقى، بدأت أدرك المسؤولية الكبيرة التي تترتب علي بصفتي فنانة.. فعلى سبيل المثال، أغنيتي “فش مصاري”، التي قدمتها في مهرجان أبوظبي تلقي الضوء على حال الفنانين الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال، وكيف تُحظر أعمالهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لمنعهم من التحدث عن الحقائق التي يواجهونها. كما أن نقص التمويل يعوق قدرتنا على نشر إبداعنا ورسائلنا. وأنا أسعى دائما إلى التعبير عن هويتي العربية والفلسطينية من خلال الموسيقى والصور والمقاطع المصورة. إن اتخاذ قرارات مثل العمل مع طاقم فلسطيني، والتصوير في فلسطين فقط، وارتداء الأزياء الفلسطينية أثناء عروضي المسرحية يحدث فارقا كبيرا.
غالبا ما تتناول موسيقاك موضوعات حب الذات والهوية. كيف تلعب هذه الموضوعات دورا في حياتك وخبراتك؟
قد يكون تحقيق التوازن في حياتي الشخصية، بما في ذلك علاقاتي مع العائلة والأصدقاء والمهنة، أمرا صعبا في بعض الأحيان. وعلى الرغم من ذلك، أحرص دائما على تلبية كل المتطلبات، وأبذل قصارى جهدي لعدم التخلي عن مشاريعي، حتى لو استغرق الأمر من ستة إلى ثمانية أشهر لإتقان أغنية وفيديو. أفتخر بكتابة وإنتاج وتوجيه وتصميم مقاطع الفيديو الموسيقية الخاصة بي، والتزامي بتقديم أفضل أعمالي.