المرأة العصرية والراقية

مع محاور المشاهير عدنان الكاتب في حديث خاص مع النجمة هالي بيلي

تسير النجمة “هالي بيلي” HALLE BAILEY على طريق سيقودها حتما لتخليد اسمها بين أكثر النجوم شهرةً في التاريخ، فقد نجحت بإثبات وجودها مغنية ومؤدية وممثلة وموسيقية بارعة. تمتلك الشابة “هالي بيلي” (آرييل) شخصية فريدة ومتعددة المواهب، فهي واحدة من ثنائي الغناء الشهير CHLOE X HALLE الذي رُشح لجائزة الغرامي لخمس مرات، كما ساعدت كتاباتها ومساهماتها الغنائية في دفع الثنائي ليصبح واحدا من أنجح الثنائيات الموسيقية المحبوبة والشهيرة في تاريخ الموسيقى الحديث. وتم اختيارها بعد نجاح ألبومها UNGODLY HOUR، لتكون نجمة النسخة الجديدة من فيلم ديزني الكلاسيكي “حورية البحر” THE LITTLE MERMAID. وألهم الإعلان عن مشاركتها في الفيلم الشابات حول العالم وخاصة ذوات البشرة السمراء.

هالي بيلي

كيف تلقيت خبر اختيارك للمشاركة في “حورية البحر”؟

 

بدأت هذه القصة الحلم في عام 2018. فأنا وشقيقتي موسيقيتان، وكنا قد قدمنا عرضين ضخمين في حفل SUPERBOWL وجوائز الغرامي في بداية العام ذاته. وبعد ذلك بأسابيع قليلة، وصلتني رسالة بالبريد إلكتروني حيث عُرض عليّ تقديم تجربة لأغنية THE LITTLE MERMAID. ولم أصدق أن أحدهم يطلب مني التقديم لتمثيل دور “آرييل” حورية البحر. وكنت متحمسة للغاية لأن هذا الفيلم كان أحد الأفلام المفضلة لديّ منذ أن كنت طفلة صغيرة. وبعد ذلك بوقت قصير، أجريت الاختبار والتقيت مع “روب مارشال” ROB MARSHALL و”جون ديلوكا” JOHN DELUCA، وتحدثا إليّ عن رؤيتهما الخاصة للفيلم، وانطلقتُ بعد ذلك بفترة وجيزة في هذه الرحلة المذهلة لأمثّل شخصية “آرييل”.

 

ماذا يمكنك أن تخبرينا عن “آرييل” وما هي نقاط الالتقاء بينك وبين شخصيتها؟

 

لطالما كنتُ من عشاق الماء، فقد نشأت في أتلانتا بولاية جورجيا، وكان لدينا حوض سباحة نقضي أوقاتنا فيه طوال اليوم خلال الصيف. وأتذكر أنني في طفولتي كنت أشاهد فيلم حورية البحر THE LITTLE MERMAID مراراً وتكراراً وأتظاهر بأنني “آرييل” وأسبح في الماء وأنا أغني أغانيها، لكنني لم أفكر مطلقا بأنني سأستطيع يوماً ما أن أمثل دورها. وقد أسعدني كثيرا أن أكون حورية بحر لأنها مزيج بين مخلوق أسطوري جميل وذاتي الأصيلة، وأعتقد أن هذا السبب الذي أدى إلى إعجاب العديد من الأطفال بهذه الشخصية، حيث يمكنهم أن يصبحوا هذا المخلوق السحري ببساطة بمجرد أن يكونوا ذاتهم دون تزييف. وهذا ما شدني لهذه الشخصية منذ البداية. ومن الرائع أن نراها تنطلق في هذه الرحلة وتحارب لتنتصر وتحصل على ما تريد. وأشعر أننا جميعاً نعيش تجارب مماثلة، لهذا السبب كنت مهتمة بأدق تفاصيل الشخصية عند أدائي لهذا الدور وأشعر بسعادة غامرة لأنني حظيت بفرصة لتمثيل هذه الشخصية.

هالي بيلي

كنت دائماً أعتبر نفسي موسيقية قبل مشاركتي بهذا الفيلم، لكنني الآن وبعد أن دخلت عالم التمثيل، أشعر وكأنني أختبر بيئة إبداعية مختلفة تماماً. وأصبحت أتعلم أشياء جديدة كل يوم، تماماً مثل “آرييل” التي تتعرف على الكثير من الأشياء عن العالم فوق الماء وتصاب بالذهول والصدمات باستمرار من الأشياء والتجارب الجديدة التي تختبرها. وكلانا نأتي من عائلات كبيرة، وأنا الأصغر بين الفتيات في عائلتي، تماماً مثل “آرييل”، وأبي كوالدها لطالما أراد أن يحميني من تجارب معينة في العالم، مما جعل العمل مع “خافيير بارديم” JAVIER BARDEM أمراً رائعاً لأنني كنت أشعر وكأنني أتحدث مع والدي وأحاوره ليتيح لي الانطلاق والمغامرة وتعلّم المزيد.

 

كيف تختصرين قصة الفيلم؟

 

يروي الفيلم قصة حورية البحر الصغيرة الجميلة التي ترغب بالتخلي عن صوتها وحياتها تحت سطح البحر لتحقق حلمها باستكشاف الأرض فوق سطح الماء. وتمتلك “آرييل” فضولا لا ينتهي وهي مستعدة لفعل أي شيء لتحقيق حلمها برؤية ما وراء عالمها المحدود بالمحيط. ودفعها ذلك لعقد صفقة خطرة مع الساحرة “أورسولا” التي تأخذ صوتها مقابل منحها أرجل بشرية. وتبذل “أورسولا” خلال القصة أقصى ما بوسعها لتمنعها من تقبيل الأمير. وبما أن حلم “آرييل” الأساسي هو مقابلة الأمير، كان من المُحزن بعد تخليها عن الكثير بأن تخسر صوتها وهو الشيء الوحيد الذي تحتاجه لتكون قادرة على التواصل مع الأمير “إريك”. وهي رحلة جميلة تحكي قصة شخصين شغوفين بعالمَين مختلفين ويرغبان بمعرفة وتعلّم المزيد عنهما. وهي أيضاً قصة فتاة تريد أن تنضج وتختبر أشياء خارج العالم الوحيد الذي عرفته منذ صغرها وهو المحيط.

هالي بيلي

كيف تصفين لنا شخصية “آرييل”؟

 

استثنائية تمتاز بشغفها الكبير وحكمتها ووعيها الذي يتجاوز عمرها الفعلي بأشواط. إنها تدرك ما تريده في الحياة بالتحديد وأشعر أنّه يوجد الكثير من القواسم المشتركة التي تجمعنا نحن الاثنين. ولا أدري إن كنتم تعرفون القليل عن الأبراج، فأنا من برج “الحمل” وهو برج ناري، وأشعر أنّ “آرييل” قد تكون أيضاً من البرج نفسه لأنها تتمتّع بشخصية جبارة لا تستسلم أبداً.

 

حدثينا عن تجربة عملك مع المخرج “روب مارشال” ROB MARSHALL؟

 

كانت تجربة مميزة بكلّ ما للكلمة من معنى. فبالنسبة لي، لا يوجد أروع من العمل مع شخص قادر على إلهام الكثيرين من حوله، من خلال شغفه الكبير والواضح بعمله واهتمامه بأدقّ التفاصيل. وأعتقد أنّ هذه الصفات هي التي تميّز الفنانين المبدعين عن غيرهم، فهم أشخاص يدركون تماماً ما يرغبون بتحقيقه ويملكون الكثير من الإصرار والعزيمة لعدم التوقف عن المحاولة قبل الحصول على مبتغاهم. وأشعر بامتنان كبير لفرصة التعاون معه من خلال هذا العمل والحصول على نصائحه القيّمة التي كنت حقاً بحاجة إليها خلال هذه التجربة الكبيرة والأولى من نوعها بالنسبة لي.

 

ماذا عن المجموعة الجديدة من الأغاني في الفيلم؟

 

لا أستطيع التعبير عن مدى حبي للموسيقى التصويرية التي يتضمنها هذا الفيلم. فالأغاني الشهيرة التي وردت في فيلم الرسوم المتحركة لن تُنسى أبداً وستحيا فينا دوماً. وفي الواقع، هذا ما يجعلني أعشق الموسيقى لأنها قادرة على تحدي الزمن لتعيش بداخلنا دوماً وللأبد. وسررت كثيراً بالمشاركة في الأغاني الأصلية الصادرة سابقاً وبعض الأغاني الجديدة حديثة الإصدار. وفي الفيلم، تغنّي “آرييل” أغنية جديدة بعنوان FOR THE FIRST TIME عندما تدوس اليابسة للمرة الأولى وتستكشف ما حولها على الأرض، حيث تشعر بالخوف والحماس في الوقت نفسه لتجربة كلّ ما هو جديد ومختلف عمّا اعتادت عليه في البحار. وهذه هي الأغنية الجديدة التي أضيفت إلى الفيلم وأعتقد أنّها ستصبح أغنيتي المفضّلة من الآن فصاعداً، إلى جانب أغنية PART OF YOUR World. أما “إريك”، فيغني أغنية جديدة بعنوان WILD UNCHARTERED WATERS وهي أغنية رئيسية رائعة يتوجّه من خلالها إلى “آرييل” ويتساءل فيها عن هوية هذه المرأة التي أنقذت حياته. فهذه الأغنية غاية في الروعة والجمال والطريقة التي يؤديها فيها كفيلة بوصولها إلى قلب كلّ مشاهد ومستمع على حدّ سواء. وبالطبع، كان العمل مع آلان مينكين تجربة مميزة حقاً. فقد ذهلت عندما قابلته للمرة الأولى وبذلت قصارى جهدي لأسيطر على مشاعري وأخفي حماسي الكبير.

هالي بيلي

ما الذي لا يفارق ذاكرتك من مراحل التصوير؟

 

كان التصوير مع “أوكوافينا” و”دافيد ديغز” و”جاكوب تريمبلاي” تجربة لا تُنسى. ولن أنسى بالطبع دور الطائر “نورس” الذي لعبته أوكوافينا، فهي حقاً ممثلة محترفة تدرك تماماً ما الذي ترغب بتحقيقه. أما “دافيد ديغز” الذي يلعب دور “عثمان”، فهو حقاً رائع ويمكنه التحدّث بسرعة فائقة. وتربطه علاقة مميزة مع “آرييل” التي يرغب فعلاً بمساندتها وحمايتها. ولا شكّ في أنّ المشاهد التي يظهر فيها وهو يحاول السيطرة عليها كانت من أكثر اللحظات متعة ومرح خلال تصوير الفيلم.

 

حدثينا قليلاً عن تجربة تصوير المشاهد تحت الماء.

 

أحببت كثيراً المشاهد التي صورناها داخل خزان المياه، لأنها جعلتني أشعر حقاً كما لو أنني فعلياً وسط المحيط. وقد ساعدني ذلك على تجسيد شخصية “آرييل” بأدقّ تفاصيلها والشعور كما لو أنني حورية بحر حقيقية. كنا نعمل وسط مكان يعجّ بالكاميرات ومعدات التصوير والإضاءة، لذلك كان الغطس تحت الماء ملاذي الآمن. وكان من المهم جداً بالنسبة لي أن أتواجد في تلك الأماكن بجسد “آرييل” وشخصيتها، حتى عندما كنا نصوّر مشهد العاصفة، كي أتمكّن من تجسيد أدقّ التفاصيل والمشاعر التي كانت تختبرها آرييل بفعل كلّ تلك التجارب الجديدة من حولها. فالتواجد تحت الماء واختبار شعور الأمواج فعلياً كانا بمثابة تجربة استثنائية بالنسبة لي، وأشعر بامتنان كبير لحصولي على فرصة اختبار هذا الشعور. وبالطبع، لم تكن التدريبات على المشاهد الصعبة سهلة أبداً، لكنّها كانت ممتعة بلا شكّ.

 

وعن عملك مع الممثلين..

 

“جونا هاور كينغ” هو في الواقع الأمير المثالي، لأنه عظيم بكلّ ما يقوم به ويتصرّف بطبيعية، بعيداً عن أيّ تكلّف أو تصنّع. وهو طويل جداً، ما يجعلك تشعر كما لو أنّه أمير حقيقي يدخل إلى الغرفة بكلّ ثقة وثبات. روحه مرحة وهو إنسان جميل، قلباً وقالباً. إنه مغامر ويملك قلباً رقيقاً في الوقت نفسه. وكانت “ميليسا مكارثي” رائعة كذلك. فلطالما كنت من أشدّ المعجبين بعملها، لأنها شخصية مميزة بروح مرحة وممثلة موهوبة بكلّ ما للكلمة من معنى. وبصراحة، كانت رؤيتها وهي تجسّد شخصية “أورسولا” تحولاً كبيراً لنا جميعاً، إذ أنها تلك الشخصية اللطيفة ودائمة الابتسام التي تجسّد دور “أورسولا” الغامضة والمخادعة لكن المضحكة في الوقت نفسه. فقد كان ذلك من أفضل ما شاهدته في حياتي.

يمكنك أيضا قراءة