محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور النجمة العربية هدى المفتي
حوار عدنان الكاتب
المرأة عقل وقلب وروح، تشق طريقها نحو تحقيق أهدافها متحلّية بطموحها وموهبتها. هدى المفتي ممثلة مصرية شابة حققت نجاحا نجوميا شبه فوري منذ ظهورها الأول على الشاشة في مسلسل “هذا المساء” قبل ستة أعوام. آمنت بموهبتها وشغفها بالتمثيل، وصارت بفضل ملامستها قلوب المشاهدين وجمالها الخارجي والداخلي، نجمة حقيقية تستغل منصة الشهرة لنشر الوعي بقضايا اجتماعية ملحّة وإلقاء الضوء عليها. بثقة وصراحة، تحكي عن آرائها وأحلامها وأمنياتها لعالم تصفه بالمثالي والصعب التحقيق، على أمل أن تخنق الظلام يوما بنورها المشع أبدا من ابتسامتها الطفولية وعينيها المعبّرتين.
كيف تلخّصين رحلتك في عالم الفن حتى الآن؟
تجربتي المهنية الأولى في مجال التمثيل كانت في عام 2017 بعد تجربة أداء واختياري لتأدية دور “نادين” في مسلسل “هذا المساء” من إخراج “تامر محسن”. أنا سعيدة جدا برحلتي حتى الآن في هذا الفضاء الفنّي، وما زال هناك الكثير من الأدوار التي أحلم بتمثيلها.
كيف حصّنتِ نفسك في وجه العقبات والتحديات والردود السلبية مثلا في تجارب الأداء والتعليقات السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي؟
حصنت نفسي حين قررت أن أحب نفسي أكثر وأن أركّز على أهدافي وألغي أي تشويش موجود حولي قد يشتت أفكاري. أستقي من النقد ما هو بنّاء، لكنني أصد وأرفض أي نقد سلبي لا فائدة منه، وليس سوى مجرد نقد متعلق بشيء لن أغيّره في نفسي أو ناتج عن اختلاف بيني وبين من ينتقدني في وجهات النظر أو طريقة التفكير أو الثقافة. وهو أمر أفادني كثيرا في حياتي. أن أحصّن نفسي يعني أن آخذ الأمر السلبي وأحوّله إلى شيء إيجابي يدفعني إلى الأمام.
حين يتعلق الأمر بمواقع التواصل الاجتماعي، أرى أنها بالفعل يمكنها أن تسيطر على حياتك. على الإنسان أن يستغلها لأهداف معينة، مثل من يكون لديه عدد كبير من المتابعين على هذه الشبكات، فيستخدمها منصة لنشر الوعي حول قضايا مهمة مثل حقوق المرأة والطفل، ولحض الناس على التبرع لقضية سامية معينة. لكن لا مشكلة أيضا في الكشف من خلالها عن جانب بسيط للغاية من حياتنا، مثل التحدث عن أشياء نحبها أو نهتم بها، دون أن نسمح لعالم التواصل الاجتماعي بأن يسرق منّا حياتنا أو أن يصبح محورها، بحيث نفكّر حالما نستيقظ صباحا فيما سننشره ونحصد به أكبر تفاعل إيجابي من المتابعين. في النهاية مواقع التواصل الاجتماعي هي منصات يعرض من خلالها الإنسان ما يريد عرضه، لكن في حياته الواقعية الحقيقية الكثير مما لا يظهره وينشره للعلن.
كيف تختارين الأدوار التي تؤدّينها؟ ما الركيزة الأهم التي تبحثين عنها في مشاريعك؟
أحب تقديم الأدوار العميقة والمكتوبة بأسلوب جميل، والتي تجعل المشاهدين يشعرون بإحساس معين. فما دام الممثل يستطيع أن يحرك مشاعر المشاهدين، وبغض النظر عن بساطة طريقته، فهو ممثل ناجح. وهو كل ما أريد فعله من خلال عملي. قد أشعرهم بأنهم متعبون، أو متضايقون، أو فرحون، أو متألمون، وألامس في داخل كل إنسان ما هو بحاجة إلى التعبير عنه أو الإحساس به. هذا هو تماما ما يسعدني: أن أرى الناس يقولون لي إنني أضحكتهم أو أفرحتهم أو أبكيتهم أو جعلتهم يرغبون في الوقوع في الحب. نجاح الممثل يكمن في قدرته على تحريك إحساس معين لدى الجمهور. وما أحبه هو تقديم أعمال فنية تفيد الناس وتعلّمهم وتلامس مشاعرهم.
هل من شخصية أدّيتها وألهمتك في حياتك الواقعية؟
الدور الأقرب إلى قلبي من بين كل الأدوار التي لعبتها، كان دور “لانا” في مسلسل “بيمبو”، وهو دور أحببته للغاية. كما أن شخصية “نرجس” في فيلم “كيرة والجن” غالية أيضا على قلبي، فقد كانت مختلفة وشجاعة، وأحببتها جدا.
هل شعرت يوما بأن كونك أنثى يعرقل طموحاتك؟
في بعض الأحيان، نجد أدوارا أكثر عمقا مخصصة للجنس الآخر، لأن الأدوار الأنثوية تكون سطحية عموما. ومع ذلك، لا تغيب عن السينما في مصر وخارجها أدوار البطولة المكتوبة للمرأة، والتي تتمحور حولها المسلسلات والأفلام، فتفتح الممثلات من خلالها موضوعات مهمة، ويناقشن أي قضية. وفي الكثير من الأحيان، تلقى الممثلات نجاحا كبيرا في هذه الأفلام، ويتفوقن على الممثلين الرجال، لكن هذا المجال ليس أبدا حربا بين الجنسين. في النهاية، نحن نقدّم فنّا. نقرأ السيناريو المطبوع على ورق، ويكون لكل ممثل خيار قبول الدور أو رفضه.
مَن أكثر امرأة ألهمتك في حياتك؟ ولماذا؟
ما من شخص معين يلهمني، لكن هناك حالات معينة تلهمني، مثل حالة ممثل في فيلم معين أو حالة ممثلة في تجسيدها شخصية ما. هذه الأمور تلهمني أكثر من أي شخص محدد.
لدى إلقاء الضوء على قضية تمكين المرأة، نركّز على أهمية دعم النساء بعضهن بعضا في العمل. هل لاقيت دعما من زميلاتك في هذا القطاع؟
نعم، وجدت دعما من زميلاتي وزملائي في الوسط الفني. أشعر دوما بدعمهم وبوجود منافسة شريفة بيننا، بمعنى أنها منافسة من أجل تقديم الأفضل.
نرى اليوم نجاحا بارزا للمرأة في صناعة الأفلام العربية، لكن عدد المخرجين لا يزال أكبر بكثير من عدد المخرجات. ما الذي يقف في وجه قلب هذه المعادلة، وما أهم الحلول التي يمكنها إحداث تغيير إيجابي حقيقي؟
على الرغم من أن هناك عقبات كثيرة قد تواجه النساء، في هذا القطاع فنانات ناجحات يستحققن عن جدارة نجاح الأعمال الفنية التي قدّمنها، وذلك في كل المجالات من تمثيل وكتابة وإخراج. التغيير الحقيقي سوف يحدث عندما تؤمن النساء أكثر بأنفسهن وقدراتهن.
ما دور السينما في الدفع بعجلة التغيير لقضايا اجتماعية ملحّة، ومنها تمكين النساء؟
السينما من أكثر الأدوات التي تؤثر في تقدم المجتمع وارتقائه. وقد استطاعت السينما أن تغير أوضاعا كثيرة كانت غير صحيحة، من خلال تعبيرها عن قضايا اجتماعية ملحّة، ومنها طبعا تمكين النساء.
كونك عارضة أزياء وممثلة تعمل وتبرع في صناعة الأفلام المصرية الضخمة، وبالنظر أيضا إلى عدد متابعيك على منصات التواصل الاجتماعي، ما القضية الاجتماعية الأغلى على قلبك، والتي تريدين استخدام منصّة الشهرة لنشر الوعي حولها؟
لدي رأيي الخاص فيما يتعلق بجرائم قتل النساء. أجد أن التربية هي الأساس والسبب في أننا قد نعتبر أشياء معينة صالحة للرجل، ولكنها غير صالحة للمرأة، وفي أن الرجل يحق له إصدار الأحكام على النساء وفق لباسهن أو دراستهن أو صديقاتهن أو ما شابه. وكأن المقياس الذي أقيّم من خلاله نفسي هو الرجل، وهو مفهوم ظهر في المجتمع قبل وقت بعيد، وموجود حتى بين الأخ وأخته. فنرى الأخ يتحكم بأخته، ويكون رأيه الأهم، فيصبح على الشقيقة أن تسمع كلامه وتخدمه حتى. بالنسبة لي، إن كل ذلك نابع من التربية والتنشئة، وأعتقد أن الجيل الجديد واعٍ بما فيه الكفاية وأن هذا الواقع سيتغير للأفضل مع الوقت.
هل يمكنك أن تعطينا لمحة عن المشاريع الآتية التي تعملين عليها؟ وهل من الممكن أن نراك يوما خلف الكاميرا؟
مشروعي الآتي هو لشهر رمضان، وسيكون مسلسل “الصندوق” من بطولة “أحمد داش” و”علي قاسم” وأنا إلى جانب عدد من النجوم المشاركين كضيوف شرف. إنني متحمسة جدا لتقديم عمل يُعرض في رمضان، بعد غياب بضع سنوات عن الشاشات الرمضانية بسبب عدم عثوري على سيناريو يعجبني أو دور جديد أقدّمه. في العام الماضي، كنت ضيفة شرف في مسلسل “سوتس بالعربي” الذي عرض خلال رمضان وأعجب المشاهدين. وأتمنى أن يشاهدوا مسلسل “الصندوق” أيضا هذا العام وأن يعجبهم، لأننا بذلنا جهدا كبيرا وتعبا كبيرا في تصوير هذا العمل.
بمناسبة يوم المرأة العالمي، ما الرسالة التي توجّهينها عبر “هي” إلى صاحبات المواهب الصاعدة اللواتي يطمحن إلى تحقيق النجاح في السينما الإقليمية؟
أقول للمرأة في يومها العالمي: أحبي نفسك، لأنك إذا أحببت نفسك وتقبّلتها كما هي، وحاولت أن تكوني أنت من يغير الأشياء التي لا تعجبك أو تصعّب عليك جوانب معينة من حياتك أو تعرقل نجاحك أو تقف في وجه حبك لنفسك، فستكونين أقوى وأسعد، فأحبي نفسك.
بماذا تحلمين اليوم؟
أحلامي اليوم كثيرة. أحلم بأن تغيب الحروب عن كل أنحاء العالم، وأن يعيش كل الأطفال براحة وسعادة، وألّا يبقى أي طفل جائعا أو بلا مأوى. أحلم عموما بعالم مثالي، وأعرف أنه صعب التحقيق، لكنني سأظل أحلم به.
ما الطريقة المفضلة لديك للاسترخاء وإعادة شحن طاقتك؟
السفر هو الطريقة المفضلة لأسترخي وأعيد شحن طاقتي. وبصورة خاصة، إن السفر مع نفسي يسعدني ويساعدني على اكتشاف نفسي أكثر.
للإجازة الصيفية، ما وجهة أحلامك؟
بالنسبة إلي، إن الوجهة الصيفية المثالية هي مكان طقسه حار، وفيه بحر وشمس مشرقة طوال النهار، مكان ليس بعيدا ولا قريبا، حتى أكون بعيدة بعض الشيء عن الناس. سيكون بالتأكيد مكانا استوائيا.
كيف تستعدّين للسجادة الحمراء؟
الاستعداد للسجادة الحمراء يكون دوما صعبا للغاية. من أهم ما أفعله قبل أي مناسبة على السجادة الحمراء، هو الحرص على تناول الطعام. وأحب وضع أقنعة عديدة على بشرة وجهي، وتحضير كل عناصر إطلالتي مثل الفستان، وخصوصا المجوهرات، لأنني أشعر بأن المجوهرات تضيف إلى الفستان أو الإطلالة بوجه عام لمسة تألق أساسية. وهو أمر يهمني للغاية لأنني أحب ارتداء ملابس بسيطة للغاية وغير مبالغ بها أبدا.
ما المستحضر الجمالي الأهم بالنسبة إليك؟
العنصر الأهم والأكثر استخداما في روتيني الجمالي هو الماء. أحب شرب الماء، وأحرص على أن أبقي معي دوما في حقيبتي ماء الورد لأنني أستعمله مرارا وتكرارا على وجهي.
هل تمارسين الرياضة بانتظام، وما الرياضة المفضلة لديك؟
أمارس الكثير من التمارين الرياضية المتنوعة. أحيانا أمارس تمارين عادية في الصالة الرياضية، وقد أمارس تمارين المرونة أو الرقص أو لعب رياضة البادل. ما من فئة واحدة أفضّلها.
ما الكتاب المفضّل لديك؟
لا يمكنني اختيار كتاب واحد، لكنني أقرأ حاليا كتاب Meditations to Heal Your Life للمؤلفة “لويز هاي”. أنا سعيدة جدا بقراءة هذا الكتاب الخفيف والجميل بالفعل.