اصطحاب الهاتف إلى الحمام يؤدي إلى مشاكل صحية تدوم مدى الحياة
عندما تأخذين الهاتف معك إلى الحمام، فمن المرجح أن تقضي وقتًا أطول على مقعد المرحاض. وقد يؤدي هذا الجلوس لفترات طويلة إلى مشاكل صحية خطيرة مثل البواسير.
فالحمام هو المكان الذي ينشط فيه عقلك أكثر من أي مكان آخر، المكان الذي تخطر فيه أفكارك المجنونة. المكان الوحيد الذي لا يوجد فيه سوى أنت وأفكارك. حسنًا.. لم يعد الأمر كذلك. الآن، أصبح الأمر يتعلق بك وبهاتفك، وهي عادة أكثر خطورة على صحتك مما تعتقد.
دعينا نعترف بذلك، فنحن جميعًا نأخذ هواتفنا إلى الحمام الآن. سواء كانت تلك الرحلة الصباحية إلى الحمام أو فترات الراحة المتكررة في الحمام أثناء العمل، فإن الهاتف يرافقنا دائمًا. ومن المحتمل أنك تقرئي هذه المقالة أيضًا وأنت على مقعدة المرحاض.
الجراثيم القذرة
عندما تأخذين هاتفك إلى الحمام، يمكن أن يحدث الكثير من الأشياء الضارة بدءًا من الجراثيم. إنه متسخ هناك، ونحن جميعًا نعلم ذلك. إن استخدام الهاتف في الحمام يعني تلويثه بالبكتيريا الضارة، والتي يمكن أن تنتشر بسهولة خارج الحمام، مما يؤدي إلى أمراض مثل جرثومة المعدة.
ومع ذلك، وعلى الرغم من العلاقة المعروفة على نطاق واسع بين الحمامات والجراثيم والهواتف، فإن ذلك لم يمنع الناس من إحضار هواتفهم معهم.
البواسير المؤلمة
ولكن إلى جانب عامل الجراثيم الواضح، فإن هذه العادة تؤدي إلى قائمة كاملة من المشكلات الصحية الأخرى. والتي قد تستمر معك لفترة طويلة، مثل البواسير، وهي أوردة متورمة في فتحة الشرج والمستقيم السفلي وحولهما. يمكن أن تجعل هذه الحالة عملية التبرز مؤلمة للغاية.
لقد أصبح استخدام الهواتف المحمولة في الحمام عادة شائعة بشكل متزايد، ولكنها تشكل مخاطر صحية كبيرة. فالجلوس لفترة طويلة على المرحاض يمكن أن يؤدي إلى ضغط مفرط على الأوردة الشرجية، مما يساهم في الإصابة بالبواسير. كما إن الوضع الطبيعي للجسم لحركات الأمعاء هو أن تكون سريعة وفعالة، ولكن التشتيتات الناجمة عن الأجهزة المحمولة غالبًا ما تؤخر العملية.
عادة سيئة
هل سبق لك أن رجعت في طريقك إلى الحمام لأنك نسيت أن تأخذ هاتفك؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فربما توافقين على أنك تقضين وقتًا أطول على مقعد المرحاض مما هو ضروري. في حين أن العمل الحقيقي ينتهي في بضع دقائق، فإن تصفح الإنترنت، والرغبة في مشاهدة مقطع فيديو آخر، أو إنهاء تلك الحلقة، تجعلك تجلسين على مقعد المرحاض لفترة أطول. وقبل أن تدركي ذلك، تكون نصف ساعة قد مرت.
إن الجلوس لفترات طويلة في الحمام هو الذي يسبب الإمساك ويمكن أن يؤدي إلى ظهور البواسير.
كذلك يمكن أن يؤدي الجلوس لفترات طويلة إلى زيادة الضغط على الأوردة المحيطة بالمستقيم والشرج. إن وضع مقعد المرحاض يفرض بالفعل ضغطًا على هذه المنطقة، وعندما تؤخر الانتهاء من حركة الأمعاء بسبب تشتيت انتباهك بهاتفك، يتراكم الضغط بشكل أكبر. بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا الضغط المتكرر إلى تطور البواسير.
أيضًا إن الجلوس على الكرسي يختلف عن الجلوس على مقعد المرحاض. ورغم أن الجلوس لفترات طويلة ليس مثاليًا في أي موقف، فإن تلك الدقائق الإضافية على مقعد المرحاض قد تضع ضغطًا مفرطًا على منطقة المستقيم بسبب نقص الدعم تحتك.
فخ الريلز
ويلاحظ أطباء أمراض المستقيم والشرج عادة شائعة بين العديد من المرضى الذين يعانون من البواسير: قضاء 30 إلى 45 دقيقة في المرحاض، وغالبًا ما يشاهدون الزيلز ومقاطع فيديو على موقع يوتيوب، أو يلعبون ألعابًا على هواتفهم.
ويمكن أن تسبب البواسير عدم الراحة والألم والحكة والنزيف. واعتمادًا على شدة الحالة، قد يشمل العلاج تناول الأدوية أو تغيير نمط الحياة أو حتى إجراء عملية جراحية.
ويشعر معظم الأشخاص الذين يتلقون العلاج للبواسير بتحسن ويتمكنون من استئناف أنشطتهم المعتادة. ومع ذلك، قد تكون هناك بعض الآثار طويلة المدى. قد يعاني بعض الأفراد من أعراض مزمنة، خاصة إذا فشلوا في الحفاظ على نظام غذائي غني بالألياف وعادات أمعاء صحية.
لا أكثر من 10 دقائق
يقول خبراء الصحة أنه لا ينبغي الجلوس على مقعد المرحاض لمدة تزيد عن 10 دقائق. وللحفاظ على عادات أمعاء صحية، تجنب المشتتات مثل الهواتف المحمولة التي تشجع على قضاء الحاجة لفترة أطول، وركز على الاستجابة السريعة للرغبات الطبيعية بدلاً من إجبار نفسك على التبرز. كما أن الحفاظ على وضعية جيدة في المرحاض، مثل الجلوس مع رفع الركبتين قليلاً، يمكن أن يساعد أيضًا في التبرز بكفاءة.
المخاطر الأخرى
إلى جانب زيادة خطر الإصابة بالبواسير والإمساك وخلل قاع الحوض، فإن اصطحاب هاتفك إلى الحمام يمكن أن يؤثر أيضًا على ظهرك ورقبتك.
حيث يمكن أن يكون سبب آلام الرقبة والظهر أيضًا وضعية الجسم السيئة. فأنت معرضة لخطر الإفراط في التمدد إذا كنت تشتت انتباهك بالهاتف وتتجاهل إشارات جسمك.
آثار نفسية وعقلية
ولا يمكننا أن نتجاهل أيضًا التأثير النفسي والعقلي. ففي كثير من الأحيان، يكون التردد في مواجهة أفكار المرء هو السبب الذي يدفع الشخص دون وعي إلى تفضيل أخذ الهاتف إلى الحمام.
كما يمكن أن تؤدي هذه العادة أيضًا إلى تعزيز الأنماط العقلية غير الصحية. من الناحية المثالية، يجب أن تكون الحمامات تجربة قصيرة وخاصة وواعية. ولكن تحويلها إلى وقت للتشتيت الرقمي يطمس الحدود بين الرعاية الشخصية ووقت الشاشة، مما يؤدي إلى عقل مفرط التحفيز.
أيضًا يقول علماء النفس إن هذه العادة تعكس الصراع الذي يواجهه كثير من الناس اليوم في التعامل مع الملل وعدم الراحة الناتج عن إبقاء أيديهم أو عقولهم خالية، مما يجعل من الصعب عليهم ببساطة عدم القيام بأي شيء. كما إن الملل وعدم القيام بأي شيء، بالمناسبة، أمر مهم لرفاهيتك .
ركزي على صحتك لا على متعتك
إن العواقب طويلة الأمد المترتبة على التشتيت الرقمي المستمر قد تصبح إشكالية. فاستخدام الهاتف كوسيلة تشتيت في الحمام قد يوفر راحة مؤقتة، ولا تشكل فترات الاستخدام القصيرة ضررًا بشكل عام. ومع ذلك، إذا أصبح هذا السلوك مفرطًا، فقد يؤدي إلى تجنب الاتصال، وهو ما يرتبط غالبًا بالقلق أو الانفصال، وخاصة بين الناجيات من الصدمات”.
لذا، قد يحب هاتفك فترات الراحة التي تقضينها في الحمام. أما جسمك، فلا يحبها بالتأكيد. وللعلم، فإن حمل صحيفة أو كتاب ليس أفضل من ذلك. والفكرة هي عدم قضاء وقت إضافي على مقعد المرحاض فيما فتحة الشرج في حالة استرخاء وتهوية.