اليوغا إجراء ضروري للتخلص من التوتر
كشفت عمليات مسح الدماغ عن نشاط عصبي محتمل يمكن أن يساعد الشخص على الشعور بالاسترخاء أثناء أداء تمارين اليوغا أو “النوم اليوغي”. وهي تقنية تأمل تحفز حالة تشبه النوم مع الحفاظ على الوعي المتزايد، وفقًا لدراسة.
حيث أجرى فريق. يضم باحثين من المعهد الهندي للتكنولوجيا، تصويرًا بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لأدمغة 30 من ذوي الخبرة و31 من المبتدئين في التأمل.
لقد نظر الباحثون إلى شبكة الوضع الافتراضي للمشاركين، والتي هي “الوضع الخلفي” للدماغ. والتي من المعروف أنها تعمل عندما يكون الشخص منطويا على نفسه، أو عندما يسمح لعقله بالتجول.
وعند مقارنة النتائج، وجد الباحثون انخفاضًا في الاتصال في شبكة الوضع الافتراضي لدى المتأملين. ذوي الخبرة طوال الوقت الذي مارسوا فيه يوغا نيدرا، مقارنة بحالة الراحة الخاصة بهم. وهو ما قد يشير إلى أنهم “أكثر تواجدًا في الحاضر”.
اليوغا تخفف من ضغوط التركيز
وأوضحت مؤلفة الدراسة سونيكا ثاكرال، الأستاذة المساعدة في قسم علوم الكمبيوتر في كلية شهيد سوخديف للدراسات التجارية في جامعة دلهي، أن شبكة الوضع الافتراضي ترتبط عمومًا بالتفكير في الماضي أو المستقبل. والعمليات الذاتية، والتفكير في الآخرين، وبناء المشهد وحتى الإدراك الموجه نحو الهدف.
وقالت ثاكرال إنه “أثناء ممارسة التأمل لدى المشاركين الأصحاء، فإن الانخفاض في الاتصال بشبكة الوضع الافتراضي داخل الشبكة من شأنه أن يشير إلى انخفاض العمليات المرتبطة بتجوال العقل أو التفكير في الماضي أو المستقبل والتركيز بشكل أكبر على اللحظة الحالية”.
وكتب المؤلفون في الدراسة المنشورة في مجلة Scientific Reports: “تسلط نتائجنا الضوء على انخفاض كبير في الاتصال الوظيفي لشبكة الوضع الافتراضي بين المتأملين مقارنة بالمبتدئين في جميع مراحل يوغا نيدرا”.
ووفقا للمؤلفين كانت هذه التغيرات في نشاط الدماغ أكثر وضوحا لدى المتأملين ذوي الخبرة. وهو ما قد يشير إلى انخفاض شرود ذهنهم، مقارنة بالمبتدئين.
علاوة على ذلك فعادة ما يتم ممارسة النوم اليوغي في وضع الشافاسانا. أو وضع الاستلقاء الذي يشبه سكون الجثة. مصحوبًا بتعليمات صوتية للمساعدة في توجيه وعي الفرد إلى أجزاء مختلفة من الجسم.
الانفصال عن الواقع
من جانبه قال المؤلف الرئيسي راؤول جارج، أستاذ في المعهد الهندي للتكنولوجيا في دلهي: “وفقًا للنصوص اليوغية، تساعد يوغا نيدرا في إخراج “السامسكاراس” المدفونة في العقول الباطنية العميقة إلى السطح وتساعد في النهاية على إطلاقها. وبالتالي تعزيز الصحة”. كما أوضحت ثاكرال أن السامسكارا هي أنماط من الأفكار والأفعال اللاحقة.
وأضافت “إن الطريقة التي يترابط بها دماغنا تخزن الكثير من هذه الأنماط مما يؤدي إلى مجموعة من الأفكار والأفعال المتكررة. إن مشاعر الإنسان ونظم معتقداته وردود أفعاله وأفكاره المدفونة في مستويات أعمق من الوعي تسير جنبًا إلى جنب وتؤثر على بعضها البعض”.
كذلك أضافت أن شبكة الوضع الافتراضي تعمل على استرجاع الحلقات من الذاكرة، وترتبط أيضًا بالعاطفة. كما قالت ثاكرال “إن التأمل يقلل من النشاط داخل شبكة الوضع الافتراضي ويسمح للشخص بإضعاف قوة هذه السامسكاراس أو الانطباعات. مما يؤدي بالتالي إلى القدرة على الحصول على رأي أفضل بشأن أفكارنا وعاداتنا وأفعالنا”.
إدارة الإجهاد والعلاج
أيضًا توفر النتائج أساسًا علميًا للتأثيرات المريحة لليوغا نيدرا. والتي قد تساعد في علاج الصحة العقلية من خلال تضمين الممارسة في إدارة الإجهاد والعلاج المعرفي.
علاوة على ذلك، وبينما كان المشاركون يستمعون إلى التعليمات الموجهة. لاحظ الباحثون نشاطا في المهاد، الذي يشارك في التحكم في الوعي والنوم، ومناطق الدماغ المعروفة بأنها تلعب دورا في معالجة العواطف.
وقال جارج “إن تنشيط مناطق الدماغ المعنية بمعالجة العواطف يعد اكتشافًا مثيرًا للاهتمام للغاية في هذا السياق. وقد يفسر هذا سبب فعاليته في علاج القلق في بعض الدراسات”.
وتعد هذه الدراسة هي الأولى التي تخضع يوغا نيدرا للتدقيق من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.