النوم يجدد الذاكرة ويساعد على رؤية بنظر ثاقب
تحتوي كل الأمثال القديمة على الكثير الحقيقة، حيث تكشف دراسة جديدة لماذا يجب على الإنسان أن “يتجاهل الأمر” تحت شعار “طنش تعش” بدلاً من الثقة في الأحكام المبنية على الانطباعات الأولى. وأن النوم يجدد الذاكرة ويساعد على النظر إلى الحادثة بنظرة ثاقبة.
كشفت دراسة نُشرت في مجلة علم النفس التجريبي العام أن اتخاذ القرار بشكل أفضل يحدث عندما تقترب من المشكلة في اليوم التالي بعد ليلة نوم جيدة. كما يساعد الوقت والمكان والنوم في تطوير منظور أكثر وضوحًا والسماح بفهم أكثر شمولاً قبل إجراء تقييمات سريعة.
تأثير الأسبقية
إن تأثير الأسبقية هو المسؤول عن التأثير الذي تخلفه الانطباعات الأولى. فالذاكرة تميل إلى أن تكون أقوى في التفاعل الأول مع أي شيء. ويُفترض أن العناصر الأولى في أي قائمة هي الأكثر أهمية، وغالباً ما تُعطى وزناً أكبر من غيرها. وهذا يؤدي إلى أن يؤثر اللقاء الأول على الإدراك الكامل للمكان أو الشخص. ومع ترسخ هذا التحيز، يستمر الناس في التفكير بما يتماشى مع التقييمات التي تم إجراؤها من الانطباعات الأولى، مما يحد من قدرتهم على النظر في المعلومات الجديدة أو المتضاربة.
حرفيًا “النوم عليه”
قد يؤدي هذا التحيز إلى اتخاذ قرارات متسرعة قد لا تكون الأفضل. كما يقترح الباحثون “النوم عليه” حرفيًا. بعد يوم واحد، يضعف تحيز الأولوية، مما يسمح باتخاذ قرارات أكثر عقلانية وتفكيرًا. وهذا يشير إلى الدور الأساسي للنوم في تعزيز قدرات اتخاذ القرار وتقوية الذاكرة.
كذلك فإن التصرف بناءً على الانطباعات الأولى فقط قد يكون أمرًا متسرعًا، حيث تعتمد التقييمات غالبًا على معلومات غير كاملة. ومع ذلك، فإن راحة عقلك تمنحه الوقت لمعالجة الصورة الأكبر، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات أكثر توازناً ونتائج أفضل.
التأثيرات في العالم الحقيقي
إن تأثير الأسبقية له العديد من التطبيقات في العالم الحقيقي. ففي مقابلات العمل على سبيل المثال، قد يتفوق المرشحون الأوائل على المرشحين المؤهلين بنفس القدر بسبب الترتيب الذي تتم مقابلتهم به. وقد تكون القرارات المتخذة على الفور معيبة بسبب هذا التحيز من الدرجة الأولى. وعلى نحو مماثل، في المطاعم، قد يتأثر تقييم الوجبة بالانطباع الأول، والذي يمكن أن يكون إما إيجابيًا أو سلبيًا، وسوف يركز التقييم بالكامل على هذه الزاوية، بدلا من اتباع نهج متوازن. يميل الدماغ إلى التمسك بالجزء الأول من المعلومات التي يتلقاها، وبناء شبكات معقدة من التقييمات والأحكام حول تلك القطعة الواحدة، مما يخلق صورة غير كاملة.