هل الأطفال المولدون في ظل جائحة كورونا أكثر عرضة للتوحد؟
اكتشفت دراسة جديدة ما إذا كان الضغط الناجم عن الوباء أو التعرض لفيروس كوفيد-19 أو في ظل جائحة كورونا أثناء الحمل قد يؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بالتوحد لدى الأطفال.
حيث زعمت العديد من التقارير في الماضي أن الأطفال الذين يولدون أثناء جائحة كوفيد-19 في ظل جائحة كورونا قد يواجهون احتمالية أعلى للإصابة بالتوحد. ومع ذلك، فإن دراسة جديدة نُشرت في JAMA Network Open تفند هذا الخوف بشأن الأطفال في ظل جائحة كورونا.
هل الأطفال في عصر الجائحة أكثر عرضة للإصابة بالتوحد فعلا؟
تتحدى الدراسة، التي أجراها فريق من مركز إيرفينج الطبي التابع لجامعة كولومبيا الأمريكية في مدينة نيويورك، المخاوف من أن يؤدي الضغط الناجم عن الوباء أو التعرض لفيروس سارس-كوف-2 أثناء الحمل إلى زيادة معدلات الإصابة بالتوحد لدى الأطفال. وعلى عكس التوقعات، لم يجدوا أي صلة بين حالة الطوارئ الصحية وتطور مرض التوحد لدى الأطفال.
ماذا وجد الباحثون؟
أجرى البحث فحصًا على ما يقرب من 2000 طفل صغير ولدوا قبل وأثناء الوباء. مع التركيز على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و30 شهرًا. كما استخدموا أداة فحص شائعة تسمى القائمة المعدلة للتوحد لدى الأطفال الصغار، المنقحة (M-CHAT-R)، للبحث عن العلامات المبكرة للتوحد. كذلك ساعد استبيان تقرير الوالدين في تحديد الأطفال الذين قد يستفيدون من تقييم أكثر شمولاً لاضطراب طيف التوحد.
ولم يجد الباحثون أي فرق كبير في فحوصات التوحد الإيجابية بين الأطفال المولودين قبل الوباء وأولئك الذين ولدوا أثناءه. علاوة على ذلك، أظهر أطفال الأمهات اللاتي ثبتت إصابتهن بكوفيد-19 أثناء الحمل معدلات أقل من فحوصات التوحد الإيجابية مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا بالعدوى.
التوحد مرتبط بحالة الأم النفسية والعقلية
ووفقًا لداني دوميتريو، الأستاذ المشارك في طب الأطفال والطب النفسي والمؤلف الرئيسي للدراسة.. “من المعروف أن خطر التوحد يزداد مع أي نوع من أنواع الإهانة للأم أثناء الحمل، بما في ذلك العدوى والتوتر. وقد أثار حجم جائحة كوفيد قلق أطباء الأطفال والباحثين وعلماء النمو من أننا سنشهد ارتفاعًا في معدلات التوحد. ولكن من المطمئن أننا لم نجد أي مؤشر على مثل هذه الزيادة في دراستنا”.
وأضاف: “كانت هناك تكهنات واسعة النطاق حول كيفية تطور جيل كوفيد. وهذه الدراسة تمنحنا أول بصيص من الإجابة فيما يتعلق بخطر الإصابة بالتوحد”.
واختتم دوميتريو حديثه قائلاً: “إن الأطفال الذين كانوا في الرحم في وقت مبكر من الوباء. يصلون الآن إلى السن الذي تظهر فيه المؤشرات المبكرة للتوحد، ونحن لا نراها في هذه الدراسة. ولأن من المعروف أن التوحد يتأثر بالبيئة قبل الولادة، فإن هذا أمر مطمئن للغاية”.