هل تناول منتج غذائي بعد انتهاء صلاحيته غير آمن؟
قد يثير منتج غذائي يقترب تاريخ صلاحيته قلقك، لكن الخبراء يشيرون إلى وجود استثناءات. فعندما تكونين في متجر متعدد الأقسام، وتبحثين بين الأرفف عن البقالة، فإن بعض الأشياء تأتي على رأس قائمة أولوياتك.
وإذا كنت مهتمة بالتغذية، فمن المحتمل أن تقلب منتج غذائي للتحقق من المكونات ومحتوى البروتين والتفاصيل الغذائية الأخرى. ولكن هناك جانب واحد لا يمكن التفاوض عليه، والذي يتحقق منه الجميع تقريبًا قبل شراء منتج: تاريخ انتهاء الصلاحية.
فإذا اقترب موعد انتهاء صلاحية منتج غذائي، فمن المرجح أن تعيديه إلى الرف. ولكن هل يعني تاريخ انتهاء الصلاحية حقًا أن الطعام لم يعد آمنًا للاستهلاك، أم أنه مجرد إجراء احترازي؟.
ماذا يحدث بعد تاريخ انتهاء الصلاحية؟
إذن، ما الذي يحدث حقًا عندما يتجاوز منتج تاريخ انتهاء صلاحيته؟ على عكس الاعتقاد السائد، لا يتحول المنتج على الفور إلى شيء ضار. وبالنسبة للعديد من المنتجات غير القابلة للتلف، فإن تاريخ انتهاء الصلاحية يتعلق بالجودة أكثر من السلامة. فقد تفقد كيس رقائق البطاطس قرمشتها، أو قد يصبح طعم البسكويت قديمًا بعض الشيء، لكنها لن تجعلك مريضة بالضرورة.
ولكن الأمر يصبح أكثر خطورة مع الأطعمة القابلة للتلف مثل الحليب واللحوم والبيض. فهذه الأطعمة قد تؤوي بكتيريا تتكاثر بسرعة بعد انتهاء تاريخ صلاحيتها، مما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض منقولة عن طريق الغذاء.
وللأسف فإن بعض المستهلكين غالبًا ما يستخدمون عبوات غذائية بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها، لظروف اضرارية منها الفقر أو الحصار أو الندرة وهو أمر غير موصى به لأن نمو العفن قد لا يكون مرئيًا.
كما يمكن أن تظل الأطعمة غير القابلة للتلف مثل البقوليات والمعكرونة والأرز صالحة للاستخدام بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها إذا تم تخزينها في غرف جافة وجيدة التهوية. حتى مدة صلاحية بعض الأطعمة مثل المكسرات والبذور الزيتية والسميد تزيد إذا تم تخزينها في الثلاجة. كذلك يمكن أن تدوم التوابل لسنوات. ومع ذلك، يجب فحص أي شيء بعد تاريخ انتهاء صلاحيته جيدًا بحثًا عن أي رائحة أو طعم أو مظهر غير طبيعي.
ما مدى موثوقية تواريخ انتهاء الصلاحية؟
يتم تحديد تاريخ انتهاء صلاحية عبوات الطعام من خلال عدة عوامل، بما في ذلك نوع الطعام، والتغليف المستخدم، وعملية التصنيع، والمبادئ التوجيهية التنظيمية. كذلك يقوم المصنعون بإجراء الاختبارات والتجارب لتقدير العمر الافتراضي للمنتج في ظل ظروف تخزين محددة. كما يتم تحديد تاريخ انتهاء الصلاحية بناءً على هذه الاختبارات، مما يضمن بقاء المنتج آمنًا وذو جودة جيدة حتى التاريخ المشار إليه.
ومع ذلك، فإن تواريخ انتهاء الصلاحية غالباً ما تكون مؤشرات على جودة الغذاء أكثر من كونها علامات دقيقة على السلامة.
فإذا كان الطعام يبدو جيدًا ورائحته طيبة بعد تاريخ انتهاء صلاحيته، فإنه عادة ما يكون آمنًا للأكل. وترتبط غالبية تواريخ انتهاء الصلاحية بنضارة المنتج وجودته أكثر من سلامته. قد يظل الطعام آمنًا للأكل إذا لم تظهر عليه أعراض تدهور واضحة أو روائح كريهة. وعند تقييم الطعام الذي تجاوز تاريخ انتهاء صلاحيته، يجب على المستهلكين أن يثقوا في غرائزهم.
دور التخزين في مدة الصلاحية
إذا كنت نشأت في منزل عربي، فمن المرجح أنك على دراية بعادة والدتك في تخزين الأشياء ووضعها في الثلاجة والاعتقاد بأن “كل شيء على ما يرام”.
حيث يبدو مفهوم تاريخ انتهاء الصلاحية غامضًا في بعض الأحيان عندما يتعلق الأمر بالأمهات اللاتي يصررن غالبًا على أن تخزين الأطعمة في الثلاجة سيحافظ عليها طازجة لفترة أطول. اتضح أنها لم تكن مخطئة تمامًا.
حيث تلعب طريقة تخزين الطعام دورًا كبيرًا في تحديد المدة التي يظل فيها آمنًا ولذيذًا. إن الحفاظ على درجة حرارة الثلاجة المناسبة (أقل من 5 درجات مئوية)، وإغلاق العبوات بإحكام. وتخزين السلع الجافة في أماكن باردة ومظلمة يمكن أن يطيل بشكل كبير من العمر الافتراضي للعديد من العناصر.
كما تلعب ظروف التخزين دورًا حاسمًا في دقة تواريخ انتهاء الصلاحية. كذلك يمكن أن تؤثر تقلبات درجات الحرارة والتعرض للرطوبة وأشعة الشمس ودرجات الحرارة العالية على مدة صلاحية المنتج الغذائي. وإذا لم يتم تخزين المنتج الغذائي وفقًا للظروف الموصى بها، فقد تتدهور سلامته وجودته بشكل أسرع مما يشير إليه تاريخ انتهاء الصلاحية.
الالتزام بقوانين الغذاء والدواء
عندما يتعلق الأمر بسلامة الغذاء، فإن الالتزام بقوانين الغذاء والدواء المعمول بها أمر بالغ الأهمية، وخاصة في بلادنا العربية مثل السعودية والإمارات وقطر حيث تم تصميم هذه اللوائح لحماية المستهلكين. ويؤكد خبراء الصحة، على أهمية هذه الإرشادات، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتخزين والمناولة:
إذا كانت هناك حاجة إلى تخزين بعض المنتجات في درجات حرارة مبردة أو مجمدة أثناء النقل. وتم انتهاك هذه الشروط، فسوف يفسد المنتج الغذائي حتى قبل انتهاء صلاحيته.
إذا تم اختيار المنتجات الغذائية من مخازن باردة أو مجمدة، فاعتمد على حاستي الشم والبصر لديك للحكم على ما إذا كان يمكن تناول الطعام أم لا.
يجب فحص الأطعمة المعبأة في علب أو كراتين بحثًا عن الانتفاخ أو التلف. ويجب التخلص منها إذا كانت هذه هي الحالة، حتى لو كان المنتج الغذائي ضمن تاريخ انتهاء الصلاحية.
نرميها أم لا؟
تعتبر تواريخ انتهاء الصلاحية إرشادات مفيدة، لكنها ليست دائمًا الكلمة الأخيرة فيما يتعلق بما إذا كان شيء ما آمنًا للأكل. ومن خلال فهم الملصقات المختلفة واستخدام حواسك، يمكنك اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً بشأن ما يجب الاحتفاظ به وما يجب التخلص منه. ومع ذلك، في حين أنه من المهم تقليل هدر الطعام، فلا تتنازلي عن صحتك. وإذا ما اضطررت لتناولها لسبب الحرب أو الحصار كما في غزة أو السودان أو سوريا أو اليمن فلا بأس.