المرأة العصرية والراقية

تساقط الشعر بعد الولادة قد يدفع للإكتئاب

يمكن أن يؤدي تساقط الشعر بعد الولادة إلى تكثيف التحديات الجسدية والعاطفية التي تواجهها الأمهات الجدد، مما قد يؤدي إلى تحديات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب.

تساقط الشعر بعد الولادة أمر شائع جدًا. وهذه المرحلة مؤقتة وقابلة للعكس. ومع ذلك، فإن تساقط الشعر بعد الولادة يمكن أن يؤدي إلى ضائقة عاطفية.

خلال فترة الحمل، تمر المرأة بالعديد من التغيرات الجسدية والعاطفية بسبب الهرمونات وأسباب أخرى مختلفة، وتستمر هذه التغيرات بعد الولادة. ما يتغير غالبًا هو أن الرعاية والاهتمام الذي تتلقاه المرأة أثناء الحمل ينتقل إلى الطفل بمجرد ولادته، تاركًا الأمهات الجدد وحدهن.

صدمة ما بعد الولادة

نحن جميعًا نعلم مدى صعوبة التعامل مع الوزن الزائد بعد الحمل، ولكن هناك مشكلة أخرى تواجهها العديد من النساء: تساقط الشعر بعد الولادة. فكما تتكيف الأمهات الجدد مع أجسادهن الجديدة، يمكن أن يصبح تساقط الشعر صراعًا إضافيًا، مما يؤثر على صحتهن العقلية على طول الطريق.

فهم تساقط الشعر بعد الولادة

تساقط الشعر بعد الولادة هو تساقط الشعر الذي يحدث بعد الولادة، وهو ما يسمى تساقط الشعر الكربي. وهي حالة مؤقتة ناجمة عن التغيرات الهرمونية بعد الولادة. كما أن هذا النوع من تساقط الشعر يكون عادة مفاجئا ويحدث بعد ثلاثة أشهر من الولادة.

قد تبدو الحالة مثيرة للقلق بسبب التساقط المفرط (أكثر من 100-150 خصلة شعر يوميًا) مقارنة بتساقط الشعر الطبيعي (100 خصلة شعر يوميًا)، ولكنها عادة ما تنعكس خلال 6 إلى 12 شهرًا.

وفي الوقت نفسه، تشرح الدكتورة سانديا راني، استشارية أولى في أمراض النساء والتوليد في مستشفى أستر للنساء والأطفال في بنغالورو، أن المستويات المرتفعة من هرمون الاستروجين أثناء الحمل تساهم في نمو الشعر بشكل أسرع، مما يؤدي إلى شعر أكثر سمكًا وكثافة.

ومع ذلك، تنخفض مستويات هرمون الاستروجين بعد الولادة، مما يؤدي إلى تساقط الشعر الزائد الذي بقي أثناء الحمل. كما قد تؤدي مشكلات الغدة الدرقية غير المنضبطة إلى تفاقم هذه المشكلة.

يختلف تسـاقط الشعر بعد الولادة عن تساقط الشعر الآخر مثل الثعلبة الأندروجينية أو الصلع الذكوري، والتي تنبع من عوامل وراثية أو اختلال التوازن الهرموني أو الشيخوخة. كذلك يؤثر هذا النوع من الصلع على الذكور والإناث بشكل مختلف، اعتمادًا على جيناتهم وعوامل صحية أخرى.

ومن المهم ملاحظة أن تسـاقط الشعر بعد الولادة مؤقت ويختفي من تلقاء نفسه مع استقرار الهرمونات بعد الحمل. ومع ذلك، قد تتطلب أنواع تساقط الشعر العادية علاجًا طبيًا أو تدخلًا لقمع الحالة أو عكسها.

علاوة على ذلك، يقول الخبراء أن حوالي 40-80 في المائة من النساء يعانين من تسـاقط الشعر بعد الولادة، ولكن شدته يمكن أن تختلف من شخص لآخر.

إنه قابل للعكس

مع مرور الوقت، تتعافى بصيلات الشعر ويبدأ نمو شعر جديد. وعندما تنخفض مستويات هرمون الاستروجين وتعود إلى حالتها قبل الحمل، يستأنف الشعر نموه الطبيعي.

وهذه المرحلة المؤقتة قد تؤثر على الصحة العقلية. وبالنسبة لبعض الأمهات الجدد، فإن التعامل مع تساقط الشعر بعد الولادة قد يؤدي إلى ضائقة عاطفية.

فبعد الولادة، تواجه العديد من النساء تحديات تتعلق بصورة الجسم والتعب والتكيف مع دورهن الجديد كأمهات. وقد يؤدي تساقط الشعر المفاجئ والمرئي إلى زيادة هذا العبء، مما قد يساهم في الشعور بالقلق وانخفاض احترام الذات، أو حتى الاكتئاب.

أيضًا تساقط الشعر بعد الولادة يزيد من خطر إصابة الأم الجديدة بالاكتئاب ومشاكل الصحة العقلية الأخرى لأنه يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الصعوبات العاطفية بعد الولادة من خلال الإضرار بثقة المرأة وتغيير تصورها لنفسها.

ثالثا : كيف يساعد الكولاجين على نمو الشعر؟

من الناحية الجسدية والنفسية، غالبًا ما تواجه الأمهات الجدد ضغوطًا للعودة إلى حالتهن الطبيعية قبل الحمل في أسرع وقت ممكن. وقد يؤدي تساقط الشعر إلى شعور النساء بأنهن أقل سيطرة على أجسادهن، مما يزيد من الضغوط المرتبطة بالتكيف مع الأمومة.

إن تساقط الشعر بعد الولادة قد يساهم بالفعل في الإصابة بالاكتئاب والقلق. فالتغيرات الجسدية والعاطفية التي تصاحب الولادة قد تكون ساحقة، كما أن تساقط الشعر الملحوظ لا يؤدي إلا إلى تفاقم الأمور.

وليس من غير المألوف أن تعاني النساء من الاكتئاب إلى جانب أشكال أخرى من الاضطرابات العاطفية بعد الأمومة.

وقد ينتهي الأمر بالنساء إلى الشعور بالخجل أو عدم الجاذبية، وعندما يقترن ذلك بالتقلبات الهرمونية والحرمان من النوم والتعافي الجسدي من الولادة، يمكن أن يخلق عاصفة مثالية لقضايا الصحة العقلية. بالإضافة إلى ذلك، قد تشعر النساء اللاتي يعانين من كل هذا بالعزلة أو سوء الفهم من قبل الآخرين الذين قد لا يدركون تمامًا التأثير العاطفي لتسـاقط الشعر. يمكن أن يساهم الشعور بالوحدة وحده بشكل كبير في اضطرابات المزاج بعد الولادة.

ومن الضروري للأمهات الجدد أن يدركن أن تسـاقط الشعر بعد الولادة هو عملية طبيعية ولا يعكس سوء الصحة أو الرعاية.

التعامل مع تسـاقط الشعر بعد الولادة

يقترح الخبراء التركيز على الرعاية الذاتية وإجراء تعديلات على نمط الحياة خلال هذا الوقت.

حافظي على نظام غذائي صحي : تناولي وجبات متوازنة غنية بالفيتامينات والمعادن مثل الحديد والبيوتين وفيتامين د يمكن أن يدعم صحة الشعر. كذلك أدرجي الخضروات مثل الخضروات الورقية والمكسرات ومصادر البروتين الخالية من الدهون في نظامك الغذائي.

العناية اللطيفة بالشعر : يمكن أن يساعد استخدام الشامبو والبلسم الخفيفين في الحفاظ على صحة الشعر. لذلك تجنبي تسريحات الشعر الضيقة، أو التصفيف بالحرارة المفرطة، أو العلاجات القاسية التي قد تؤدي إلى تفاقم تساقط الشعر.

إدارة التوتر : يمكن أن تساعد تقنيات تخفيف التوتر مثل تمارين التنفس العميق أو التأمل أو اليوغا في إدارة الجوانب العاطفية لتسـاقط الشعر.

استشيري مقدم الرعاية الصحية : إذا كان تسـاقط الشعر شديدًا أو استمري لأكثر من عام، فاستشيري الطبيب لاستبعاد الحالات الأساسية الأخرى.

تحلي بالصبر : عادة ما يكون تسـاقط الشعر بعد الولادة مؤقتًا، ويعود الشعر إلى النمو مرة أخرى في غضون بضعة أشهر إلى عام. إن فهم أن تساقط الشـعر بعد الولادة يشكل جزءًا من عملية التعافي يمكن أن يساعد في تخفيف الضيق النفسي.

اطلبي الدعم : يمكن للأصدقاء أو العائلة أو المتخصصين في الصحة العقلية تقديم الدعم العاطفي. كما يمكن أن يساعدك التحدث عن مشاعرك المتعلقة بتسـاقط الشعر في إدارة القلق والاكتئاب.

التعامل مع التغيير عقليا

ونظرًا لأن تسـاقط الشعر بعد الولادة يحدث غالبًا جنبًا إلى جنب مع تغييرات عاطفية وجسدية أخرى، فإن إدارته عقليًا قد يكون أمرًا صعبًا. ومن خلال قبول تسـاقط الشعر كجزء طبيعي من عملية شفاء الجسم، يمكن للأمهات الجدد التغلب على مخاوفهن من خلال تبني عقلية أكثر إيجابية.

ومن المهم أن تتقبلي أن هذه الحالة مؤقتة. وذكّري نفسك بأن هذا جزء طبيعي من فترة ما بعد الولادة، وسينمو شعرك مرة أخرى في النهاية.

وأثناء التعامل مع تسـاقط الشعر بعد الولادة، من المهم أيضًا تحدي الأفكار السلبية حول مظهرك بتأكيدات إيجابية.

وتذكري أن تسـاقط الشعر بعد الولادة أمر شائع، ويجب أن تكوني لطيفة مع نفسك. لا تترددي في طلب الدعم، حيث يمكن للبيئة الداعمة أن تجعل هذه المرحلة أسهل. كما يجب أن تفهمي أن المشاعر التي تشعرين بها طبيعية، وأن الاعتراف بخوفك من تساقط شعرك يعد خطوة مهمة في التعامل معه.

يمكنك أيضا قراءة