دراسة علمية: الشعور بالوحدة يسبب الكوابيس
غالبًا ما يتم تجاهل الشعور بالوحدة كونه مجرد شعور يختبره الجميع في مرحلة ما. ومع ذلك، تكشف دراسة نُشرت نتائجها مؤخرًا في مجلة علم النفس عن تعقيدات الشعور بالوحدة وعواقبه البعيدة المدى. كما يرتبط الشعور بالوحدة بمشاكل النوم، وخاصة فيما يتعلق بتواتر وشدة الكوابيس.
إن الشعـور بالوحدة يزيد من الكوابيس ويجعلها أكثر وضوحًا. ويمتد الأمر إلى ما هو أبعد من مجرد حالة ذهنية، فيضر بالصحة العامة. وبالتالي فإن الشعور بالوحدة واضطرابات النوم من المخاوف الصحية العامة. حيث إنها تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة.
فهم الشعور بالوحدة
يشير الشعور بالوحدة إلى الحاجة الفطرية للانتماء والتواصل الاجتماعي. يمكن أن تؤدي مشاعر العزلة والفراغ واليأس إلى التأمل المفرط. مما يؤدي إلى حلقة مفرغة من التفكير المستمر في التجارب والعواطف السلبية. كما يؤدي بدوره إلى تفاقم التوتر والقلق. على الرغم من كونها حالة ذهنية عاطفية، فإن الوحدة لها تأثيرات جسدية حقيقية .
العلاقات الشخصية مهمة
يرتبط الشعـور بالوحدة بالقلق المستمر والتوتر واليقظة الشديدة. كما تساهم هذه الاستجابات العاطفية للوحدة في زيادة الكوابيس. مما يقلل بدوره من جودة النوم ويؤدي في النهاية إلى الحرمان من النوم. كذلك يعد النوم الجيد ليلاً أمرًا بالغ الأهمية للبقاء بصحة جيدة، لأنه يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم الحالة المزاجية والوظائف الإدراكية والتمثيل الغذائي.
ويسلط هذا الكتاب الضوء على أهمية العلاقات الشخصية في الحفاظ على الصحة. فقد كان الشعور بالانتماء ضرورياً دوماً لبقاء الإنسان. ويشير الشعـور بالوحدة إلى عدم تلبية الاحتياجات في العلاقات الشخصية، الأمر الذي يؤدي إلى إحداث ضائقة شديدة، تتجلى في هيئة كوابيس. كما يقترح الباحثون أن علاج الشعـور بالوحدة يمكن أن يساعد في تخفيف الكوابيس. فالشـعور بالوحدة مرتبط بشكل مباشر بمشاكل النوم، وإذا تُرِك دون علاج، فقد يصبح حاضنة لأمراض خطيرة.
إن الشعـور بالوحدة أكثر انتشارًا مما ندركه غالبًا. ففي عالمنا السريع الخطى اليوم، أصبح الجميع معزولين بشكل متزايد، ويستسلمون للوحدة. ومن الأهمية بمكان أن تظل على اتصال وتتوافق مع احتياجاتك الاجتماعية، ليس فقط من أجل الصحة العقلية، ولكن أيضًا كضرورة جسدية.