المرأة العصرية والراقية

دليل “جيمفيلدز” لشراء الأحجار الكريمة–  ستّة عوامل أساسية يجب أخذها في عين الاعتبار

كيف نختار الأحجار الكريمة الملوّنة، وعلى أي أساس؟ سؤال يتبادر إلى الأذهان عند التفكير بشراء حجر كريم جديد. لا يخفى على كثيرين العوامل الأساسية التي يجب أخذها في عين الاعتبار عند شراء الألماس، لكن ماذا عن الأحجار الكريمة؟ أعدّت شركة Gemfields، الرائدة عالمًا في مجال استخراج أحجار الزمرّد والياقوت، دليلًا بسيطًا ومفيدًا يُساعد العملاء على اختيار الحجر الأنسب لهم انطلاقًا من سبعة عوامل أساسيّة هي اللون والنقاوة والقصّة والقيراط وشهادة المختبر والثقة بالمصدر وطابع الحجر. يُمكن الاعتماد على هذا الدليل عند شراء حجر كريم أو تأمّل جماله ببساطة.

دليل "جيمفيلدز" لشراء الأحجار الكريمة

اللون

لا بدّ من أن يمتلك الحجر الكريم هذه المواصفات الثلاث: الجمال والمتانة والنُّدرة. فاللون هو أهمّ مزايا الأحجار الكريمة، كونه يوحي بجمالها ونُدرتها في آن. ولكل صنف من أصناف الأحجار الكريمة طيفه الخاص من الألوان التي تمنحه طابعًا خاصًا، فالزمرّد مثلًا أخضر اللون، فيما الياقوت أحمر، وهكذا دواليك.

 

من الناحية الفنيّة والتقنيّة، اللون هو عبارة عن تكامل بين الدرجة اللونية والسمة اللونية والتشبّع. الدرجة اللونية هي اللون الأساسي الذي يراه المرء، فيما السمة اللونية تدلّ على ما إذا كان فاتحًا أو داكنًا. أمّا زهاء اللون، فيعود إلى مدى تشبّعه.

لتقييم لون الأحجار الكريمة المصقولة والشفّافة، لا بدّ من رؤية كيفيّة تفاعلها مع الضوء، ذلك لأنّ قصّة الحجر وأبعاده تؤثّر على كيفية انكسار الضوء الأبيض عليه وانعكاسه داخل الحجر، ممّا يحدّد نظرة المرء لحدّة اللون. وللتمتّع بهذا التلاعب بين النور واللون، يجب فحص الحجر الكريم تحت أشعة الشمس من خلال حمله على مستوى الخصر وإمالته على مهل في كل الاتّجاهات لتأمّل جماله من كافة الجوانب.

دليل "جيمفيلدز" لشراء الأحجار الكريمة

النقاوة

صحيح أنّ اللون يُضفي الجاذبيّة والتفرّد إلى الحجر الكريم، غير النقاوة هي التي تُبرز صموده. وبحسب علم الأحجار الكريمة، فإنّ النقاوة ترمز إلى وجود الشوائب وطبيعتها داخل الحجر، ممّا يُعطينا فكرة عن أصلها ورحلتها في باطن الأرض. وهذه الشوائب تُظهر الجوهر المميّز لكلّ حجر، فمُستحيل أن نجد حجرَين متشابهَين.

 

الحجر الذي يُلاقي إقبالًا هو ذلك الذي يشمل شوائب لا تطغى على جماله، بل تُضفيه عليه سحرًا خاص. لا بل أنّ بعض أصناف الأحجار الكريمة الملوّنة تزداد قيمتها عند وجود مواصفات مُحدّدة تدلّ على نقاوتها. ومع أنّ العين المجرّد تستطيع في أغلب الأحيان تحديد نقاوة الحجر الكريم، إلا أنّ العدسات المكبّرة تفتح عالمًا بأكمله ينتظر من يسبر غواره.

دليل "جيمفيلدز" لشراء الأحجار الكريمة

القَصّة

نعني بقَصّة الأحجار الكريمة شكلها وطريقة صقلها. ومن الأشكال الشائعة في مجال الأحجار الكريمة الملوّنة الأشكال الدائرية والبيضاوية والمربّعة والكمثرية، وتلك ثُمانيّة الأضلاع،  وقد تكون مصقولة بأسلوب برّاق أو متدرّج أو الإثنين معًا. والملفت أنّ طريقة الصقل تمنح الحجر الكريم طابعًا مميّزًا وتؤثّر بشكل ملحوظ على بريقه النهائي ومظهره.

 

القصّة البرّاقة تُبرز البريق الداخلي للحجر الكريم إلى أقصى حدّ، بحيث تتدرّج الجوانب من الأسفل باتّجاه الأعلى بشكل يُبرز انكسار الضوء وانعكاسه داخل الحجر. ومع أنّ هذه القصّة الكلاسيكية باتت مُرادفة لحجر الألماس، غير أنّها تليق بجميع أصناف الأحجار الكريمة، إذا كان المنشود إطلالة برّاقة. بالمقابل، القَصّة المتدرّجة تشتهر بجوانبها الطويلة التي تسري بموازاة سطح الحجر، فتفيض أناقةً لا تفقد رونقها مع مرور الزمن. وقد اكتسب هذا الستيل شعبية خلال حقبة الآرت ديكو في مطلع القرن العشرين، بفضل تركيزه على الأشكال الهندسية والتوازي. وحجر زمرّد هو أكثر حجر تليق به هذه القَصّة، مِن بين كل الأحجار الكريمة.

 

دليل "جيمفيلدز" لشراء الأحجار الكريمة

القيراط

القيراط هو وحدة القياس المعتمدة عالميًا لاحتساب وزن الأحجار الكريمة المقطوعة والمصقولة. تُباع الأحجار الكريمة عادةً “بالقيراط” على صعيد التجارة الدولية، فيما الأحجار الكريمة الخام تُباع بالغرام. يُوازي القيراط الواحد 0,2 غ، أي ما يُعادل وزن بذرة الخروب. وتمّ توارث وحدة القياس هذه عن تُجّار الأحجار الكريمة القدامى، الذين كانون يستعينون بتلك البذور الصغيرة والموحدّة كأثقال مقابل الأحجار الكريمة على الميزان.

 

مُمكن أن يدلّ وزن الحجر بالقيراط على حجمه أو وزنه، لكن هذه المعادلة ليست ثابتة وموثوقة، إذ أنّ الكثافة تختلف بين معدن وأخرى، ممّا يؤثّر على الوزن. الوزن بالقيراط هو واحد من العوامل التي تُحدّد قيمة الحجر الكريم؛ عمومًا، كلّما كان الحجر الكريم أكبر، كلّما كان أندر.

دليل "جيمفيلدز" لشراء الأحجار الكريمة

شهادة موثوقة

عند التفكير بشراء حجر كريم، لا بدّ من طلب شهادة الاعتماد من المختبر المرفقة به. وينطبق ذلك بشكل خاصّ على شراء خواتم السوليتير أو المجوهرات المرصّعة بحجر كريم باهظ الثمن.

 

تمامًا مثلما يُحدّد جواز السفر هويّة الفرد، كذلك شهادة المختبر تؤمّن تقريرًا شاملًا ومغلّفًا، يُفصّل المواصفات الفريدة للحجر الكريم المقطوع والمصقول. تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الشهادة لا تهدف إلى تصنيف جودة الحجر الكريم أو قيمته، بل هي أداة موضوعية تُفنّد هويّته وأصالته ومنشأه الجغرافي. يجب أن تتوافق هذه التفاصيل مع تلك التي يُقدّمها البائع، ويجب أن يكون ثمنها متوافق مع القيمة السوقية للأحجار الكريمة المماثلة ذات المواصفات نفسها، لضمان صفقة بيع عادلة وشفّافة.

 

دليل "جيمفيلدز" لشراء الأحجار الكريمة

الثقة بالمصدر

مع تزايد شعبيّة الأحجار الكريمة الملوّنة، برزت الحاجة إلى فهم خبايا رحلة الأحجار الكريم، التي لطالما لفّها الغموض. واليوم، بحث سريع على الإنترنت يكفي ليغمرنا بكمّ هائل من المعلومات، ممّا قد يُثير بعض الحيرة والتساؤلات. بمَن نثق عند شراء الأحجار الكريمة الراقية؟ هل هناك ألوان أفضل من ألوان أخرى؟ وهنا تكمن روعة تجارة الأحجار الكريمة، فهي تتمحور حول الأشخاص والروابط الشخصية.

 

يُشكّل التواصل على الصعيد الشخصي، بين الشاري والحجر الكريم، وبين الشاري والبائع أيضًا، ركيزة تجارة الأحجار الكريمة. فهذا التواصل يُتيح للشاري الاستفسار أكثر عن رحلة الحجر الكريم، واتّخاذ قرار الشراء بكلّ ثقة.

 

دليل "جيمفيلدز" لشراء الأحجار الكريمة

طابع الحجر

يُعتَقد بأنّ الأحجار الكريمة قادرة على استغلال نقطة ضعف الإنسان تجاه الأشياء الجميلة. ولا أحد يستطيع تفسير كيف تختار هي صاحبها، فتأسره بجمالها، وهذا سرّ من الأسرار الخفيّة. ربمّا الألوان تُحاكي الشاري وتوقظ في ذهنه ذكريات معيّنة أو تُخاطب حواسه، أو أنّ الشوائب داخل الحجر تمنحه سحرًا خاصًا، أو أنّ الفضل يعود إلى القَصّة وطريقة انعكاس الضوء عليه بأسلوب يبقى محفورًا في الذاكرة.

 

في الواقع، يُشكّل طابع الحجر مجموع العوامل الستّة الأخرى، ويشهد على أنّ جمال الأحجار الكريمة المَهيب لا يقتصر على سِمات قابلة للقياس والتقييم فحسب، بل هو جمال خاطف، يصعب تحديده أو وصفه، ويختلف من إنسان إلى آخر.  وبذلك لا تتوقّف السمات التي تُحدّد طابع الحجر على قيمته النقدية أو المفهوم التقليدي للجودة المرتبط بصنف محدّد من الأحجار، بل تتمحور حول تفرّده. ومن هنا ندعو الشاري إلى الإصغاء إلى قلبه عند اختيار الحجر الكريم.