استثمار القوة الشفائية للحيوانات الأليفة في علاج الإدمان

يسعى الأطباء وخبراء العلاج من الإدمان إلى استثمار القوة الشفائية للحيوانات الأليفة في علاج الإدمان. حيث أسست سوندرز مؤسسة PAWsitive Recovery، التي استوحتها من إدمانها، لدعم المدمنين من خلال رعاية حيواناتهم الأليفة أثناء إعادة التأهيل.

لقد خسر سيمون روبيك كل شيء تقريبًا بسبب عقود من إدمان الكحول والمخدرات. وفي عام 2022، وجد نفسه بدون سيارة وبدون منزل، مما أجبر طفليه المراهقين على الانتقال للعيش مع أصدقائه. كما أحرق الجسور مع الأصدقاء والعائلة واستغرق الأمر فترة من العلاج في المستشفى بسبب المخدرات حتى أدرك أن إدمانه للكوكايين سيكون بمثابة “حكم بالإعدام”.

كذلك أدرك روبيك، الذي يعيش في ضاحية أرفادا في دنفر بولاية كولورادو، أنه يحتاج إلى المساعدة. ولكن كان عليه أولاً أن يقرر ماذا يفعل مع أحد المصادر الوحيدة للحب غير المشروط والدعم الذي بقي لديه: كلبه الراعي الألماني المحبوب تونكس.

مراكز إعادة التأهيل لا تسمح بإحضار الحيوانات الأليفة

قال روبيك (51 عاما) إن أغلب مراكز إعادة التأهيل السكنية في الولايات المتحدة لا تسمح للمرضى بإحضار حيواناتهم الأليفة معهم. لذا عندما لم يعد شقيقه قادرا على المساعدة في رعاية الكلب، فكر روبيك أنه سيضطر إلى اتخاذ القرار المؤلم بالتخلي عن تونكس. وقال: “كان الأمر يتلخص في الأساس في قدرتي على رعاية كلبي أو قدرتي على رعاية نفسي”.

كان روبيك -الذي كان رصينًا لأكثر من عامين وهو الآن مدرب للتعافي من الإدمان- مرتبطًا بمجموعة PAWsitive Recovery، التي ترعى الحيوانات بينما يتلقى أصحابها العلاج من تعاطي المخدرات والكحول، وللأشخاص الذين يعانون من العنف المنزلي أو أزمات الصحة العقلية.

معالجة الفقد أولًا

من جهتها، قالت سيرينا سوندرز، مديرة برنامج المنظمة: “إن الأشخاص الذين يحاولون التعافي قد فقدوا في بعض الأحيان عائلاتهم وأطفالهم وأي نوع من أنظمة الدعم التي كانوا يتمتعون بها. ولن تتمكن من مضاعفة الصدمة التي تعرضت لها بالفعل بالتخلي عن الشيء الوحيد الذي لم يتخلى عنك، وهو حيوانات الناس”.

كذلك أسست سوندرز مؤسسة PAWsitive Recovery في دنفر قبل ثلاث سنوات. ومنذ ذلك الحين، ساعدت المؤسسة أكثر من 180 شخصًا وحيواناتهم الأليفة، وقال سوندرز إن المجموعة تتطلع إلى التوسع على المستوى الوطني بعد أن أصبحت جزءًا من جمعية منع القسوة ضد الحيوانات الدولية. تعد المنظمة، التي توجد أكبر شبكة رعاية لها في كولورادو ولكنها تقبل الطلبات على مستوى البلاد، واحدة من عدد قليل من البرامج في الولايات المتحدة التي تعتني بالحيوانات الأليفة للأشخاص الذين يسعون إلى العلاج من تعاطي المخدرات.

ساعدتها تجربتها الشخصية مع الإدمان على المخدرات والكحول في تصميم البرنامج. وقالت إنها عانت من “طفولة محطمة إلى حد كبير”، حيث كانت والدتها تعاني من انفصام الشخصية وإدمان الميثامفيتامين وكان والدها يعاني أيضًا من الإدمان. وقد سعت إلى الراحة في الكحول عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها. وكانت تستخدم المخدرات القوية عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها.

صدمات متتالية

قالت سوندرز، التي تبلغ من العمر الآن 41 عامًا: “لقد تسبب الإدمان في إحداث صدمة تلو الأخرى”. كانت سوندرز تزور معالجًا نفسيًا لعلاج الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة عندما زرعت جلسة علاجية بالصدفة بذرة التعافي الإيجابي من خلال PAWsitive Recovery. ومع خبرتها في الطب البيطري وطب الملاجئ، الذي يركز على رعاية الحيوانات المشردة، أخبرت معالجها النفسي أنها تريد دمج حبها للكلاب في تعافيها.

“وهذا ما فعلناه”، هكذا قالت سوندرز، التي تولى رعاية تونكس لعدة أشهر بينما كان روبيك في العلاج. ويسرت الزيارات بين الصديقين المقربين. “أن نرى شخصًا محطمًا عندما نلتقي به في موقف للسيارات، عندما لا يتبقى له شيء يعيش من أجله سوى حيوانه. وأن نرى مدى تحطمه ومدى يأسه في تلك اللحظة، ثم نعود بعد ستة أشهر ونرى كيف يغير حياته تمامًا، إنه أمر خاص جدًا. إنه لأمر مدهش”، هكذا قالت سوندرز، التي كانت رصينة لمدة 3 سنوات ونصف.

ويتردد صدى هذا الشعور بين الأسر الحاضنة التطوعية التابعة للمنظمة. والتي ينجذب البعض منها إلى البرنامج بسبب تجاربهم الشخصية مع الإدمان. فبين كوتشيل، المقيم في دنفر، البالغ من العمر 41 عاماً. والذي توقف عن تناول الكحوليات لأكثر من سبع سنوات، لديه كلبان خاصان به وقام برعاية العديد من الكلاب الأخرى.

رعاية الحيوانات الأليفة لأصحابها

كذلك قال كوتشيل إن “أحد الأجزاء المفضلة لدي في رعاية الحيوانات في هذا البرنامج. هو القدرة على تعليم أطفالي بعض دروس الحياة.. حول كيفية مساعدة الآخرين وكيفية رعاية الحيوانات والتعامل بلطف وحب. والعطاء من نفسك.. هذا ما لديك. وقتك وطاقتك. ويمكنك التبرع بذلك بحرية”.

أيضًا قال روبيك إنه لولا برنامج PAWsitive Recovery، لكان من المحتمل أن ينتهي به الأمر إلى العيش في الشوارع مع كلبه ومحاولة التعافي بمفرده. ولكن كما اتضح، فقد تمكن تونكس من إنقاذ روبيك من خلال قدرته على الاحتفاظ بكلبه الذي أنقذه. كما قال روبيك: “إن هذا الاتصال هو رعاية مخلوق آخر ووجود شيء آخر يهتم بك بالطريقة التي تفعل بها الحيوانات. إنه أمر غير مشروط، وأحيانًا يكون هذا أحد الأشياء التي يحتاجها الأشخاص في مرحلة التعافي حقًا لكي يتمكنوا من الشعور بها”.