المرأة العصرية والراقية

مهرجان البندقية السينمائي الدولي – بينالي البندقية 2024

أبرمت كارتييه شراكتها مع مهرجان البندقية السينمائي الدولي عام 2021 في خطوة تعاونية تهدف إلى دعم صانعي الأفلام المعاصرين والاحتفاء بالإبداع والموهبة.

وتحتفي هذه الشراكة بعلاقة الدار العريقة بالسينما التي تعود جذورها لأكثر من قرن من الزمان، فلطالما تألّقت النجمات والنجوم على الشاشة وخارجها بإبداعات كارتييه المدهشة التي أسرت الألباب وسرقت الأضواء بما تفيض به من براعة لافتة وذائقة فنية رفيعة.

كارتييه

على سبيل المثال، في عام 1926 لعب الممثل رودولف فالنتينو، زبون كارتييه الوفيّ، دور البطولة الأخير له في فيلم “ابن الشيخ” (Son of the Sheik) من إخراج جورج فيتسماوريس، ورفض أن يخلع عن معصمه ساعته المفضلة من كارتييه من شدّة تعلّقه بها.

وفي مثال آخر، في فيلم “الجميلة والوحش” عام 1946، قرّر المخرج جان كوكتو إثراء رائعته هذه بلمسة حالمة من عالم الخيال عبر اختياره ماسات حقيقية كمثرية الشكل استعارها من كارتييه كي يتم استخدامها كدموع للحسناء، التي لعبت دورها جوزيت داي، حيث قال كوكتو “الماس المزيّف لا يتلألأ، وحده الماس الحقيقي يخطف الأفئدة ببريقه الآسر”.

كارتييه

ثم تتالت الأفلام واحدًا تلو الآخر لتتشابك قصص كارتييه وزبائنها. فقد اقتنت جلوريا سوانسون، نجمة الشاشة الكبيرة الأمريكية، عام 1932 زوجًا من الأساور المبهرة التي صنعتها الدار من الكريستال الصخري والماس والبلاتين، ولم تكتف بارتدائها في الأماكن العامة فقط، بل وأيضًا في أفلامها، وأبرزها فيلم الكوميديا الرومانسي “تفاهم مثالي” (Perfect Understanding) للمخرج سيريل جاردنر عام 1933، والذي لعبت دور البطولة فيه مع لورانس أوليفييه، ومرة ​​أخرى في فيلم “جادّة الغروب” (Sunset Boulevard) للمخرج بيلي وايلدر (1950).

كما أن أودري هيبورن كانت من معجبي كارتييه الأوفياء، حيث ارتدت إبداعات الدار في فيلمها “كيف تسرق مليونًا” (How to Steal a Million) عام 1966، وذلك إلى جانب قطعها الخاصّة. بينما كانت رومي شنايدر مولعة بساعتها بينوار التي ارتدتها في فيلم التشويق النفسي “المسبح” (La Piscine) للمخرج جاك ديراي عام 1969، حيث لعبت دور البطولة إلى جانب خطيبها السابق آلان ديلون.

كارتييه

ومن جهتها كانت النجمة المكسيكية ماريا فيلكس تعشق المجوهرات المصممة حسب الطلب، إذ أنّ أكثر مجوهرات كارتييه غرابة صُمّمت خصيصًا من أجلها. وقد دفعها ولعها بالزواحف في عام 1975 إلى طلب طوق مذهل قابل للتعديل، وهو الآن ضمن مجموعة كارتييه، ويتألق بتمساحين ذهبيين بكامل تفاصيلهما، مرصعين بأكثر من 2000 ماسة صفراء وحجر زمرد.

ويجسّد دعم كارتييه الكبير لمهرجان البندقية السينمائي الدولي جانبًا هامًّا من التزام كارتييه الراسخ بالفنون والثقافة، فانخراط ومساهمة الدار في الفنّ السابع ليس حالة تاريخية فحسب، بل هو التزام ومشاركة دائمة في الحاضر، حيث تواظب كارتييه على دعم صناعة الأفلام المعاصرة وتحتفي بالإبداع والموهبة.

تُمنح جائزة “كارتييه جلوري” (Cartier Glory) كل عام من قبل الدار ومهرجان البندقية السينمائي الدولي إلى شخصية قدمت مساهمة أصلية مميّزة في صناعة السينما المعاصرة، وقد آلت منذ انطلاقها عام 2021 إلى ريدلي سكوت ووالتر هيل وويس أندرسون.

كارتييه

وفي الوقت ذاته، وبالشراكة مع بينالي البندقية، تدعم الدار سلسلة من الدروس التخصصية التي تهدف لصقل المهارات في فن وصنعة السينما على هامش فعاليات المهرجان، داعية أبرز المواهب العالمية في شتى تخصصات صناعة الأفلام؛ حيث تسلط السلسلة الضوء على تنوع المواهب في مجال السينما، فالأمر لا يقتصر على الأشخاص الذين يظهرون على الشاشة، بل يشمل أيضًا أولئك الذين يعملون خلف الكواليس لتحقيق رؤى المخرجين. وفي النسخة الأولى من الدروس عام 2022، عرّف مؤلفو الموسيقى التصويرية، مثل ألكسندر ديسبلات وأندريا موريكوني وراشيل بورتمان، المشاركين على أسلوبهم في التأليف الموسيقي من أجل الأفلام. وشهد العام التالي شراكتين رائدتين عالميًا في موسيقى وتصميم الأفلام، بين المخرج داميان شازيل والملحن جاستن هورويتز، بالإضافة إلى مصممة الديكور فرانشيسكا لو سكيافو ومصمم الإنتاج دانتي فيريتي.

كما أن علاقة الدار الراسخة بالسينما تتمثل في الشراكات التي تجمعها بالمخرجين اللامعين لحملاتها.

وكمثال على ذلك، تعاونت كارتييه مؤخرًا على حملة لها مع المخرج السينمائي أليكس بريجر، لتوظّف الضوء ببراعة سمحت للممثلة إيل فانينغ باستحضار شيء من جاذبية غريس كيلي في مقطع دعائي قصير تم إنتاجه للاحتفال بإعادة إطلاق مجموعة غرين دو كافيه.

في الفيلم الديناميكي للمخرجة صوفيا كوبولا، سفيرة كارتييه، الذي أنتجته الدار من أجل ساعة البانتير الأيقونية، نرافق شابة واثقة من نفسها إذ تعيش أروع لحظاتها وفقًا لشروطها الخاصّة، بينما تسلّط سلسلة المقاطع الرومانسية القصيرة المذهلة، للمخرج لوكا جوادانينو، الضوء على خواتم الخطوبة الرائعة من كارتييه.

كارتييه

وفي مثال آخر، يحتفي المخرج جاي ريتشي بالموجة الفرنسية الجديدة عن طريق ساعة تانك، حيث تظهر الممثلة كاثرين دينوف في لحظات مفصلية من مسيرتها المهنية، إذ يراقبها رامي مالك بكل إعجاب، بينما يؤدي يوهان رينك أداء مفعمًا بالحيوية لأغنية مارلين مونرو الشهيرة التي حملت عنوان “الماس هو خير صديق للفتيات” (Diamonds Are a Girl’s Best Friend) من فيلم “الرجال يفضلن الشقراوات” (Gentlemen Prefer Blondes)”.

مدفوعة بفضولها وشوقها الدائم للتطّور والتغيير، تحرص كارتييه على الانخراط بقوّة في الثقافة المعاصرة والمساهمة في تشكيل ملامحها، وهو جانب أساسي من علاقتها مع السينما التي يعود تاريخها إلى الأيام الأولى للفن السابع ذاته.

 

يمكنك أيضا قراءة