انتهت العطلة وعادت كآبة ما بعد الإجازة؟ إليك الدليل الشامل للتغلب عليها
بالنسبة للعديد من الناس، تعتبر العطلات وسيلة للهروب من الواقع. ورغم أن العطلة قد توفر راحة مؤقتة، فإن فكرة العودة إلى شيء لا ترغب في مواجهته قد تسبب لك الكآبة.
لقد كنت في إجازة وكانت الحياة سعيدة. لقد أقمت في فندق رائع يوفر إطلالات خلابة، واستيقظت على بوفيهات فاخرة، واستكشفت كل تلك الوجهات الجميلة، وتناولت العشاء في المطاعم الفاخرة، وتناولت شرائح بيتزا لا حصر لها، وقضيت ساعات على الشاطئ، وعشت أيامًا خالية من الهموم مع زوجك لدرجة أنك أردت إيقاف حياتك مؤقتًا في تلك اللحظة وعدم العودة إلى روتين الحياة المعتاد. ولكن فجأة، انتهت عطلة نهاية الأسبوع الطويلة الأكثر جنونًا في العام، وأنت الآن عائدة من الإجازة.
فجأة، تتبادر إلى ذهنك مجموعة كبيرة من الأسئلة: لماذا تنتهي العطلات، لماذا أحتاج إلى العودة إلى وظيفتي، لماذا لا يمكنني السفر إلى الأبد، لماذا الروتين العادي سيئ، لماذا لا يمكنني العودة إلى التلال مرة أخرى، لماذا يجب أن أكون في اجتماع عمل غبي، لماذا يجب أن أقلق بشأن إدارة البقالة في المنزل؟.. وما إلى ذلك. وفوق كل ذلك، قد تشعرين بالانزعاج وقلة الدافعية في العمل بعد عودتك بالفعل من العطلة.
هل هذا يشبه ما تشعرين به بعد رحلة نهاية الأسبوع الطويلة؟
حسنًا، من الطبيعي أن يشعر المرء بهذا، ويعاني منه الكثير من الناس. وقد تختلف الأسباب وراء ذلك من شخص لآخر. فبالنسبة للعديد من الناس، قد يكون ذلك بسبب جدول السفر المزدحم. وقد يخشى كثيرون آخرون فكرة العودة إلى الحياة الطبيعية. ويضطر الكثير من الناس إلى تلبية طلبات العمل حتى في الإجازة، مما يعيق التجديد الذي كانوا يسعون إليه.
كذلك فإن الإجازة هي تجديد للذات، ولكن بعضنا يحمل العمل معه كأعباء. إنه أمر طبيعي، ولكن المرء يحتاج إلى العمل على التخلص من هذه الأعباء من خلال التكيف مع التخلص منها، على الأقل أثناء الإجازة. بالطبع، سوف تشعر بالإرهاق لأنك سافرت كثيرًا، إلى جانب أعباء التوتر هذه دون أن تدرك ذلك.
بالنسبة للعديد من الناس، تعتبر العطلات وسيلة للهروب من الواقع. ورغم أن العطلة قد توفر راحة مؤقتة، فإن فكرة العودة إلى شيء لا تريد مواجهته قد تسبب لك الكآبة. وقد تشير أيضًا إلى العمل على السبب الجذري.
في عصرنا الحالي، نأخذ الإجازات للهروب من الحياة العادية والقلق المحيط بنا. لذا عندما يتعين عليك العودة إلى ما كنا في أمس الحاجة إليه للهروب، يصبح الأمر صعبًا. الإرهاق وانخفاض الدافع أمر طبيعي لأن التدريب اليومي سيسبب لك الآن التوتر، ونحن نريد الهروب من التوتر. وبالتالي، فإن إصلاح السبب الجذري للإرهاق وانخفاض الدافع أمر مطلوب دائمًا وليس الهروب منه.
ومن المؤكد أن بعض الأشخاص الذين يهربون بدلاً من الذهاب للاستمتاع بالإجازة يشعرون بالإرهاق وقلة الحافز عند العودة. ويعاني العديد من الأشخاص أيضًا من موجة من القلق مع اقترابهم من العودة إلى العمل بعد الإجازة.
إن مشاعر الاكتئاب أو الافتقار إلى الدافع قد تنشأ من التناقض بين إجازتك والحياة العادية. وهناك عدة طرق للتعامل مع اكتئاب ما بعد الإجازة. ومن المؤكد أن الانتقاد اللاذع لزملائك دون سبب ليس أحد هذه الطرق.
خذي يوم إجازة بعد العودة من العطلة
يعد هذا أمرًا مهمًا للغاية للانتقال السلس إلى الحياة الطبيعية بعد الإجازة. قد تميل إلى الاستفادة القصوى من الإجازات التي قضيتها، ولكن من الأفضل دائمًا الاحتفاظ بواحدة ليوم راحة، خاصة إذا كنت قد سافرت في رحلة ليلية.
ولا تعودي إلى العمل في نفس اليوم. وإذا أمكن، امنحي جسدك يومًا للتكيف والاستعداد للعودة إلى الحياة اليومية. كما إن وضع نفسك في عمل شاق أو دراسة قد يكون فكرة سيئة.
ولمنع الاكتئاب بعد الإجازة والحفاظ على مزاج إيجابي، تجنب الوقوع في الأخطاء الشائعة مثل العودة فورًا إلى العمل الشاق. وبدلاً من ذلك، امنح نفسك فترة انتقالية تدريجية للتخفيف من حدة المسؤوليات.
علاوة على ذلك فإن قضاء يوم أو يومين إجازة بعد انتهاء العطلة قد يساعد جسمك أيضًا على التعافي من الإرهاق البدني الناجم عن السفر.
حافظي على مسار الرحلة خفيفًا
عند التخطيط لقضاء إجازة، تأكدي من اتباع خطة مرنة أو خفيفة. فالسفر المزدحم هو السبب الرئيسي وراء الاكتئاب الذي يصيبك بعد الإجازة.
لا تحتاجين إلى السفر إلى جميع الأماكن السياحية في عدد محدود من الأيام، لأنك بذلك ستتعبين نفسك. اختاري الوجهات التي تريدها واستفد من أفضل ما فيها.
أحضري الهدايا والتذكارات لأحبائك
صدقيني، هذه ليست رسالة خبيثة لصديقة تسافر كثيرًا، لكن الخبراء يقولون إن إحضار الهدايا للأحباء يمكن أن يُبقي الكآبة بعد الإجازة تحت السيطرة.
واحتفظي بهدايا تذكارية رائعة يمكنك توزيعها على الأشخاص بمجرد العودة إلى الحياة اليومية. هذا يجعل حماسك مستمرًا، ولا تشعرين بالإحباط بشأن الروتين اليومي. بالإضافة إلى ذلك، فإن مناقشة تجربة إجازتك معهم يمكن أن تساعدك على التغلب على الكآبة. ستتطلعين إلى مشاركة الهدايا وقصص السفر، وبالتالي، لن تمانعين في العودة إلى الروتين اليومي.
ابدئي بالتخطيط للرحلة القادمة
عند عودتك من رحلتك، ابدئي في التخطيط لرحلتك التالية بالفعل. من الأفضل دائمًا أن يكون لديك شيء تتطلعين إليه. يمكنك قضاء الوقت في البحث عن وجهات محتملة ووضع خط سير الرحلة.
اكتبي مراجعات السفر
انتهت الرحلة، لكن من الواضح أن قلبك لا يزال في إجازة. استغل عدم قدرتك على الخروج من أجواء الإجازة بكتابة مراجعات على مواقع السفر. يمكن للعديد من المسافرين والشركات المحلية الاستفادة من تجاربك أيضًا.
فكري في كتابة مراجعات على مواقع السفر، وتقديم النصائح، ومشاركة النصائح لتحسين إجازة شخص آخر. هذا لا يعزز ذكرياتك فحسب، بل يمكنه أيضًا دعم الشركات المحلية ومساعدة الآخرين على تجنب الأخطاء التي ارتكبتها.
استمري في ممارسة حب الذات
نميل إلى الانغماس في الكثير من أنشطة العناية الذاتية مثل الاستمتاع بالأطعمة المفضلة، والذهاب في نزهة طويلة. والسباحة في حمام السباحة، وارتداء الملابس، والاسترخاء في المنتجعات الصحية أثناء العطلة.
كما أن العناية بالذات أمر بالغ الأهمية أثناء إجازتك، فإن الاستمرار في هذه الممارسات عند عودتك قد يكون مفيدًا. حافظي على الروتين الذي يعزز من الرفاهية، مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتناولي الطعام الصحي، ومارسي تقنيات الاسترخاء.
تجنبي مقارنة الإجازة بالحياة اليومية
نحن نعلم أن الحياة كانت جميلة حقًا عندما كنت تلتهم البيتزا في إيطاليا، ولكن قد يكون من المحبط مقارنة إجازتك بالحياة اليومية طوال الوقت. فابذلي جهدًا لدمج الأجزاء الممتعة من رحلتك في أنشطتك المعتادة.
واجب منزلي صغير قبل بدء العطلة
سوف تؤثر عليك هذه الكآبة بشكل أقل إذا قمت بإصلاح بعض الأشياء قبل الشروع في تلك الرحلة التي طال انتظارها. فإذا كانت لديك صراعات لم يتم حلها في المنزل أو العمل تساهم في كآبة ما بعد الإجازة، فإن معالجة هذه المشكلات قبل رحلتك قد تكون مفيدة. من خلال القيام بذلك، سيتغير جدول سفرك من الهروب من الواقع إلى الاسترخاء أو تجديد النشاط.
وعادةً ما لا يحدد الناس هدف الإجازة أو لا يدركون ذلك؛ فينتهي بهم الأمر إلى الإرهاق. أما أولئك الذين كانوا دائمًا واضحين وحققوا الهدف، فيعودون وهم يشعرون بالتجدد.
كذلك فإن تحديد ما إذا كانت الإجازة هي هروب أم استرخاء من الروتين اليومي المرهق سيساعدك على أن تكون صادقًا وتصلح المشكلة التي تسبب التوتر اليومي. يمكنك التأكد من عدم الإفراط في بذل الجهد في إجازتك لأن هذا يعني الإرهاق.