هل يؤدي سحب السيفون إلى إصابتنا بأمراض؟
يشاركنا الخبراء آرائهم حول رذاذ المراحيض، تلك الجزيئات المجهرية المنتشرة في الهواء عند سحب السيفون. حيث تحتوي هذه الجزيئات على بكتيريا وجراثيم يمكن أن تضر الإنسان.
عندما نسحب السيفون من المرحاض، يبدو أن هناك شيئًا أكثر خطورة من مجرد تدفق المياه في البالوعة وغسل البراز. رذاذ المرحاض، المادة الشبيهة بالضباب غير المرئية تجعل الجميع يفكرون مرتين قبل سحب السيفون مع إغلاق الغطاء.
لم يفكر أحد حقًا في حقيقة أن التدفق المستمر للمياه يمكن أن يكون له مثل هذه العواقب الوخيمة. لكنه أصبح موضوعًا ساخنًا للنقاش الآن، وذلك بفضل دراسة سلطت الضوء عليه، تلاه عدد لا يحصى من مقاطع الفيديو على Instagram وSnapchat التي أثارت فضول الناس.
كما يبدو أن هذه القطرات الصغيرة تحمل إمكانات أكبر مما قد تظن، ولكن ليس بالطريقة الأكثر إيجابية. فقد تسبب لك المرض، لأنها تحمل الكثير من البكتيريا والجراثيم.
حول رذاذ المرحاض
عندما نسحب السيفون من المرحاض، تنتشر سحابة من الجسيمات المجهرية في الهواء. يمكن أن تحتوي هذه السحابة، المعروفة باسم سحابة المرحاض، على بكتيريا وفيروسات ومواد ملوثة أخرى من وعاء المرحاض. كما تتشكل عندما يخلق الماء دوامة قوية أثناء السحب، مما يدفع قطرات صغيرة قد تحتوي على مواد برازية إلى الأعلى وإلى الخارج.
بينما يُعتبر الاستخدام الطبيعي للمرحاض من قبل فرد سليم بشكل عام من غير المرجح أن يشكل خطراً كبيراً على الصحة، إلا أن الوضع يتغير بسرعة إذا كان الفرد مريضاً وينشر مسببات الأمراض الخبيثة من خلال البول أو البراز أو القيء.
هذه الجزيئات ليست شيئًا يمكنك رؤيته، ولكنها موجودة هناك، تطفو في كل مكان، تنتظر الاستقرار على السطح المحيط. وقد تبقى هذه السحابة لفترة طويلة، مما قد يعرضك للجراثيم لفترة طويلة بعد مغادرة الحمام.
العلم وراء الرذاذ في المراحيض
في عام 2022، استخدم باحثون بقيادة جون كريمالدي، أستاذ الهندسة المدنية والبيئية والمعمارية في جامعة كولورادو بولدر، أشعة الليزر لتسليط الضوء على هذه الأعمدة المتطايرة. وكشفت النتائج التي توصلوا إليها أن هذه الأعمدة، التي قد تحتوي على بكتيريا وفيروسات، يمكن أن ترتفع إلى ارتفاع خمسة أقدام تقريبًا في الهواء، لتصل إلى ارتفاع أنف وفم شخص بالغ متوسط، في غضون ثماني ثوانٍ فقط من السحب.
كلما زادت قوة تدفق المياه، كلما زادت مسافة انتقال هذه الجزيئات إلى أماكن أبعد. لذا، في حين قد تعتقد أن تدفق المياه السريع يرسل كل شيء بأمان إلى البالوعة، فإنه يرسل أيضًا الجراثيم غير المرئية إلى حمامك.
يمكن أن تستقر على الأسطح مثل فرشاة الأسنان، والمناشف، والأيدي.
ما هي المخاطر؟
قد يثير فكرة انتقال الجزيئات من وعاء المرحاض في الهواء قلق أي شخص. ومع ذلك، فإن القلق الحقيقي يكمن في ما تحمله هذه الجزيئات. تشير الأبحاث إلى أن رذاذ سيفون المرحاض يمكن أن تنشر البكتيريا والفيروسات، بما في ذلك الإشريكية القولونية والنوروفيروس وحتى فيروس كورونا.
كذلك يمكن أن تساهم أعمدة المراحيض في انتشار العديد من الأمراض المعدية، مثل مشاكل الجهاز الهضمي مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا، والتهابات الجهاز التنفسي، وحتى التهابات الجلد.
وبمجرد انتقال هذه الجراثيم إلى الهواء، فإنها قد تستقر على الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر، الحوض، أو الأرضية، أو حتى فرشاة الأسنان إذا كانت قريبة. وإذا لمست هذه الأسطح ثم وجهك، فقد تخاطر بالإصابة بالعدوى دون علمك.
إلى أي درجة يجب أن تقلق؟
أوضحت كاترين كون، عالمة الأوبئة المتخصصة في الأمراض المعدية والأستاذة المساعدة ونائبة رئيس قسم الإحصاء الحيوي وعلم الأوبئة في جامعة أوكلاهوما للعلوم الصحية، أنه على الرغم من أن أعمدة المرحاض قد تنشر مسببات الأمراض، فمن غير المرجح أن يصاب معظم الناس بالعدوى. وقالت لصحيفة واشنطن بوست إن هذا الخطر منخفض بشكل خاص ما لم يستخدم المرحاض شخص مصاب بمرض شديد العدوى، مثل فيروس نوروفيروس المعدي.
في حين أنه من الصحيح أن سحب المياه من المرحاض يمكن أن ينتج رذاذًا معديًا، إلا أنه لم تثبت أي دراسة حتى الآن أن دخان المراحيض يؤدي في الواقع إلى الإصابة بالعدوى، إلا أن هذا لا يزال مجرد افتراض.
ويؤكد الخبراء أيضًا أن خطر الإصابة بالعدوى من خلال لمس الأسطح الملوثة. مثل مقابض الأبواب وأزرار المصاعد وعربات التسوق، أكبر بكثير من خطر الإصابة بالعدوى من دخان المراحيض. فعندما تلمس هذه الأسطح ثم تلمس وجهك، فإنك تزيد من احتمالية التقاط مسببات الأمراض والإصابة بالعدوى.
اغسليه بشكل صحيح
ورغم أن تعليقات الخبراء قد تطمئنك، فمن المهم أن تتذكر أن الحفاظ على النظافة. لا ينبغي أن يكون مدفوعًا بالخوف من المرض فحسب، بل ينبغي أن يكون جزءًا من روتينك اليومي.
وللمساعدة في تقليل التعرض للجراثيم والبكتيريا إليك بعض النصائح الأساسية لنظافة الحمام:
أغلقي دائمًا غطاء المرحاض قبل سحبه.
اغسلي يديك جيداً بالماء والصابون بعد استخدام المرحاض.
تجنبي لمس وجهك وفمك وعينيك بعد استخدام الحمام.
قومي بتنظيف وتطهير أسطح الحمامات بانتظام.
فكري في استخدام غطاء مقعد المرحاض.
تأكدي من التهوية الجيدة في الحمام.
رغم أن أعمدة الرذاذ في المرحاض قد لا تكون خطيرة بما يكفي لإثارة الذعر الفوري. فمن الصعب تجاهل فوائد اتباع ممارسات النظافة الأساسية في الحمام، إغلاق الغطاء قبل سحب السيفون هو مجرد أحد هذه الممارسات.