دروس الرياضيات للأطفال تبهر خبراء التربية والتعليم
هل تغريك مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي بتعليم طفلك الرياضيات ومواضيع معقدة؟ انتظري، حيث يوصي الخبراء بالالتزام بالأنشطة المرحة المناسبة لعمره والتي تدعم نموه الطبيعي. حيث يمكن أن يكون التعلم المبكر مفيدًا للطفل. ومع ذلك، ينبغي أن يكون ما يتم تدريسه مناسبًا للعمر. كما لا ينبغي للوالدين أبدًا أن تكون لديهم توقعات عالية ولا ينبغي لهم أبدًا الضغط على الطفل.
في عالمنا سريع الخطى اليوم، حيث يحلم كل والد بتفوق طفله ليس فقط في الدراسة. ولكن أيضًا في الأنشطة اللامنهجية، فإن الضغط لعدم ترك أي حجر على حاله في تنمية أطفالهم الصغار هائل.
ويبدأ بعض الآباء في تعليم أطفالهم وتوجيههم عندما يكونون في عمر بضعة أشهر فقط. ونحن لا نتحدث عن التدريس الأساسي المتمثل في “تخمين اللون”.
مقطع مبهر
في الآونة الأخيرة، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر طفلاً يبلغ من العمر خمسة أشهر يتلقى دروسًا في الرياضيات. وهو ما يسلط الضوء على واحدة فقط من الطرق العديدة التي يحرص الآباء من خلالها على تحفيز تعليم أطفالهم. ولكن هل هذا النهج هو النهج الصحيح حقًا بالنسبة للأطفال الرضع والأطفال الصغار؟.
فهم المراحل المختلفة للتطور المعرفي
هناك ست مراحل للتطور المعرفي: عندما يكون الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة بين عمر 0 إلى 2 سنة، يكون في المرحلة الحسية الحركية، حيث يتعلم عن العالم من خلال حواسه فقط. وخلال هذه المرحلة، لم يتعلم الطفل حتى مفهوم ثبات الأشياء، لذلك من المستحيل عليه فهم المنطق الرياضي.
كما إنها مرحلة السابعة من عمر الطفل، خلال المرحلة العملية الملموسة التي يتطور فيها التفكير المنطقي عند الطفل. وقد حدد هذه المراحل جان بياجيه، رائد التطور المعرفي، وهو عالم نفس الأطفال.
ومن عمر 2 إلى 7 سنوات، يكون الطفل في المرحلة ما قبل العمليات حيث يبدأ في فهم العالم بالكلمات والصور. كذلك لا يفهم الطفل كافة العمليات الملموسة إلا خلال المرحلة العملياتية الملموسة، أي ما بين 7 إلى 12 سنة.
وعلاوة على ذلك، وفي حديثه عن الفيديو الذي يُعطى فيه طفل يبلغ من العمر خمسة أشهر دروسًا في الرياضيات، يشعر الخبراء أن التعلم بهذه الطريقة غير ممكن بسبب التطور المعرفي للطفل في هذه المرحلة لفهم مفهوم الجداول أو الضرب.
كما يرى أطباء نفسيون ومستشارو تربية أن الفيديو هراء محض؛ ويجب الامتناع عن عرض مثل هذه الأشياء حتى على وسائل التواصل الاجتماعي.
التدريس في وقت مبكر أمر جيد، ولكن…
قد يكون البدء في تعليم طفل صغير مفيدًا، ولكن من الضروري التعامل مع الأمر بطريقة تتوافق مع احتياجاته التنموية. يجب أن يركز التعلم المبكر على اللعب والاستكشاف والتفاعل، بدلاً من التعليم الرسمي.
من المهم أن نفهم أن التدريس بطريقة أكاديمية منظمة في وقت مبكر جدًا يمكن أن يخلق ضغطًا غير ضروري، مما قد يخنق الإبداع ويؤدي إلى الإحباط.
ومع ذلك، فإن دمج التعلم في الأنشطة اليومية، مثل العد أثناء اللعب، أو تحديد الألوان أثناء المشي، أو القراءة معًا، يمكن أن يعزز التطور المعرفي، ومهارات اللغة، والتفاعل الاجتماعي.
وعلى الرغم من أن البطاقات التعليمية يمكن أن تكون فعالة في مساعدة الأطفال على التعلم بسرعة وحفظ المعلومات.. فمن المهم استخدامها باعتدال ودمجها مع أساليب التعلم التفاعلية الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، فإن فكرة تطوير الذاكرة الفوتوغرافية لدى الأطفال الصغار من خلال مثل هذه التقنيات تكاد تكون مستحيلة. فالذاكرة الفوتوغرافية نادرة للغاية، وليست شيئًا يمكن تعليمه بشكل منهجي، وخاصة من خلال تمارين البطاقات التعليمية المتكررة.
كما إن الطفل الصغير جدًا يمكنه استيعاب المفاهيم البسيطة من خلال اللعب والتفاعل، ولكن توقع قدرته على التكيف مع الأساليب المنظمة والمتكررة قد لا يكون واقعيًا أو مفيدًا.
حديث الأم
تعتقد الأمهات أنه من الصواب تمامًا البدء في تعليم طفل صغير، لأن هذا هو العمر الذي يصبح فيه الأطفال أكثر وعيًا بمحيطهم ويكون دماغهم مثل المغناطيس، يلتقط المعلومات والتجارب الجديدة بمعدل ملحوظ.
إنهم يتمتعون بقدرات تعلم رائعة، كما تساعدهم أيضًا على تحسين مهاراتهم الاجتماعية والتواصلية وحل المشكلات، حيث تساعدهم جلسات التدريس الصغيرة هذه على التفكير النقدي والمستقل.
فإن تعليم الأطفال الرضع والأطفال الصغار يمكن أن يحسن أيضًا قدراتهم على ضبط النفس، وتدريجيًا تصبح كل هذه الأشياء جزءًا من سلوكهم اليومي. وفي الوقت نفسه، فإن المحتوى الذي يُعرض على الأطفال يجب أن يكون مناسبًا لأعمارهم.
تعليم الأطفال الصغار ليس خطأ، لكن التواصل يجب أن يكون معقولاً من أجل تطوير أدمغتهم ولغتهم. يمكن أن يكون للحركة الخاطئة تأثير سلبي على نمو دماغ الطفل.
إنها عملية مستمرة
تشير الأبحاث إلى أن الرعاية والتعليم المبكرين يساعدان الأطفال على تطوير المهارات التي ستفيدهم في المدرسة وفي الحياة. ويبدأ التعلم منذ اليوم الذي نولد فيه ويستمر حتى نتنفس آخر أنفاسنا. الشيء الوحيد الذي يجب أن نهتم به هو جعل التعلم ممتعًا للأطفال الصغار وليس صارمًا.
كما لا ينبغي أن تتوقع أي نتائج تتوافق مع توقعاتك في هذا العمر الصغير. ما عليك سوى نقل المعلومات المناسبة بأفضل طريقة ممكنة. وأثناء تعليم الصغار، تذكر أنه يجب أن تكون العملية ممتعة مع مزيج من الأغاني والألعاب والبطاقات التعليمية، ويجب على الشخص الذي يعلم الطفل أن يفعل ذلك بالحب والحنان والإيجابية والتشجيع.
وتذكري أن الهدف النهائي هو نقل المعرفة، وأن الأمور سوف تتجه نحو الاتجاه السلبي في اللحظة التي تبدأ فيها بتوقع أن يقوم الأطفال بأداء مثالي.
كذلك من المهم أيضًا أن تتذكر أن كل طفل يختلف ويتعلم بالسرعة التي تناسبه. لذا فإن مقارنة طفلك بما يتم عرضه على وسائل التواصل الاجتماعي أمر غير عادل.
ولكن تعليم الأطفال في المنزل لا يعني بالضرورة إنهاء الحاجة إلى مؤسسات مثل رياض الأطفال. فإن الهدف من هذه المؤسسات ليس فقط نقل المعلومات آلياً، بل ومساعدة الطفل على الاستقرار وتكوين صداقات والتكيف مع البيئات الجديدة والتعرف على الأخلاق الحميدة وقيمة الوقت والانضباط في الحياة.
إن تعليم الأطفال في المنزل من خلال الألعاب والبطاقات التعليمية من شأنه أن يدعم ويكمل التدريس الذي يتم في المدرسة.
ابدئي بالأساسيات
بداية يجب تطوير الأطفال للذاكرة الفوتوغرافية من خلال النظر إلى البطاقات التعليمية. كما هو موضح في أحد مقاطع الفيديو أعلاه؛ ومع ذلك، يحتاج الطفل إلى رؤية الصورة لأكثر من دقيقة واحدة.
يحدث التطور الكامل للرؤية لدى الرضيع في حوالي ستة أشهر. وفي رأيي، أعتقد أنه ينبغي عرض الأرقام على البطاقات التعليمية في سن مبكرة، لأنه ما لم يعرف الطفل الأرقام، فكيف يمكن لعقله أن يتفاعل مع عملية الضرب في مرحلة لاحقة؟.
من ناحية أخرى، فإن الأطفال الرضع والأطفال الصغار يمكنهم التعلم من خلال تعديل الصوت. كما إن ممارسة الأنشطة مع الرضع والأطفال الصغار تساعد الطفل على بناء التنسيق، وتقوية رقبة الطفل وكتفيه وذراعيه وجذعه. تساعد هذه العضلات في المهارات الحركية مثل التدحرج والزحف وسحب نفسه إلى الأعلى والجلوس. أيضًا أن ما يتم تدريسه للطفل يجب أن يكون مناسبًا لعمره.
للوالدين..
إن الأطفال يفهمون أكثر من خلال الأفعال والصور مقارنة بالتعليمات اللفظية المقدمة لهم. بمساعدة الأفعال والصور يتعلم الأطفال مهارات مختلفة. وحتى في تدريب الطفل على استخدام المرحاض، ننصح الآباء بأن يكون لديهم مخطط يسرد الخطوات المطلوبة لتعلم الطفل لتدريبه على استخدام المرحاض من خلال الصور بدلاً من تعليمه شفهياً، وهي طريقة أكثر فعالية.
ينتهي الأمر بمعظم الآباء إلى إعطاء أطفالهم تعليمات حول سلوكيات مختلفة، وهو ما لا يعطيهم النتائج المرجوة. وبدلاً من ذلك، إذا قاموا بتعديل تصرفاتهم استجابة لسلوك الطفل، فسوف يتعلم الطفل بشكل أسرع.
كما إن الممارسات الصحيحة لتعليم الأطفال الصغار يجب أن تركز على التعلم القائم على اللعب والذي يسمح لهم بالاستكشاف بمفردهم. أيضًا الأنشطة التي تنطوي على تجارب عملية ورواية القصص واللعب الإبداعي هي مثالية لهذه الفئة العمرية.
ولا ينبغي للوالدين أبدًا أن يفرضوا ضغوطًا مفرطة على أطفالهم لتعلم أو تحقيق مراحل معينة من حياتهم. إن تحميل الطفل الصغير بالعديد من المهام يمكن أن يخلق لديه التوتر ويقلل من حماسته للتعلم.
ومن الضروري أيضًا التأكد من تجنب المقارنة مع الأطفال الآخرين فيما يتعلق بمراحل النمو، حيث قد تؤثر على الطفل دون قصد.