دراسة: ضغوط العمل تؤدي إلى مزيد من الإجازات المرضية
ينظر المسؤولون إلى الإجازات المرضية بريبة. وقد تعتبر المعتقدات الشعبية الإجازات المرضية بمثابة استراحة حقيقية لمرض جسدي أو كذبة ماكرة لتغطية يوم العمل الواحد في فجوة العطلات الرسمية. ومن الشائع تجاهل الإجازات المرضية باستخفاف، لكن الإجازات المرضية الطويلة بين النساء في منتصف العمر تكشف عن الضغوط الأساسية المرتبطة بالعمل والتي تجبرهن على أخذ استراحة بين حياتهن المهنية والشخصية للتكيف.
وقد كشفت دراسة بحثية جديدة نُشرت في مجلة الرعاية الصحية الأولية الإسكندنافية عن العلاقة بين الإجهاد العقلي الناجم عن العمل والإجازات المرضية المطولة. ويُعَد الإجهاد المرتبط بالعمل مؤشرًا مهمًا للإجازات المرضية المطولة. وقد أبرزت الدراسة العوامل المختلفة في العمل المسؤولة عن ذلك.
الصراعات الوظيفية
كانت النساء اللاتي وجدن أنفسهن وسط نزاعات في مكان العمل أو شعرن بالعجز عن التأثير على القرارات أكثر عرضة بمقدار الضعف لأخذ إجازة مرضية طويلة مقارنة بزملائهن. غالبًا ما تلعب النساء دورًا ثانويًا في اتخاذ القرارات الرئيسية في مكان العمل، مما يجعلهن بدوره يشككن في قدراتهن. كما إن الكراهية الكامنة وراء تجاهل قراراتهن أو الافتقار إلى الدعم في النزاعات.. تجعلهن يشعرن بأنهن أقل قيمة وعجزًا في مكان عملهن.
مكان العمل السام
لا تشكل النزاعات والصراعات في مكان العمل العوامل الوحيدة التي تساهم في الإجازات المرضية. إذ تلعب السمية العامة لمكان العمل دورًا مهمًا بنفس القدر. وحتى إذا لم يتعرض الشخص لنزاع بشكل مباشر. فإن التعرض غير المباشر لبيئة متوترة ومتفشية، تتسم بمشاهدة النزاعات والصراعات. يمكن أن يؤدي إلى الشعور بعدم الأمان وعدم الاستقرار، مما يسبب القلق والإرهاق.
وأكدت الدراسة على الحاجة إلى بيئة عمل صحية لا تقتصر على تجنب الصراعات الصريحة فحسب. بل إنها تتعلق بتعزيز أجواء إيجابية داعمة حيث يشعر الجميع بالأمان والاحترام والتقدير. إن بيئة العمل الداعمة والمُمَكِّنة لا تعزز الإنتاجية فحسب. بل تقلل أيضًا من الحاجة إلى الإجازات المرضية.