أربعة أعراض تساعد في تشخيص سرطان المبيض
لا يمكن اكتشاف سرطان المبيض من خلال فحص سرطان عنق الرحم (الذي كان يسمى سابقًا مسحة عنق الرحم). كما أن فحوصات الحوض ليست مفيدة كاختبار فحص. غالبًا ما يتم اكتشاف سرطان المبيض عندما يكون متقدمًا بالفعل ويصعب علاجه.
يعتقد الباحثون منذ فترة طويلة أن السبب في ذلك هو أن النساء يعانين من الأعراض لأول مرة عندما يكون سرطان المبيض قد تم تشخيصه بالفعل. كما قد يكون من الصعب تحديد الأعراض لأنها غامضة ومشابهة لحالات أخرى.
لكن دراسة جديدة أظهرت علامات واعدة يمكن من خلالها اكتشاف سرطان المبيض في مراحله المبكرة. واستهدفت الدراسة النساء اللاتي يعانين من أربعة أعراض محددة: الانتفاخ، وألم البطن، والحاجة إلى التبول بشكل متكرر، والشعور بالشبع بسرعة. ووضعتهن على المسار السريع لرؤية أخصائي.
ونتيجة لذلك، أصبح من الممكن اكتشاف حتى أكثر أشكال سرطان المبيض عدوانية في مراحله المبكرة.
إذن، ما الذي توصلت إليه الدراسة؟ وما الذي قد يعنيه ذلك فيما يتعلق باكتشاف سرطان المبيض وعلاجه بشكل أسرع؟
لماذا يصعب اكتشاف سرطان المبيض مبكرًا؟
لا يمكن اكتشاف سرطان المبيض من خلال فحص سرطان عنق الرحم (الذي كان يسمى سابقًا مسحة عنق الرحم). كما أن فحوصات الحوض ليست مفيدة كاختبار فحص.
وتوصي الإرشادات الحالية بإجراء اختبار سرطان المبيض للنساء إذا استمرت الأعراض لديهن لأكثر من شهر. لكن العديد من الأعراض، مثل التعب والإمساك وتغيرات الدورة الشهرية، غامضة وتتداخل مع أمراض شائعة أخرى.
وهذا يجعل الاكتشاف المبكر للمرض تحديًا كبيرًا. ولكنه أمر بالغ الأهمية، حيث ترتبط فرص نجاة المرأة من سرطان المبيض بمدى تقدم السرطان عند تشخيصه.
إذا كان السرطان لا يزال محصوراً في موقعه الأصلي دون انتشار، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات يبلغ 92%. ولكن أكثر من نصف النساء المصابات بسرطان المبيض يظهرن عليهن المرض لأول مرة عندما يكون السرطان قد انتشر بالفعل. مما يعني أنه انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
إذا انتشر السرطان إلى الغدد الليمفاوية القريبة، فإن معدل البقاء على قيد الحياة ينخفض إلى 72%. وإذا انتشر السرطان بالفعل إلى أماكن بعيدة وقت التشخيص، فإن المعدل لا يتجاوز 31%.
هناك نتائج متضاربة حول ما إذا كان الكشف المبكر عن سرطان المبيض يؤدي إلى معدلات بقاء أفضل. على سبيل المثال، فشلت تجربة أجريت في المملكة المتحدة وفحصت أكثر من 200 ألف امرأة في الحد من الوفيات.
وقد قامت هذه الدراسة بفحص عامة الناس، بدلاً من الاعتماد على الأعراض التي يتم الإبلاغ عنها ذاتياً. وتشير الدراسة الجديدة إلى أن مطالبة النساء بالبحث عن أعراض محددة يمكن أن يؤدي إلى التشخيص المبكر. مما يعني أن العلاج يمكن أن يبدأ بشكل أسرع.
ما الذي تناولته الدراسة الجديدة؟
وفي الفترة بين يونيو/حزيران 2015 ويوليو/تموز 2022، قام الباحثون بتجنيد 2596 امرأة تتراوح أعمارهن بين 16 و90 عاماً من 24 مستشفى في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
وطلب منهم مراقبة هذه الأعراض الأربعة:
– انتفاخ البطن المستمر (غالبًا ما تشير النساء إلى ذلك باسم الانتفاخ)
– الشعور بالشبع بعد وقت قصير من البدء في تناول الطعام و/أو فقدان الشهية
– آلام في الحوض أو البطن (قد تشبه عسر الهضم)
– الحاجة للتبول بشكل عاجل أو متكرر.
تم وضع النساء اللاتي أبلغن عن واحد على الأقل من الأعراض الأربعة بشكل مستمر أو متكرر على مسار سريع. وهذا يعني إرسالهن إلى طبيب أمراض النساء في غضون أسبوعين. تم استخدام المسار السريع في المملكة المتحدة منذ عام 2011، لكنه ليس جزءًا محددًا من إرشادات أستراليا.
تم وضع حوالي 1741 مشاركًا على هذا المسار السريع. أولاً، أجروا اختبار دم لقياس مستضد السرطان 125 (CA125). إذا كان مستوى CA125 لدى المرأة غير طبيعي، يتم إرسالها لإجراء الموجات فوق الصوتية المهبلية الداخلية.
ماذا وجدوا؟
وتشير الدراسة إلى أن هذه العملية أفضل في الكشف عن سرطان المبيض مقارنة بالفحص العام للأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض. وقد تم تشخيص نحو 12% من النساء اللاتي خضعن للفحص السريع بنوع ما من سرطان المبيض.
كما تم تشخيص 6.8% من المرضى الذين تم علاجهم بسرعة بسرطان المبيض المصلي عالي الدرجة. وهو الشكل الأكثر عدوانية من السرطان وهو المسؤول عن 90% من وفيات سرطان المبيض.
ومن بين النساء اللاتي يعانين من الشكل الأكثر عدوانية من سرطان الثدي، تم تشخيص إصابة واحدة من كل أربع نساء بسرطان الثدي في مراحله المبكرة. وهذا مهم لأنه يسمح بعلاج أكثر أنواع السرطان فتكاً قبل أن ينتشر بشكل كبير في الجسم.
كانت هناك بعض العلامات الواعدة في علاج المصابين بهذا الشكل العدواني. خضعت الأغلبية (95%) للجراحة وثلاثة أرباع (77%) خضعن للعلاج الكيميائي. تم تحقيق التقليص الكامل للخلايا، بمعنى إزالة السرطان بالكامل، في ست نساء من أصل عشر (61%).
إنها علامة واعدة على أنه قد تكون هناك طرق “للقبض” على سرطان المبيض واستهدافه قبل أن يستقر في الجسم.
ماذا يعني هذا بالنسبة للكشف؟
وتشير نتائج الدراسة إلى أن هذه الطريقة في إجراء الاختبارات المبكرة والإحالة إلى الطبيب عند ظهور الأعراض تؤدي إلى الكشف المبكر عن سرطان المبيض. وقد يؤدي هذا أيضًا إلى تحسين النتائج، على الرغم من أن الدراسة لم تتعقب معدلات البقاء على قيد الحياة. وتشير أيضًا إلى أهمية الوعي العام بالأعراض.
يجب أن يكون الأطباء قادرين على التعرف على جميع الطرق التي يمكن أن يظهر بها سرطان المبيض، بما في ذلك الأعراض الغامضة مثل التعب العام.
ولكن تمكين أفراد عامة الناس من التعرف على مجموعة أضيق من أربعة أعراض يمكن أن يساعد في تحفيز الاختبار والكشف والعلاج من سـرطان المبيض في وقت مبكر أكثر مما كنا نعتقد.
وقد يوفر هذا أيضًا على الأطباء العامين الذين ينصحون كل امرأة تعاني من التعب العام أو الإمساك بإجراء اختبار سـرطان المبيض، مما يجعل الاختبار والعلاج أكثر استهدافًا وكفاءة.
تظل العديد من النساء غير مدركات لأعراض سـرطان المبيض. وتُظهِر هذه الدراسة أن التعرف عليها قد يساعد في الكشف المبكر عن المرض وعلاجه.