إرشادات أساسية للعناية بالقدم السكري وعلامات تحذيرية مبكرة
يواجه مرضى السكري خطرًا أكبر للإصابة بعدوى القدم. وبدلاً من هذا الاتجاه المثير للقلق.. فيما يلي نقدم إليك نصائح استباقية للعناية بالقدم السكري.
مرض السكري، مرض مزمن منتشر يؤثر على الملايين في جميع أنحاء العالم، يجلب معه مجموعة من المضاعفات التي تشكل عدوى القدم السكرية مصدر قلق كبير. كل 20 ثانية، يخضع شخص ما في مكان ما من العالم لبتر القدم.
ووفقًا لدراسات حديثة، فإن الأفراد المصابين بداء السكري معرضون بشكل ملحوظ لخطر الإصابة بعدوى القدم مقارنة بالسكان بشكل عام. ويؤكد هذا الاتجاه المثير للقلق على أهمية الإدارة الاستباقية والالتزام بإرشادات العناية بالقدم.
الانتشار وقاعدة الخمسين
تكشف البيانات الوبائية الحديثة أن حوالي 15% من الأفراد المصابين بالسكري سوف يصابون بقرحة القدم أثناء حياتهم. كذلك يتراوح معدل انتشار الاعتلال العصبي المحيطي السكري من 16% إلى 66% في دراسات مختلفة. كما يؤدي الاعتلال العصبي السكري. حيث يفقد الشخص القدرة على الشعور بأي إحساس في قدميه، إلى زيادة فرص الإصابة وبالتالي خطر البتر.
إن حوالي 80% من قرح القدم السكرية التي لا تلتئم الجروح تنتج عن اعتلال الأعصاب السكري. ومن المثير للقلق أن ما يصل إلى 50% من هذه القرح قد تصاب بالعدوى، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الغرغرينا. وفي أسوأ الحالات، بتر الأطراف السفلية. وتتجسد هذه الحقيقة الصارخة في “قاعدة الخمسين”، التي تؤكد على الحاجة الماسة إلى العناية الدقيقة بالقدم بين مرضى السكري.
الأسباب والوفيات
إن أسباب DFIs متعددة العوامل، تنبع في المقام الأول من الاعتلال العصبي المحيطي، وضعف الدورة الدموية، وضعف الاستجابة المناعية. و كلها مضاعفات شائعة لمرض السكري. كما تساهم هذه العوامل في زيادة قابلية الإصابة بإصابات طفيفة يمكن أن تتفاقم إلى التهابات شديدة إذا لم يتم علاجها على الفور. كذلك تشير الأبحاث إلى أن معدل الوفيات بعد خمس سنوات من بتر القدم السكري يمكن أن يصل إلى 50٪، مما يؤكد الطبيعة المهددة للحياة لهذه الالتهابات”.
إرشادات العناية بالقدم وعلامات التحذير المبكرة
إن علامات التحذير المبكرة مثل تورم القدم أو الكاحل، أو برودة القدمين أو الساقين بشكل كبير. أو تغير اللون (تغير لون القدمين أو أصابع القدمين إلى الأحمر أو الأزرق أو الأسود). كذلك الألم في الساقين أثناء الراحة أو بعد المشي، أو القروح المفتوحة (مهما كانت صغيرة). أيضا الجروح غير الملتئمة، أو أظافر القدم الغارزة في اللحم، أو مسامير القدم والمسامير، أو عدم نمو الشعر على القدم، تستدعي فحص القدم الفوري واتخاذ التدابير التصحيحية.
وفيما يلي بعض النصائح الأساسية للعناية بالقدم:
- اغسلي قدميك بانتظام: حافظي على نظافة قدميك عن طريق غسلهما كل يوم بالماء الدافئ والصابون.
- جففي قدميك جيدًا: من المهم للغاية تجفيف قدميك جيدًا، وخاصة بين أصابع القدم. حيث يمكن أن تتطور العدوى الفطرية مثل قدم الرياضي. وإذا كانت بشرتك بين أصابع القدمين مبللة باستمرار، فإن وضع الكحول الجراحي باستخدام قطعة من القطن يمكن أن يساعد في تجفيف المنطقة.
- ترطيب البشرة بانتظام: إذا كانت بشرتك جافة، ضعي كريمًا مرطبًا على كامل القدم باستثناء المنطقة بين أصابع القدم. أيضا تجنبي المنتجات التي تحتوي على نسبة عالية من الزيوت المعدنية لأنها لا تتسرب إلى الجلد مثل المرطبات الطبيعية.
- قص الأظافر بعناية وبانتظام: قصي أظافرك بانتظام باستخدام مقص أظافر جيد ونظيف. وتجنبي قطف أظافرك أو قص جوانبها لمنع أظافر القدمين الغارزة في اللحم. وهو أمر مهم بشكل خاص بالنسبة لأولئك الذين يعانون من مرض السكري أو أمراض مزمنة أخرى.
-
كوني حذرًا مع الجلد الخشن: إذا كنت بحاجة إلى إزالة الجلد الخشن من قدميك، فافعل ذلك برفق باستخدام حجر الخفاف المبلل. أيضا تجنبي محاولة قطع الجلد الخشن أو مسامير القدم، لأن هذا قد يؤدي إلى مضاعفات مؤلمة.
- تنظيف الجوارب كل يوم: قومي بتغيير الجوارب إلى زوج نظيف من الجوارب كل يوم.
- ارتدِ حذاءً جيدًا: اختاري حذاءً بطول وعرض وعمق مناسبين، بحيث يوفر دعمًا كافيًا. وإذا كنت بحاجة إلى ارتداء أحذية بكعب عالٍ للعمل، فحاول ارتداء حذاء مريح أثناء الذهاب إلى العمل والعودة منه أو كلما أمكن ذلك طوال اليوم.
- الحركة: مارسي الرياضة بانتظام للحفاظ على الدورة الدموية في القدمين وتحسينها. ومن المفيد ممارسة 30 دقيقة على الأقل من النشاط البدني يوميًا.
- اطلبي المشورة الطبية: لا تسمحي لمشاكل القدم بالتفاقم. إذا شعرت بأي ألم أو انزعاج في القدم، فاستشيري طبيب أمراض القدم.
الوقاية خير من العلاج
مع استمرار ارتفاع معدل انتشار مرض السكري على مستوى العالم، فإن حالات الإصابة بعدوى القدم السكرية تتزايد أيضًا. ومن خلال إعطاء الأولوية للتدابير الوقائية والعلاج السريع، يمكننا التخفيف من التأثير المدمر لإصابات القدم السكرية على حياة الأفراد. وتظل العناية الاستباقية بالقدم ذات أهمية قصوى في الحفاظ على الحركة وتحسين جودة الحياة بشكل عام لمرضى السكري.
وفي المعركة ضد عدوى القدم السكرية، فإن التوعية والتعليم والالتزام بالإرشادات هي أقوى حلفاءنا. ومن الضروري أن يظل كل من مقدمي الرعاية الصحية والمرضى يقظين في مكافحة هذا التهديد الشامل.