إيرينا شايك لعدنان الكاتب: أعرف جيدا مدى قوّتنا نحن النساء
حوار: ADNAN AL KATEB
طوال حياتها، تمسّكت السوبر موديل الروسية “إيرينا شايك” IRINA SHAYK بالعزيمة التي استقتها خلال سنوات الطفولة والمراهقة من قوة أمها وأختها، ولم تخف من احتضان كل جوانب أنوثتها والعمل بثقة ومثابرة في سبيل النجاح. ويا له من نجاح حققته! فقد ولدت في بلدة صغيرة نائية، وعاشت طفولة واجهت فيها موت والدها، وضيقا ماليّا، وتنمّرا على أيدي تلامذة مدرستها بسبب قوامها النحيف وبشرتها الداكنة. لكنها تعلّمت الصمود والمواجهة والبدء من الصفر صعودا، وخلال بضع سنوات، صارت أيقونة حقيقية في عالم الموضة، ونجمة على خشبات العروض وفي الحملات الإعلانية وداخل المجلات العالمية، وتعاونت مع بعض أهم دور الأزياء والمصوّرين والمصمّمين والمنسّقين. وحوّلت أضواء الشهرة إلى نور إنساني يُبرز قضايا اجتماعية مهمة، من خلال انخراطها في مشاريع خيرية كثيرة تعنى في المقام الأول بصحة الأطفال والأمهات، ومساعدة الأطفال المحتاجين.
مع “إيرينا شايك” التي تجسد المرأة ذات الجمال الطبيعي والشخصية الساحرة، تكشف علامة الأزياء الإيطالية “ماريلا” MARELLA الفصل الثالث من رسالتها السامية بعنوان “بالنساء نؤمن” In WOMEN WE TRUST، وتسرد حملتها الإعلانية لمجموعة ربيع وصيف 2023 حكاية إكسسوارات عصرية وراقية ومفعمة بالأنوثة، احتفاء بالنساء القويات والمستقلات والواثقات بأنفسهن، كل منهن بشخصيتها الفريدة.
عن هذه الحملة الإعلانية الجديدة التي تبدو فيها مدهشة كعادتها، ونظرتها إلى قطاع الأزياء وعالم التواصل الاجتماعي، وأناقتها الشخصية، وقضية تمكين النساء ونصيحتها لهن، تحدّثتُ إلى “إيرينا” العارضة الأيقونة، الأم، المرأة..
هلّا شاركتِنا رأيك في مسألة تمكين المرأة وشعار علامة “ماريلا”: “بالنساء نؤمن”.
يسعدني للغاية أن أرى نساء يمكّنّ نساء أخريات، وأعرف جيدا مدى قوّتنا. لا شك في أنني ما كنت لأصل إلى ما وصلت إليه، لولا دعم النساء القويات الموجودات في حياتي، من والدتي وشقيقتي اللتين ربّتاني بعد وفاة والدي، إلى النساء الموهوبات والقويات اللواتي أسهمن في صياغة مسيرتي المهنية في عالم الموضة. ثقتي بهؤلاء النساء واعتمادنا المتبادل على بعضنا البعض أوصلني إلى ما أنا عليه اليوم. أجد إلهامي في العدد الهائل والمتزايد من النساء اللواتي يتحملن مسؤوليات مختلفة في كل أنحاء العالم، ويتحدّين الوضع الراهن. وأفتخر بالتعاون مع “ماريلا” التي تدعم هذا التغيير.
كيف أصبحتِ المرأة التي أنت هي اليوم؟ وهل تشبه “إيرينا” الآن المرأة التي تصوّرتها حين كنت فتاة مراهقة؟
ولدتُ في البلدة الروسية النائية “يمنجلنسك”، لأب كان يعمل في منجم فحم وأم كانت عازفة بيانو. حياتي آنذاك كانت مختلفة تماما عن الحياة التي أعيشها اليوم! توفي والدي حين كنت في الـ 14 من عمري، ولذلك ربّتني أمّي وأختي فعليا، وقد غرستا في نفسي قوّة ساعدتني على الصمود والبقاء وفي النهاية النجاح داخل مجال الموضة الذي يمكن أن يكون صعبا للغاية. حين كنت مراهقة، لم أتوقع أن أصبح عارضة أزياء، ولم أرغب حينها إلا في الانسجام مع الآخرين!
كيف تنظرين إلى عالم الموضة الحديث؟
أعتقد أن القطاع يتغيّر حقا للأفضل. فرحتُ لرؤية عالم الموضة الحديث يصير أكثر شمولية في السنوات الأخيرة، خصوصا لأنني أعرف تمام المعرفة كم يمكن لمجال عرض الأزياء أن يكون صعبا وقاسيا على النساء اللواتي لا يلائمن القالب النموذجي الصارم. لحسن الحظ، فتحت منصات التواصل الاجتماعي وما أثمرته من أحاديث ونقاشات، أبواب تفسيرات مختلفة وتعريفات متعددة لمفهوم الجمال. إضافة إلى ذلك، أستمتع برؤية أصدقاء لي مبدعين ومبتكرين يدفعون بحدود هذا القطاع ويتحدّون عاداته وقواعده، فيحصدون تقديرا كبيرا لأساليبهم وحرفيتهم ومواهبهم.
ما شعورك حيال كونك أيقونة مؤثرة في هذا القطاع؟
إنّه إطراء مدهش أن أُعتبَر أيقونة بالنسبة إلى أشخاص أقدّرهم وأحترمهم ويعجبني عملهم في قطاع الأزياء منذ وقت طويل. أحاول ألّا آخذ نفسي على محمل الجد كثيرا، وأن أواصل بدل ذلك الاستمتاع بكل لحظة، لأن الحياة تتحرك بسرعة فائقة!
كيف تصفين علاقتك بعالم التواصل الاجتماعي؟ وما المنصة المفضلة لديك؟
أحب “إنستغرام” والفرصة التي يمنحنا إياها للتواصل الفوري مع ناس موجودين في كل أنحاء العالم. وما أحبه في هذه المنصة أيضا أنها تتيح لي إظهار عملي ومشاريعي بطريقة مرئية، وفي الوقت نفسه تسمح لي بالكشف عن الشخص الحقيقي خلف هذه الصور؛ وهو أمر لم تستطع العارضات فعله حين بدأت مسيرتي المهنية، وأمر غيّر لنا قواعد اللعبة بشكل كبير.
هل من لون معيّن تفضّلين ارتداءه؟
أعشق اللون الأسود، لأنّه يتماشى مع كل شيء. بجماله الأنيق، يرتقي بالإطلالة.
ما صيحة الأزياء الحالية المفضّلة لديك؟
لطالما كنت معجبة بصيحة تنسيق طبقات متعددة في الإطلالة الواحدة، وذلك ليس فقط للبعد الذي تضفيه، بل أيضا لأنها عملية وقابلة للتكييف ومتعددة الاستعمالات. في الآونة الأخيرة، صرت أحب التلاعب بطبقات الملابس الخارجية، وأجمع مثلا قصة خارجية صندوقية ضخمة بملابس ضيقة لاصقة بالجسم تحتها، في تباين لافت ومشوّق.
تبدين رائعة في صور حملة “ماريلا” لربيع وصيف 2023! ما الإطلالة المفضلة لديك من هذه الحملة؟
لا يمكنني أن أقول “لا” لفستان أسود قصير رائع، وفستان “ماريلا” المتوسط الطول يجسّد مقاربة منعشة لهذه القطعة الكلاسيكية في خزانة المرأة. أحببت أيضا سترة البليزر المصنوعة من الكانفاس لهذا الموسم، وأشعر فيها بأنني قوية وواثقة بنفسي. سواء كانت القطعتان منسّقتين معا أم منفصلتين، تمنحان المرأة الشعور بالثقة التي تحتاجها إلى مواجهة العالم بكل تحدياته!
لو نظرتِ إلى الجوانب المختلفة من شخصيتك، أين تجد النساء الآتيات من كل أنحاء العالم انعكاسا لشخصياتهن؟
في عدم الإفراط في أخذ نفسك على محمل الجد، وفي حماية المساحة الخاصة بك. أحاول أن أحمل حس الفكاهة إلى كل شيء، وأبقي دائرة المقرّبين منّي صغيرة ومليئة بأشخاص يحبّونني لمن أنا في الحقيقة، من أجل أن يكون لدي دائما مكان آمن لأكون على طبيعتي. أعطي هذه النصيحة لكل امرأة، وأقول لها إن بإمكان الضحك، إلى جانب الدائرة الداخلية الداعمة لك، جعلك تجتازين وتتخطين أي شيء.