الرضاعة الطبيعية: وقاية من أمراض الطفولة وتعزيز لمعدل الذكاء
تلعب الرضاعة الطبيعية دورًا حاسمًا في تعزيز الصحة والنمو الأمثل لدى الرضع، مع تأثيرات بعيدة المدى على نمو الأطفال والوقاية من الأمراض. ويمتد تأثير الرضاعة الطبيعية إلى ما هو أبعد من مرحلة الرضاعة، حيث يؤثر على النتائج الصحية طويلة الأجل في مرحلة الطفولة وما بعدها.
فوائد الرضاعة الطبيعية على الصحة على المدى الطويل
تساهم الرضـاعة الطبيعية في نمو الأطفال والوقاية من الأمراض. وتمنح الرضـاعة الطبيعية الأطفال بداية صحية في حياتهم. فهي بمثابة اللقاح الأول للطفل، كما أنها تقلل من تكاليف الرعاية الصحية. مما يؤدي إلى نشأة أسر أكثر صحة وقوة عاملة أكثر ذكاءً. كما أنها تحفز نمو الدماغ وتحمي صحة المرأة أيضًا.
والرضـاعة الطبيعية هي واحدة من التدخلات الأولى لتنمية الطفولة التي تساعد على إعداد الأطفال لمستقبل عظيم بطريقة فعالة من حيث التكلفة للأسر والمجتمعات. كما أن الرضـاعة الطبيعية تحمي من الأمراض المزمنة التي تهدد الحياة وتدعم النمو الصحي. كذلك تتضمن الرضـاعة الطبيعية الأحماض الدهنية طويلة السلسلة والعناصر الغذائية الأخرى اللازمة لنمو الدماغ بشكل صحي.
علاوة على ذلك ترتبط الرضـاعة الطبيعية بارتفاع الأداء في اختبارات الذكاء بين الأطفال والمراهقين. مما يؤدي إلى تحسين الأداء الأكاديمي والأرباح وقوى عاملة أكثر ذكاءً.
الرضـاعة الطبيعية والتطور الاجتماعي والعاطفي عند الأطفال:
وجد أن الأطفال الذين يعتمدون على الرضـاعة الطبيعية الحصرية لمدة 6 أشهر لديهم احتمالية أقل للإصابة باضطراب طيف التوحد (ASD- اضطراب في النمو العصبي يتميز بالضعف الاجتماعي).
كما أن التأخر في بدء الرضاعة الطبيعية يزيد من فرص الإصابة باضطرابات طيف التوحد بسبب عدم تناول الرضيع للرضعة الأولى أو لبن اللبأ الغني بالأجسام المضادة والخلايا المناعية. كذلك لقد ثبت أن الرضـاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى وسوء الإطباق.
أيضًا تساعد الرضـاعة الطبيعية على تسهيل التفاعل البكتيري والهرموني بين الأم والرضيع. مما يساعد على منع التهاب قناة استاكيوس في الأذن الوسطى. كما تعمل الرضـاعة الطبيعية على تعزيز نمو الوجه والجمجمة.
وتساعد الرضـاعة الطبيعية على تقليل خطر الإصابة بالسمنة والربو ومرض السكري من النوع 2 ومتلازمة الموت المفاجئ للرضع لدى الأطفال والمراهقين.
الرضـاعة الطبيعية تزيد من معدل الذكاء
الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية هم أكثر عرضة للحصول على أداء دراسي جيد في سن الخامسة مقارنة بالأطفال الذين لا يرضعون رضاعة طبيعية. كما أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية أقل عرضة للإصابة بمشاكل سلوكية في عمر 5 سنوات مقارنة بالأطفال الذين لا يرضعون رضاعة طبيعية. كذلك ترتبط الرضـاعة الطبيعية بانخفاض خطر الإصابة بمشاكل السلوك في مرحلة الطفولة. كما ترتبط الرضاعة الطبيعية بانخفاض مستوى الكوليسترول في الدم لدى البالغين.
والأطفال الذين يرضعون طبيعياً لفترة طويلة يساعد على تعزيز نمو الدماغ. والرضـاعة الطبيعية الحصرية لمدة ستة أشهر أو حتى عام واحد يكون لديهم مستوى ذكاء أعلى في سن المدرسة.
وبالنسبة للتأثيرات النفسية، تساعد الرضاعة الطبيعية في التطور المعرفي في وقت لاحق من الحياة، وتحسين الاحتفاظ بالذاكرة، واكتساب مهارات لغوية أكبر. كما تشير الأبحاث الحديثة إلى أن خطر الإصابة بالأمراض المزمنة أعلى بنسبة تتراوح بين 20% إلى أكثر من 200% لدى أولئك الذين لا يرضعون طبيعياً مقارنة بمن يرضعون طبيعياً.
والرضـاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وبالنسبة للعلاقة بين الرضاعة المبكرة للرضع ونتائج النمو في عمر سنة وسنتين وثلاث سنوات، ستتحسن نتائج النمو لدى الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية لفترة أطول.
كما أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية لمدة أطول يحصلون على درجات أعلى في الحساب والقراءة والكتابة. كذلك الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية لمدة أطول لديهم نتائج أفضل في الصحة العقلية طوال فترة الطفولة والمراهقة.
وترتبط الرضـاعة الطبيعية السائدة لمدة ستة أشهر أو أكثر بدرجات أعلى في الرياضيات والقراءة والتهجئة لدى الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 10 سنوات. كما قد تعزز النمو والتطور من خلال تسهيل الترابط بين الأم والطفل والتفاعل والنمو المعرفي.
ويبدو أن الرضـاعة الطبيعية لفترة أطول لها فوائد كبيرة على نمو الطفل. وذكائه المعرفي وتحصيله التعليمي وصحته العقلية حتى مرحلة المراهقة.
من الطفولة إلى المراهقة:
فوائد الرضـاعة الطبيعية المثبتة علميًا تتمثل في حماية الرضع من العدوى. وتعزيز الروابط بين الأم والطفل على المدى الطويل والوقاية من الأمراض المزمنة مثل السمنة وأمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان. وقد أثبتت الدراسات أنه بعد التكيف مع التعرضات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والأمومية في وقت مبكر من الحياة. فإن مدة أطول من الرضـاعة الطبيعية ترتبط بشكل إيجابي بالصحة التنموية والإدراكية والتعليمية والنفسية ورفاهية الأطفال والمراهقين.