الرقص يمنحنا عقلا أكثر حدة وجسمًا أكثر لياقة ومزاجًا أفضل
الرقص، باعتباره شكلًا ممتعًا من أشكال النشاط البدني والتمارين الرياضية، لا يساعد فقط على تعزيز لياقة الجسم وتحسين المزاج، بل يعمل أيضًا على شحذ العقل.
في الأيام التي تشعرين فيها أن الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية مهمة شاقة، ما عليك سوى الرقص على أنغام أغنيتك المفضلة. فهذا الشكل الرائع من التمارين الرياضية لا يمنحك جسدًا أكثر لياقة ومزاجًا جيدًا فحسب، بل يمنحك أيضًا عقلًا أكثر حدة ووعيًا.
ملاحظة: الرقص هنا لا يعني أنه يجب أن تكوني قادرة على إتقان حركات سهير زكي أو خطوات تحية كاريوكا.. حتى الدقائق من التأرجح والدوران البسيطين تُحسب رقصة. والرقص هو تمرين كامل الجسم، والذي يجلب فوائد لصحتك الجسدية والعقلية، ويخدم الأشخاص من جميع الأعمار والقدرات.
كما يمكن لأولئك اللواتي يترددن في الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، مثل كبار السن أو أولئك اللواتي يعانين من مشاكل صحية مثل الخرف ومرض الزهايمر، الاستفادة بشكل كبير من الرقص. وتحت الإشراف، يمكن لأولئك الذين يعانون من مشاكل الإعاقة اختيار برامج الرقص التكيفية.
كيف يساعد الرقص على تنشيط عقلك؟
على عكس المشي والتمارين الرياضية العادية، يتطلب الرقص قوة دماغية أكبر. فعندما ترقصين، فأنت لا تحركين جسدك فحسب؛ بل تقومين أيضًا بتدريب عقلك. يتطلب الرقص التنسيق والتوازن، مما يحسن من إدراكك المكاني ويساعد عقلك على تطوير اتصالات جديدة.
علاوة على ذلك فإن تعدد المهام الذهني المعقد الذي يتطلبه الرقص يشغل أجزاء مختلفة من الدماغ في وقت واحد، مما قد يؤدي إلى تقوية الروابط العصبية عبر مناطق مختلفة. كما إنها تتطلب مجهودا اجتماعيا، ومجهودا معرفيا، ومجهودا جسديا.
كما يعمل الرقص أيضًا كتمرين للذاكرة. فمع تعلم خطوات الرقص والروتين، يساعدك ذلك على تذكر الأنماط والإيقاعات والتسلسلات. كما يمكنك القيام بمهام متعددة أثناء تحريك يديك وساقيك أثناء اتباع الإيقاعات. كما يتضمن الرقص أيضًا حل المشكلات، مثل إتقان خطوات جديدة أو التكيف مع إيقاعات مختلفة.
حيث تعمل كل هذه الفوائد على تحفيز المرونة العصبية، مما يساعد دماغك على التكيف والتغيير، مما يقلل من خطر التدهور الإدراكي. كذلك يمكن أن يكون الرقص مفيدًا بشكل خاص في تحسين صحة الدماغ وإدارة أعراض الاضطرابات العصبية الإدراكية والحركية مثل التصلب المتعدد (MS)، ومرض الزهايمر، والخرف، وإصابات الدماغ.
العلاج بالرقص
علاوة على ذلك فإن مرضى التصلب المتعدد قد يعانون من مشاكل في الحركة والتوازن، مما قد يعيق ممارستهم للتمارين الرياضية. وأضاف: “كانت جلسات الـرقص التي استمرت 12 أسبوعًا لمدة 60 دقيقة مرتين أسبوعيًا مناسبة لأولئك الذين يعانون من التصلب المتعدد الانتكاسي الخفيف إلى المتوسط.
كما أن الـرقص يعمل أيضًا كعلاج للمرضى الذين يعانون من مرض باركنسون لأنه يركز على تحسين المشاركة الاجتماعية والمشية والتوازن باستخدام الإشارات البصرية والسمعية.
وفي عام 2021، وجدت دراسة من جامعة يورك أن دروس الـرقص الأسبوعية ساعدت الأشخاص المصابين بمرض باركنسون الخفيف إلى المتوسط على التحرك بشكل أفضل وإدارة المهام اليومية.
في دراسة أجريت عام 2018، استخدم الباحثون فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لدراسة كبار السن الذين انضموا إما إلى برنامج رقص أو برنامج تمارين رياضية تقليدي. تحسنت لياقة كلتا المجموعتين البدنية، لكن أولئك الذين شاركوا في مجموعة الـرقص أظهروا نموًا أكبر في المادة البيضاء والرمادية في مناطق الدماغ التي تتعامل مع مهارات التفكير مثل الذاكرة والانتباه وحل المشكلات.
الـرقص وسيلة رائعة لتخفيف التوتر
هل تشعرين بالإحباط؟ استمتعي بالـرقص. الـرقص هو وسيلة رائعة لتخفيف التوتر ويمكن أن يساعد في تحسين الحالة المزاجية من خلال إطلاق الإندورفين، هرمونات الشعور بالسعادة.
تتفاعل هذه الإندورفينات مع المستقبلات في المخ، مما يقلل من الإحساس بالألم ويحفز مشاعر النشوة والرفاهية العامة. يمكن أن يكون هذا الشعور الطبيعي بمثابة ترياق قوي للتوتر، مما يساعد الأفراد على الشعور بمزيد من الاسترخاء والسعادة.
وقد أشارت دراسة أجريت عام 2019 إلى أن العلاج بحركة الـرقص يقلل من الاكتئاب والقلق ويزيد من جودة الحياة والمهارات الشخصية والإدراكية.
المزيد من الفوائد الصحية
يقول خبراء الصحة أن الـرقص وسيلة رائعة للحصول على صحة جيدة وقوة. الـرقص المنتظم يحسن صحة القلب والأوعية الدموية، ويزيد من المرونة، ويبني قوة العضلات، ويعزز التنسيق.
جيد لقلبك
عندما ترقصين، فإنك تحسن صحتك البدنية بعدة طرق. يساعد الـرقص قلبك على النبض بشكل أقوى وأكثر صحة، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. وبحسب إحدى الدراسات فإن الـرقص المعتدل الشدة يرتبط بانخفاض خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بدرجة أكبر من المشي.
يجعل رئتيك تعملان بشكل أفضل
الـرقص مفيد أيضًا لجهازك التنفسي. حيث إنه يجعل رئتيك تعملان بشكل أفضل، لذا تتنفس بشكل أسهل وتتمتع بمزيد من الطاقة.
كما يمكن أن يساعد الـرقص في إدارة الوزن وتعزيز المرونة. فالرقص يقوي عضلاتك، وخاصة في ساقيك وجذعك وذراعيك، مما يساعد على التوازن والتنسيق. كما أنه يساعد على المرونة والتمدد، مما يجعل الحركة أسهل.
أيضًا يمكنك الـرقص على طريقتك الخاصة لفقدان الوزن الزائد أو للحفاظ على وزن صحي، فهو يساعد على حرق السعرات الحرارية وبناء العضلات.
مفيد لعظامك
نعم، تستفيد عظامك أيضًا من جلسات الـرقص هذه، حيث يمكنها تحسين كثافتها، مما قد يقلل من خطر الإصابة بالكسور وهشاشة العظام.
اخلعي حذاءك وابدئي في التحرك!