المتسوقون ينفقون المليارات على ما يرونه في وسائل التواصل الاجتماعي
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي وجهة التسوق المفضلة لملايين الناس حول العالم. وتشير دراسة جديدة إلى احتمال إنفاق المزيد من المال على المنتجات التي يتم مشاهدتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
لقد أدى التحول النموذجي في نمط الحياة نحو الوسائط الرقمية إلى ترسيخ هويتنا في محيط وسائل التواصل الاجتماعي. ولا ينبغي الاستخفاف بالطبيعة الغامرة لوسائل التواصل الاجتماعي. فالتعبير الفردي يبدأ وينتهي بها. وقد أدى هذا التحول إلى توجيه المتسوقين بعيدًا عن المتاجر المادية نحو مواقع الويب عبر الإنترنت.
علاوة على ذلك أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة مركز التسوق الجديد الآن. حيث أصبح المتسوقون على استعداد لإنفاق المزيد على العناصر التي يرونها على حساباتهم.
تسوق لذيذ
تُعَد وسائل التواصل الاجتماعي منجمًا ذهبيًا للعلامات التجارية؛ حيث تظل العيون والأصابع ملتصقة بالشاشات للتمرير بلا نهاية. وقد درست العلامات التجارية هذا السلوك واستغلته لكسب المزيد من الرؤية. ومع النهج الشخصي لوسائل التواصل الاجتماعي، ينفق المستهلكون عن طيب خاطر المزيد على العناصر التي يرونها على خلاصات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم.
وقد أكدت دراسة جديدة أجرتها شركة Talker Research هذا، حيث كشفت أن البالغين الأميركيين يمكنهم إنفاق ما يصل إلى مليارات الدولارات على العناصر التي يرونها على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن دعونا نرى لماذا تكتسب وسائل التواصل الاجتماعي أرضية ببطء للمتسوقين.
قضاء الحوائج بكل راحة ويسر
لقد أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي ثورة في التسوق، مما جعله تجربة سهلة. لقد جعلت العلامات التجارية والمستهلكين أقرب من أي وقت مضى. نظرًا لأن الناس يقضون جزءًا كبيرًا من يومهم على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد استفادت العلامات التجارية منها من خلال إنشاء وجود هناك، ووضع أعمالها مباشرة أمام المستهلكين. تكمن القوة الأساسية لوسائل التواصل الاجتماعي في طبيعتها التفاعلية والسمعية والبصرية، على عكس أشكال الوسائط الأخرى.
علاوة على ذلك يمكن للمؤثرين الذين يثق بهم المستخدمون عرض المنتجات من خلال العروض التوضيحية أو المراجعات الجذابة. مما يوفر رؤى قيمة حول كيفية عملها. تعمل وسائل التواصل الاجتماعي كمكان للصفقات والعروض الترويجية المربحة، مما يجذب المستخدمين المهتمين بالأسعار والقيمة. والأهم من ذلك، أن راحة التسوق عبر الإنترنت تقضي على متاعب زيارة المتاجر، مما يوفر الوقت.
الخوف من تفويت الفرصة
الخوف من تفويت الفرصة (FOMO) هو سمة مميزة لوسائل التواصل الاجتماعي. حيث إن الترابط بين وسائل التواصل الاجتماعي يثير شعورًا بالضياع وعادة قهرية للبقاء على اتصال طوال الوقت. وينشأ الخوف من تفويت الفرصة نتيجة للقلق المتصور من تفويت الفرص المجزية. وعندما يحصل شخص آخر على الفرصة التي كان يعتبرها مرغوبة، يتسلل الحسد، مدفوعًا بـ “الخوف من تفويت الفرصة”.
وعلى نحو مماثل، فإن الخوف من تفويت الفرصة متأصل في إطار الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي. فالإعلانات التي تحفز الخوف من تفويت الفرصة تثير شعوراً بعدم الأمان عندما يرى المستخدمون السلعة المعلن عنها يستخدمها أصدقاؤهم وعائلاتهم. والواقع أن أجواء وسائل التواصل الاجتماعي مصممة لإثارة الخوف من تفويت الفرصة، حيث يبدي المستخدمون الآخرون في كثير من الأحيان إعجابهم الشديد بها في أقسام التعليقات والمراجعات والتقييمات.
إضفاء الطابع الشخصي
لقد ساعدت عملية التخصيص وسـائل التواصل الاجتماعي على اكتساب ميزة على أشكال أخرى من وسائل الإعلام. فمن خلال الاستهداف الدقيق، تظهر المنتجات ذات الصلة بالمستخدمين على خلاصاتهم. وتستند التوصيات على وسـائل التواصل الاجتماعي إلى تفاعلات المستخدم. فهي تغذي خيالات المستخدم، وتوصي بكل ما يشتهيه أكثر من غيره، وتغريه بالشراء الفوري. وهذا يخلق عادات شراء اندفاعية، حيث أن كل ما يظهر على الخلاصة يكون ذا صلة ومطلوبًا.
الوعي المنتج
عندما تتفاعل مع منتج ما، فمن المرجح أن تراه مرة أخرى بسبب ميزة إعادة الاستهداف التي توفرها وسـائل التواصل الاجتماعي. ومع تكرار التعرض للمنتج، يزداد التعرف عليه من قبل المستخدم ويعزز في النهاية قرار الشراء. كذلك تلعب وسـائل التواصل الاجتماعي دورًا محوريًا في كل مرحلة من مراحل الحصول على معلومات المنتج، من الاكتشاف الأولي إلى المراجعات. كما يمكن أن تؤثر نبرة الخطاب المحيط بالمنتج على وسـائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير على ما إذا كان سيتم الشراء أم لا.
كلمة إيجابية
تعمل العائلة والأصدقاء أيضًا كقنوات للتأثير الاجتماعي، مما يؤثر على قرارات الشراء. عندما يتم التحقق من صحة المنتج الذي يتم رؤيته على وسـائل التواصل الاجتماعي من قبل العائلة والأصدقاء، فإن ذلك يؤثر بشكل إيجابي على قرار الشراء. كما أن المؤثرين مهمون أيضًا في قرارات الشراء؛ ومع ذلك، فإن تأثيرهم يعتمد على المراجعات الحقيقية. عادة ما يكون مستخدمو وسـائل التواصل الاجتماعي حذرين من المحتوى المدعوم وغالبًا ما يستجيبون بحماس أقل.