على الأقل امشي
تشير الدراسات إلى أن المشي يعزز الوظيفة الإدراكية والذاكرة والإبداع. كما يقلل أيضًا من خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر. فالمشي هو تمرين بسيط مفيد لصحتك. ويحسن صحة القلب والدماغ والكبد والمفاصل. ويقترح الخبراء أنه يجب عليك المشي لمدة 30 دقيقة أو 6000-8000 خطوة يوميًا.
هناك العديد من الأسباب التي قد تجعلنا لا نرغب في ممارسة التمارين الرياضية: في بعض الأحيان يكون ذلك بسبب الحرارة الحارقة، أو بسبب جداولنا المزدحمة، أو في بعض الأحيان لا نشعر بالرغبة في ذلك. ومع ذلك، هذا لا يعني أننا يجب أن نتجاهل صحتنا عندما لا نشعر بالرغبة في التعرق أو رفع الأوزان الثقيلة.
في مثل هذه الحالات، يمكن أن يكون المشي لمسافة قصيرة مفيدًا جدًا. ولكن كيف يساعد المشي بالضبط، وما هو العدد المثالي للخطوات التي يجب اتخاذها؟
لماذا المشـي مهم لجسمك
المشـي هو التمرين الأصلي. ويمكن القيام بها عمليًا في أي مكان، وهي مجانية ولا تتطلب معدات متطورة. والمشي لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كذلك يعتقد الخبراء أن مجرد المشـي له فوائد مختلفة، أكثر مما تعتقد. دعينا نتعرف عليها.
دعينا نلقي نظرة أولاً على ما يفعله المشي بأجزاء مختلفة من جسمك:
بالنسبة القلب:
يقلل المشي المنتظم من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الشريان التاجي. وذلك عن طريق تحسين الدورة الدموية وصحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام.
وثمة دراسة نشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي وجدت أن الأفراد الذين يمشون لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا لديهم خطر أقل بنسبة 31٪ للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وبالنسبة للمخ:
في دراسة أجريت عام 2015 نصت على أن المشي يعزز الوظيفة الإدراكية والذاكرة والإبداع. بينما يقلل أيضًا من خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر.
وبالنسبة للكبد:
من خلال تعزيز تدفق الدم بشكل أفضل ووظيفة التمثيل الغذائي بشكل عام، يمكن للمشي تحسين صحة الكبد وتقليل خطر الإصابة بأمراض الكبد الدهنية.
وبالنسبة للمفاصل:
خلافًا للاعتقاد الشائع، فإن المشي لطيف على المفاصل، ويمكنه أيضًا تحسين صحة المفاصل عن طريق تشحيمها وتقويتها.
وماذا عن الفوائد الأخرى؟
وبصرف النظر عن جسمك الداخلي، هناك فوائد أخرى للمشي. حيث إن المشي يقوي العظام، ويعزز التوازن، ويساعد على تنظيم الوزن. وكلها أمور ضرورية للحفاظ على نمط حياة نشط مع تقدم العمر. كما يمكن للمرء تحقيق نوع من الصفاء العقلي عن طريق المشي.
علاوة على ذلك فإن المشي يمكن أن يحسن المزاج، ويعزز الإبداع، ويقوي الذاكرة لأنه يعزز تدفق الدم إلى الدماغ. كما تشير الدراسات إلى أنه يمكن أن يعزز مزاجك ويساعد في مكافحة التوتر والقلق. أيضًا المشي يعزز نوعية النوم بشكل أفضل، مما يساعدنا على الاستيقاظ ونحن نشعر بالانتعاش والنشاط.
كذلك فإن المشي يساعد على حرق السعرات الحرارية والقيام بذلك بانتظام يمكن أن يزيد من إجمالي السعرات الحرارية التي ينفقها الجسم.
ما هو العدد المثالي للخطوات؟
هل هو 5 آلاف أو 10 آلاف؟ أو ماراثون؟ سيعطيك الإنترنت جميع أنواع الأرقام، لكن الخبراء يقولون إنه من المهم ممارسة المشـي السريع لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا.
أيضًا على الرغم من أن الأهداف المثالية تعتمد على مستويات النشاط الحالية لكل فرد وأهدافه، فإن “30 دقيقة” على الأقل من المشـي ستكون بداية جيدة لمعظم الناس.
كذلك فيما يتعلق بالخطوات، تظهر الدراسات أن زيادة عدد الخطوات (بحد أدنى 6000-8000 خطوة في اليوم) يؤدي إلى زيادة معدل الوفيات. لكن الشيء الأكثر أهمية هو أنه يجب أن تهدف إلى أن تكون أكثر نشاطًا مما أنت عليه حاليًا.
المشـي مقابل العمل
لقد تحدثنا عن فوائد المشـي، ولكن هل يعني ذلك أنه يمكنك استبدال التمارين الشاقة؟
حسنًا، وفقًا للخبراء، بالنسبة لشخص بدأ للتو في ممارسة التمارين الرياضية، أو كان يعيش أسلوب حياة غير مستقر، يمكن أن يكون المشـي بداية رائعة نحو بناء نمط حياة صحي. ومع ذلك، فإن كلا النشاطين البدنيين لهما تأثيرات مختلفة على جسمك.
وفي حين أن نظام التمرين المكثف يوفر فوائد إضافية مثل بناء العضلات وحرق السعرات الحرارية عالية الكثافة.. فإن المشـي يعد أساسًا ممتازًا للصحة العامة والرفاهية.
كما يمكن الوصول إلى المشي، وهو ذو تأثير منخفض ومستدام، مما يجعله مناسبًا للأشخاص من جميع الأعمار ومستويات اللياقة البدنية. أيضًا إن المشـي ليس مجرد نزهة بسيطة في الحديقة، بل هو شكل قوي من التمارين الرياضية ذات فوائد بعيدة المدى للجسم والعقل والروح.