هل نشأت في منزل مليء بالخلافات والتوتر؟ إليك كيف يؤثر ذلك عليك
عندما ننشأ في منزل مختل، يدخل الجهاز العصبي في وضع القتال أو الطيران كإستراتيجية للبقاء. وهذا ما يجعلنا قلقين ومتوترين طوال الوقت. كما يمكن أن يصبح العيش مع الصدمات المتعددة (المزمنة) أمرًا طبيعيًا مما يجعل من الصعب تحديد سبب معاناتنا اليوم. كذلك بالنسبة للعديد من الأشخاص، يكون من المفاجئ أن السبب الجذري يكمن في تربيتهم ويجب أن يبدأ العمل من هناك.
فأغلبية المشاكل التي يتعرض لها الطفل في حياته من الناحية العقلية والنفسية والاجتماعية والانفعالية، تكون نتيجة المشكلات الأسرية التي ينشا عليها. فعلاج المشكلات الأسرية والبحث عن أسبابها وآليات حدوث المشكلة، والطرق الوقاية من هذه المشاكل، أصبح ضرورة ملحة للنظر فيها و تحليلها. لأن طبيعة الأسرة سواء كانت موحدة أو مفككة، ستحدد مستقبلا أسس شخصية الطفل حسب اتجاهاتها وطرق تنشئتها وأساليبها في التربية خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة.
وللعلم فإن الوقت في كثير من الأحيان لا يشفي الجروح عندما يتعلق الأمر بالصدمة التي نتلقاها في الصغر. خصوصًا تلك الصدمات التي نتلقاها في البيت بسبب الشجارات والخلافات الدائمة التي شهدناها بين أبينا وأمنا.
إن نشأتنا في منزل مليء بالتوتر يجعلنا نضحي بمشاعرنا واحتياجاتنا ونعطي الأولوية لسعادة الآخرين بدلاً من ذلك للحفاظ على السلام في المنزل.
علاوة على ذلم فإن غياب القواعد الواضحة بشأن المساحة الشخصية واحترام الحدود في المنزل.. يجعلنا في حيرة من أمرنا بشأن تطوير حدودنا في العلاقات.
غالبًا ما نطور عقلية الإصلاح “عقلية w” فنصبح صانعي السلام ونعتقد أن مهمتنا هي إصلاح المشكلات للآخرين. وعقلية W هي عقلية الفائز الذي ينجح في طريقه ثم يواجه عقبة، لكنه يتغلب عليها ويعود من جديد لطريق النجاح.
كذلك عندما نتحمل عبء تربيتنا في منزل مختل، فإننا نريد بشدة أن ننجح في الشعور بالاستقرار. وهذا يجعلنا نبالغ في العمل ونبالغ في التسليم.