العمل اليومي يساعد على بناء صحة العقل
معظم الناس يحلمون بثروة مالية، تغنيهم عن الاستيقاظ مبكراً للذهاب إلى أعمالهم، وأغلبهم يتخيلون أنهم ورثوا أموالاً وأرضاً من أقاربهم ، أو هبطت عليهم ثروة من السماء، والهدف هو الشعور بالراحة المالية.
وهناك تقريراً لطبيب نفسي بريطاني، أكد فيه أن أصحاب الأموال الخاملين، الذين لا يعملون، ويكتفون بما لديهم من مال، بحاجة إلى القدرات العقلية الصحيحة لإدارة الحياة.
كما أستبين الطبيب النفسي البريطاني، ماكس بيمبرتون، على ذلك بالقول: إن العمل ليس وسيلة لجمع المال، بل فرصة لتحسين قدرات الشخص العقلية، وتحريك دماغه بشكل يومي، وتحفيزه على ابتكار الأفكار والخطط والمشاريع، التي تجعله يضج بالحياة.
وهو يعزز ثقة الشخص بنفسه، ويعوده على الالتزام، وقد أكد مبيناً أنه قابل، خلال سنوات خدمته الطويلة، مئات العاطلين عن العمل، الذين يتمتعون بثروات طائلة، لكنهم يعانون انخفاضاً في مستوى التفكير، بسبب قناعاتهم بأن ما يحوزونه من مال يغنيهم عن تنشيط أدمغتهم.
وربط الطبيب في حديثه، بين الإصابة بالاكتئاب والبطالة، معتبراً أنهما مرتبطان ارتباطاً كبيراً، وأن العاطلين عن العمل، أغنياء أو فقراء، أكثر عرضة لمعاناة أمراض الاكتئاب وتداعياتها.
كما أنه يحفز الناس على العمل، مهما كانت الوظيفة التي سيعملون بها، وألا يجعلون العمل مرتبطاً فقط بالراتب الشهري، بل يجب جعله أسلوب حياة، معتبراً أن الوظيفة أفضل علاج للقلق الخفيف والاكتئاب. ويقول: «من يقضي حياته عاطلاً عن العمل، لن تؤثر به حبوب مضادات الاكتئاب إيجابياً، بالقدر الذي يمكن أن تؤثر به وظيفة يعمل بها».
أيضا ومن خلال خبراء كثر عن تعريف الصحة العقلية: بأنها الصحة العامة لكيفية تفكير الفرد، وتنظيم مشاعره وتصرفاته، حيث يتعرض بعض الأشخاص في بعض الأحيان لاضطرابات كبيرة في هذه الوظائف العقلية.
كما يؤثر اضطراب الصحة العقلية في الحفاظ على العلاقات الشخصية أو العائلية، والتصرف في المواقف الاجتماعية، والأداء في العمل أو المدرسة، والمشاركة في الأنشطة المهمة الأخرى.
كما قد تلعب المعايير الثقافية، دوراً في تحديد اضطرابات الصحة العقلية، على الرغم من عدم وجود مقياس قياسي عبر الثقافات؛ لتحديد ما إذا كان السلوك طبيعياً، إذ يعتبر الكثير من الأشخاص، الذين لديهم اضطرابات صحية عقلية، علاماتهم وأعراضهم المرضية، جزءاً طبيعياً من الحياة، أو يتجنبون العلاج بسبب الشعور بالخجل أو الخوف.