اليوم العالمي للمرأة 2024: فرصة جديدة لتصحيح الأخطاء
يأتي اليوم العالمي للمرأة 2024 بحملة جديدة موضوعها لهذا العام هو “إلهام الإدماج” ويدعو إلى بذل جهد لخلق مساحة خالية من التحيز والقوالب النمطية والتمييز.
حيث اختارت الأمم المتحدة موضوع “الاستثمار في المرأة: تسريع التقدم” لليوم العالمي للمرأة الذي يحتفل به سنويا في الثامن من مارس. موضوع الحملة لهذا العام هو “إلهام الإدماج” ويدعو إلى بذل جهد لخلق مساحة خالية من التحيز والقوالب النمطية والتمييز.
الهدف ليس النساء بل كل الناس
إن تحقيق المساواة بين الجنسين ورفاهية المرأة في جميع جوانب الحياة أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى إذا أردنا إنشاء اقتصادات مزدهرة وكوكب صحي. ومع ذلك، فإننا نواجه تحديًا رئيسيًا: العجز السنوي المثير للقلق البالغ 360 مليار دولار في تدابير المساواة بين الجنسين بحلول عام 2030، وفقًا للأمم المتحدة.
النساء يقدن فعليا من الأمام من جميع نواحي الحياة وهن دائما “في وجه المدفع”. ومن أجل إحداث تغيير ملموس في المجتمع، تحتاج المرأة إلى المشاركة في الخدمة العامة والسياسة لتكون صاحبة قرار في عالم دمره الجنس الآخر. لا يمكنك إحداث ثورة وأنت جالس على الهامش.
كما أن أحد العوامل الأكثر أهمية هو أن النساء يجب أن يعملن على تمكين زميلاتهن من النساء لإحداث تغيير كبير. وإذا كان نصف السكان من النساء، فيجب أن يأتي نصف المساهمة من النساء. علاوة على ذلك يمكن للمرأة أن تكون صانعة تغيير في البلاد وتضع سردًا جديدًا للدول المتقدمة وتكتب تاريخً جديدًا للعالم.
المجالات الرئيسية لتمكين المرأة
وفقا للأمم المتحدة، هناك خمسة مجالات رئيسية يجب التركيز عليها وتدعو إلى العمل المشترك:
الاستثمار في المرأة قضية حقوق إنسان
إنهاء الفقر
تنفيذ التمويل المستجيب للنوع الاجتماعي
التحول إلى الاقتصاد الأخضر ومجتمع الرعاية
دعم صانعي التغيير النسويين
وتتمحور جميع المجالات الرئيسية المذكورة حول مدى ضعف المرأة اقتصاديًا وكيف يجب تجديد السياسات لجعلها أكثر شمولاً. يمكن أن يكون التعليم أفضل بداية لتمكين المرأة في جميع القطاعات.
فعندما تحصل المرأة على تعليم جيد، يتم تمكينها من المشاركة بشكل أكثر نشاطًا في القوى العاملة. مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والنمو الاقتصادي. ومن الأرجح أن تحصل النساء المتعلمات على وظائف ذات رواتب أعلى، وأن يساهمن في دخل الأسرة، وأن يتخذن قرارات مستنيرة فيما يتعلق بشؤونهن المالية واستثماراتهن.
الاستثمار في التعليم والتأهيل
علاوة على ذلك فإن الاستثمار في تعليم المرأة يمكن أن يكسر دائرة الفقر. حيث من الأرجح أن تستثمر المرأة المتعلمة في تعليم أطفالها. مما يؤدي إلى قوى عاملة أكثر تعليما ومهارة في المستقبل. تميل النساء المتعلمات إلى إنجاب عدد أقل من الأطفال والحصول على نتائج صحية أفضل. مما يمكن أن يقلل من تكاليف الرعاية الصحية ويحسن الرفاهية العامة في المجتمع. حيث إن الاستثمار في تعليم المرأة لا يفيد النساء فحسب، بل له أيضًا تأثير مضاعف على التنمية الاقتصادية والازدهار لأي دولة بل للبلد بأكملها وللعالم كلٍّ.
كذلك فإن دمج منهج دراسي شامل يمتد إلى ما هو أبعد من المواضيع التقليدية أمر ضروري. بالإضافة إلى التحصيل الأكاديمي، يجب أن تتاح للفتيات الفرص لصقل المهارات الحياتية المهمة مثل حل المشكلات، واتخاذ القرار، والتواصل الفعال. ومن خلال التركيز على التعلم التجريبي وبناء المهارات، يعمل المعلمون على تمكين الفتيات من التغلب على التحديات واغتنام الفرص بثقة.
علاوة على ذلك يعدُّ تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أمرًا بالغ الأهمية بشكل خاص في إعداد الفتيات لمتطلبات الحياة المهنية المستقبلية. كما إن تشجيع استكشافهن للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في وقت مبكر يساعد في تفكيك الصور النمطية المتعلقة بالجنسين. ويعزز مشاركتهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
إنه ليس احتفلًا شكليًا
أيضا اليوم العالمي للمرأة ليس مجرد يوم للاحتفال بالمرأة وإنجازاتها في مختلف القطاعات. بل هو أيضًا تذكير بكيفية حاجتنا إلى العمل المستمر لجعل العالم أكثر شمولاً وكسر الحواجز الزجاجية المصطنعة.
حيث يتعين اتباع نهج متعدد الأوجه لتعزيز المساواة بين الجنسين، وخاصة في مكان العمل.
هل تعلم أنه لم يحقق أي بلد التكافؤ الكامل بين الجنسين، وأن أقل من 1 في المائة من النساء والفتيات يعيشن في بلد يتمتع بتمكين مرتفع للمرأة وفجوة صغيرة بين الجنسين؟. هذا ما يقوله التقرير العالمي لعام 2023 الذي أطلقته هيئة الأمم المتحدة للمرأة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
إن تمكين المرأة، والمساواة في الأجر، والفجوة بين الجنسين، والتوازن بين العمل والحياة، وما إلى ذلك، هي بعض المصطلحات التي نسمعها كثيرًا. يمكن للمرء أن يفترض أن هناك الكثير من الوعي حول نفس الشيء. لكن عندما يطرح السؤال عما إذا كانت الأمور قد تغيرت بالنسبة للنساء، خاصة في أماكن عملهن، فإن الرقم يقول خلاف ذلك.
الحلول الجذرية
وعلى الصعيد العالمي، يتم تمكين المرأة لتحقيق ما متوسطه 60% فقط من إمكاناتها الكاملة. وفقًا لقياس مؤشر تمكين المرأة (WEI). إنهن يحققن، في المتوسط، 72% مما يحققه الرجال عبر أبعاد التنمية البشرية الرئيسية، وفقًا لقياس المؤشر العالمي للتكافؤ بين الجنسين (GPPI)، مما يعكس فجوة بين الجنسين بنسبة 28%، وفقًا للتقرير العالمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
كذلك تساهم أسباب مختلفة في هذا العرض الضعيف للإحصاءات التي تصور تمكين المرأة في وقت يوجد فيه نطاق هائل من الفرص والتنمية.
والخطوة الأولى لتحقيق المساواة بين الجنسين في مكان العمل هي الاعتراف بوجود عدم المساواة ورؤية ذلك كفرصة للتعرف على تحيزنا الشخصي. إن هذا يساعد في الطريقة التي نعمل بها ونتصور بعضنا البعض. كما سيساعد ذلك في وضع سياسات أكثر فعالية في مكان العمل.
تغيير النهج
ويتعين اتباع نهج متعدد الأوجه لتعزيز المساواة بين الجنسين، وخاصة في مكان العمل. إن السياسات التي تتيح المساواة في الأجر للموظفين بغض النظر عن نوع الجنس هي بداية لاستراتيجيات فعالة لتحقيق المساواة بين الجنسين. كذلك يجب أن يكون تقديم البرامج التي تفيد التوازن بين العمل والحياة أولوية للمؤسسات لمساعدة الموظفين على إدارة حياتهم الشخصية والمهنية دون الحاجة إلى تقديم تنازلات.
وتحتاج ممارسات التوظيف في الشركات إلى تجديد لتشمل مرشحين متنوعين. بما في ذلك النساء على جميع مستويات المنظمة، وبالتالي كسر السقف الزجاجي الذي يمنع النساء من الارتقاء بالمناصب القيادية في الشركة أو أي موقع خدمة أو عمل.
ويجب على المنظمات الخدمية والتنموية الدولية أو المحلية أن توفر للموظفات التوجيه وفرص التدريب. لإنشاء علاقة مفيدة بشكل فريد لكلا الطرفين المعنيين.
علاوة على ذلك فإن تعزيز الشعور بالشمولية في مكان العمل يمكن أن يساعد في قطع شوط طويل. وهو أيضًا موضوع الحملة الذي تم اختياره للاحتفال باليوم العالمي للمرأة هذا العام. أيضا إن تشجيع الحوارات المفتوحة حول قضايا عدم المساواة بين الجنسين وخلق مساحة للتوعية هو حاجة الساعة.