الصيام يكافح الالتهاب
اكتشف باحثون طريقة جديدة يساعد من خلالها تقييد السعرات الحرارية عبر الصيام لمدة 24 ساعة على تقليل الالتهاب. بالإضافة إلى التعافي من العديد من الأمراض المزمنة.
حيث وجد باحثون بريطانيون في دراسة حديثة نشرت نتائجها مؤخرا في دورية “سيل ريبورتس”، أن الصيام يرفع مستويات مادة كيميائية بالدم تعرف باسم حمض “الأراكيدونيك”، والتي تمنع الالتهاب.
والالتهاب هو استجابة مناعية طبيعية للجسم ضد الإصابة أو العدوى، ويشمل مجموعة من التغييرات التي تهدف إلى حماية الجسم من الإصابة وإصلاح الأنسجة التالفة.
الالتهاب يتلف الأنسجة
لكن في بعض الحالات، يمكن أن يستمر الالتهاب لفترة طويلة؛ ما قد يؤدي لحدوث تلف للأنسجة. ويكون ذلك سبباً للكثير من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب، والسكري من النوع الثاني، والربو والتهاب المفاصل الروماتويدي.
وقد عرف العلماء منذ فترة أن الأنظمة الغذائية عالية السعرات مثل الحمية الغذائية الغربية التي تعتمد على تناول كميات كبيرة من اللحوم والأطعمة سهلة التحضير والمقليات. كما يمكن أن تزيد من خطر السمنة والسكري من النوع الثاني وأمراض القلب، عن طريق زيادة الالتهابات المزمنة في الجسم.
أثر تقييد السعرات الحرارية
أيضا خلال الدراسة، بحث الفريق تأثير تقييد السعرات الحرارية عبر الصيام، على مستوى الالتهابات في الجسم.
كما فحص الباحثون عينات دم من مجموعة مكونة من 21 متطوعاً، تناولوا وجبة تحتوي على 500 سعرة حرارية. ثم صاموا لمدة 24 ساعة، قبل تناول وجبة ثانية تحتوي على 500 سعرة حرارية.
وعندما درس الباحثون تأثير حمض “الأراكيدونيك” في الخلايا المناعية المزروعة في المختبر، وجدوا أنه يقلل من النشاط الالتهابي.
حمض الأراكيدونيك
ووجد الفريق، أن تقييد تناول السعرات الحرارية لمدة 24 ساعة، يزيد من مستويات الدهون المعروفة باسم حمض “الأراكيدونيك”. وهي جزيئات تلعب أدواراً مهمة في أجسامنا، مثل تخزين الطاقة ونقل المعلومات بين الخلايا.
وقد فاجأت هذه النتيجة الفريق، حيث كان يُعتقد سابقاً أن زيادة حمض الأراكيدونيك مرتبط بزيادة مستويات الالتهاب، وليس انخفاضه.
من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية للدراسة بجامعة كمبردج البريطانية، البروفيسورة كلير براينت: “هذه النتائج تقدم تفسيراً محتملاً للتأثير الذي يمكن أن يحدثه تغيير نظامنا الغذائي. وخاصة عن طريق الصيام، في الحماية من الالتهابات، وخاصة الشكل الضار من الالتهابات الذي يكمن وراء الكثير من الأمراض المرتبطة بالحمية الغذائية الغربية”.
علاقة إيجابية للإسبرين
وأضافت عبر موقع الجامعة، أن هذا الاكتشاف قد يقدم أيضاً أدلة على طريقة غير متوقعة تعمل بها مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الأسبرين. وعادة، يتحلل حمض “الأراكيدونيك” بسرعة في الجسم. لكن الأسبرين يوقف هذه العملية؛ ما قد يؤدي لزيادة مستويات حمض “الأراكيدونيك”، والذي بدوره يقلل من الالتهاب.
لكن براينت شددت على أنه لا ينبغي تناول الأسبرين لتقليل خطر الإصابة بالالتهاب دون وصفة طبية. لأنه يمكن أن يكون له آثار جانبية، مثل نزيف المعدة إذا تم تناوله لفترة طويلة.