محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور Silvio Ursini نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة “بولغري”
على مدى عقدين، رسخت “بولغري”Bulgari اسمها بين الأكثر نجاحا في دخول قطاع الضيافة من تخصص مختلف، فصاغت في مدن عديدة حول العالم تحفا نفيسة تجمع الديكور الراقي والخدمة المثالية والراحة القصوى. خلف الإدارة الإبداعية والاستراتيجية لفنادق ومنتجعات “بولغري”، رجل يعمل لدى الدار منذ أكثر من ثلاثين عاما. “سيلفيو أورسيني” Silvio Ursini الذي تولى في بداية رحلته مع دار المجوهرات الإيطالية العريقة منصب مدير التسويق، وبعده منصب المدير الإبداعي لمجموعة “بولغري”، قرر عام 2002 أن يطلق قسم الفنادق والمنتجعات الذي أصبح مسؤولا عنه منذ ذلك العام. “سيلفيو” الذي عُين بالتزامن مع ولادة قسم فنادق الدار نائبا للرئيس التنفيذي لمجموعة “بولغري”، يكرس كل طاقته لهذه العناوين الفاخرة، ويترجم من خلالها رؤية الدار ومقاربتها في عالم المجوهرات الراقية إلى لغة الضيافة الفاخرة.
باريس: عدنان الكاتب Adnan AlKateb
بعد ميلانو وبالي ولندن وبكين ودبي وشنغهاي التي حرصت فيها “بولغري” على تكريم ثقافة كل مدينة، افتتحت حديثا فندقها الجديد في جادة “جورج الخامس” في مثلث باريس الذهبي وسط بوتيكات أفخم دور الأزياء وبعض أشهر معالم العاصمة الثقافية.
هنا (في فندق “بولغري” باريس الذي زرته قبل افتتاحه بعدة أيام) لمست كيف يسطع سحر إرث الدار الإيطالية العريقة في قلب العاصمة الفرنسية من خلال ديكور معاصر يتصف بالأناقة البسيطة والرقي الخالص والدفء الحميم، جامعا بين الروح الباريسية المنعكسة من أعمال فنون فرنسية تاريخية، والنظرة الإيطالية المتجلية في أعمال حرف إيطالية عريقة.
خلال الزيارة التقيت “سيلفيو أورسيني” Silvio Ursini الذي يشرف على كل فنادق ومنتجعات الدار التي صارت “صائغ قطاع الضيافة”، لأعرفكم أكثر عن مقاربة الدار في تصميم فنادقها، والعمل في زمن كورونا، والمشاريع الآتية، وطبعا الجوهرة الجديدة التي تزيد “مدينة الأضواء” سطوعا.
تحقق فنادق ومنتجعات “بولغري” المزيد من النمو والتوسع، وتقدم عملا رائعا في ميلانو وبالي ولندن وباريس وغيرها، كما تستعد لافتتاح مواقع جديدة. أي من فنادق “بولغري” السبعة هو المفضل لديك؟
الاختيار صعب، غير أن هناك مكانا أعتبره مختلفا جدا. عشت في هذا المكان الذي لا يغادر قلبي، لثلاثة أشهر خلال تشييد الفندق. إنه جزيرة بالي المميزة بطابعها الروحاني القوي. بعد فندقنا الأول في ميلانو، كانت بالي عنواننا الثاني. وسيبقى ذلك المكان محفورا في قلبي، بطبيعته وجوّه وناسه الطيبين.
هل ترى من المناسب افتتاح فندق جديد الآن في زمن كورونا؟
في الواقع، إن الفنادق تختلف عن المتاجر. بناؤها يتطلب بين ست و ثماني سنوات، وتعمَّر خمسين أو مئة سنة، حتى إن هناك فنادق عظيمة عمرها مئتا عام. وبالنسبة إلى الجائحة، أعتقد أن الناس ملّوا من الإغلاق والحجر، ويرغبون اليوم في الاستمتاع بالحياة من جديد والترفيه عن أنفسهم. ولذلك، الوقت مناسب لفندق جديد.
لكن الأمر يطرح بعض التحديات طبعا، بسبب التدابير التي ما زالت مفروضة مثل وضع القناع من جهة، وبسبب المشكلة التي نواجهها في توظيف الأشخاص الماهرين والأكفاء من جهة ثانية. فهي مشكلة كبيرة في السوق الباريسي بسبب الجائحة، وفي لندن تضاف إليها تداعيات “بريكزيت”.
ولا ننسى أيضا أن المنافسة هنا كبيرة بسبب وفرة الفنادق المجاورة.
هذا صحيح، لكننا نملك ميزة تتمثل في أن الشركة قديمة وعريقة. قد اجتازت “بولغري” أوقاتا صعبة وحروبا وأزمات، وخرجت دائما سليمة، وواصلت نموها الصحيح، بفضل حفاظها على الجودة وصونها ثقة عملائها بها.
على سبيل المثال، لم نضطر إلى تقليص عدد موظفينا في فندق دبي بسبب الجائحة، بل على العكس، رفعناه. ولم نساوم على الجودة والنوعية في فندق باريس الجديد. هكذا، تكسب ثقة عملائك.
هذا الفندق بحمل بأسلوبه الإيطالي شيئا جديدا إلى العاصمة الفرنسية لكنني لاحظت تشابها في تصميمه مع فندق لندن، مع تميز بسيط لفندق باريس بلوحة ألوانه..
نعم ملاحظتك صحيحة، ولهذا نحن نخطط لنضيف المزيد من الألوان إلى ديكور فندق لندن. فهو مشروع قديم افتتحناه قبل 10 سنوات، وصممناه قبل 12 سنة. لكن علامة “بولغري”، شهدت تطورا، وإننا في الواقع نشعر الآن بمزيد من الثقة بالنفس.
لعل أجمل ما يميز ويجمع بين فنادق “بولغري”، الضوء المشع والطاقة الحيوية. ما هو سر هذه الطاقة؟
نحن موجودون دائما في فنادقنا وندعم فرق عملها دعما كاملا، كما أننا متمسكون بشغفنا وتفانينا. نضع كل طاقاتنا في فنادقنا، وننظم فيها فعالياتنا. كل من يعمل هنا يلمس طاقة الدار، فكل ضيف من ضيوفنا يشعر بأنه في المنزل الحقيقي لدار “بولغري”
فندق “بولغري” في دبي مختلف عن كل فنادقكم الأخرى. هلا أخبرتنا أكثر عنه؟
دبي مكان مختلف، بالثقافة والمناخ والتقاليد. حرصت خلال مرحلة تصميمه على تمثيل الثقافة العربية الحقيقية، التي تحب البساطة والنقاء والرقي. هذا تماما ما فعلناه، عبر تنفيذ ديكور بسيط ونقي وناصع البياض. لكننا أدخلنا طبعا بعض اللمسات الفخمة مثل الرخام وغيرها من التفاصيل المترفة مثل المرجان الذي أردنا أن نعبّر من خلاله عن احترامنا للثقافة العربية. وأفتخر بأننا تمسكنا بهذا التصميم، فصار مكانا يحبّه كل سكان المنطقة.
بالنسبة إلي، إن النجاح الأكبر والأهم هو رؤية السكان المحليين “يحتضنون” الفندق الذي افتتحناه في بلدهم، كما حصل أيضا مع أهل مدينة ميلانو الذين لا يحبون كثيرا دار “بولغري”، لأنها من روما، لكنهم يترددون دوما إلى فندقنا هناك.
كيف تنظر الدار إلى فنادقها؟ وهل ترى فيها مجرد عمل تجاري؟
بالنسبة إلينا، هي ليست عملا تجاريا، بل هي امتداد لنمط العيش الذي تمثله “بولغري” ونهجها الإبداعي.
والآن، ما الوجهة التالية لفنادق ومنتجعات “بولغري”؟
لدينا أربعة فنادق قيد البناء: موسكو، روما، طوكيو، وميامي. تحقق فنادقنا نجاحا كبيرا، وتقترح علينا جهات عدّة العمل على مشاريع فنادق جديدة في مدن مختلفة، لكننا نريد أن نتابع السير ببطء وحذر وثبات.