المرأة العصرية والراقية

محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور  Richard Johnson رئيس الشؤون التجارية لدى Mytheresa

تمسكت إحدى أهم وجهات التسوق الإلكتروني للأزياء الفاخرة “ماي تيريزا”Mytheresa  منذ تأسيسها بوجهة نظر فريدة تختار وفقها مجموعة محددة من أروع وأرقى تصاميم المواهب الإبداعية العالمية، وحرصت على حبك خيوط تجربة رقمية استثنائية تركز على حاجات متسوقي السلع الفاخرة وتقدّم إليهم منتجات حصرية ومحتوى ملهما. وها هي اليوم تطلق عبر موقعها فئة جديدة تشمل كل جوانب نمط العيش الفاخر، من الديكور المنزلي والمفروشات والمنسوجات، مرورا بأدوات المائدة والإضاءة والكتب، وصولا إلى إكسسوارات السفر وإكسسوارات الحيوانات الأليفة. تكمل فئة “لايف” Life الجديدة عالم “ماي تيريزا” الفاخر وتنسجم مع رؤيته المبنية على الفخامة الحقيقية، مع تشكيلة كلاسيكية وعصرية من تصاميم دور الأزياء التي تنتج أيضا قطع الديكور، وعلامات التصميم الداخلي الشهيرة، والماركات المستقلة المتخصصة في الديكور المنزلي وزينة الطاولات. وستقدم محتوى يتمم تجربة التسوق الاستثنائية، ويلهم المتسوقين مع مقالات وأفكار ونصائح وصور وحملات خاصة، إضافة إلى منتجات حصرية.

بمناسبة إطلاق “لايف” على موقع “ماي تيريزا”، التقينا مع رئيس الشؤون التجارية لدى الشركة “ريتشارد جونسون”Richard Johnson  الذي انضم إليها قبل خمسة أعوام، بعد العمل في مجال تجارة السلع الفاخرة لدى أهم المتاجر التقليدية العالمية ومواقع التجارة الإلكترونية.

حوار: “عدنان الكاتب”Adnan AlKateb

 

ما الذي دفعكم إلى اتخاذ القرار بتوسيع إطار فئات المنتجات التي تقدمونها، لتشمل تصاميم الديكور المنزلي وغيرها من تشكيلات الـ”لايفستايل”؟

أولا وقبل كل شيء، يهمنا بشكل كبير نمط عيش زبائننا، لا بل وكل ما يحيط بهم. من الواضح أن عملاءنا يكرسون الوقت والطاقة لاختيار ملابسهم ولتحديد الطريقة التي يقدمون بها أنفسهم إلى العالم. ولذلك، فإنهم يولون بلا شك اهتماما كبيرا بالبيئات التي يمضون أوقاتهم فيها، وخصوصا منها منازلهم ومكاتبهم. لكن فئة “لايف” الجديدة لا تتوقف عند منتجات تجهيز هذه الأماكن وتزيينها، بل تعنى أيضا بأسفارهم، وحيواناتهم الأليفة، وحاجاتهم التكنولوجية، والكثير من جوانب حياتهم الأخرى.

 

 

كيف تنسجم فئة “لايف” الجديدة مع عالم “ماي تيريزا” فتعكس وجهة نظرها الفريدة؟

يتمتع عملاؤنا بذوق رائع، ويقدّرون خياراتنا من تشكيلة أهم مصممي الأزياء في العالم، من دون الضوضاء غير المفيدة التي نجدها عادة في المتاجر والأسواق. في النهاية، ستصبح “لايف” الوجهة الواحدة الشاملة لتسوق كل حاجات أسلوب حياتهم الفاخر. وسنقدم فيها مزيجا رائعا من منتجات علامات مترفة مثل “أكواتزورا” و”دولتشي أند غابانا”، وأيضا من ماركات متخصصة في الأدوات المنزلية مثل “جينوري 1735″ و”زها حديد ديزاين”.

 

يشتهر موقع “ماي تيريزا” بنهجه المميز والدقيق في اختيار القطع المعروضة للبيع عبر منصته. هل ستطبقون المقاربة نفسها في “لايف”، وكيف اخترتم العلامات التي تتعاملون معها لهذه الفئة الجديدة؟

فضلا عن اهتمامهم بالأزياء والموضة، يبحث عملاؤنا عن أفكار ملهمة لمنازلهم وأماكن عملهم ولسفرهم في رحلات عمل أو ترفيه؛ وهذا هو ما ركزنا عليه. قد يساء استعمال مبدأ الاختيار الدقيق للمنتجات في قطاعنا، لكن هذا المفهوم هو بالفعل جوهر عملنا. نرسم وجهة نظر يقدّرها الزبون، ونقدّم قطعا ذات صلة بمنظورنا، إضافة إلى أبرز المنتجات المفضلة من بين مجموعات أهم مواهب التصميم. وكل ذلك يمكن أن يصل إليك، أينما كنت في العالم وعندما تشاء.

 

تعاون متجر “ماي تيريزا” الإلكتروني مع علامات فاخرة عدّة على مشاريع حصرية شملت حملات ومنتجات وحتى مجموعات كاملة. هل من الممكن أن نرى مشاريع شراكة شبيهة مع علامات “لايفستايل” وأدوات منزلية أيضا؟

بكل تأكيد، فقد أصبحت المجموعات الكبسولة التي نعمل على تصميمها مع علامات تجارية شريكة جزءا لا يتجزأ من حمضنا النووي، وذلك لأن عملاءنا يحبون أن يفاجَؤوا بإبداع مشاريعنا التعاونية، ولأن المصممين يقدّرون أيضا نظرتنا إلى عالمهم. ولهذا، من الطبيعي أن يمتد هذا النوع من الشراكات إلى فئة التصميم الداخلي ولوازم نمط العيش الفاخر. نتوقع منذ الآن إطلاق بعض المفاجآت الرائعة التي لا يمكننا مشاركتها بعد، لذلك أنصحكم بأن تتابعونا! بالنسبة إلي، إن العمل على مشاريع خارج مجال الموضة والأزياء تجربة مشوقة للغاية.

 

ازدادت أهمية صور المنتجات وطريقة تمثيلها على مواقع التجارة الإلكترونية، وبشكل خاص فيما يتعلق بالأدوات المنزلية. كيف ستعرضون منتجات فئة “لايف”، هل ستصورونها مثلا في محيط حقيقي، أم ستستخدمون تكنولوجيا الواقع المعزز؟

يرغب زبائننا في إيجاد مصادر إلهام جديدة، ويريدون قبل كل شيء أن يتعلموا كيف ينسقون قطعا مختلفة معا لنسج تأثير بصري أكبر وأقوى من مجموع مكوناته. هنا تكمن أهمية قوائمنا المختارة، وأفكار التنسيق التي نشاركها، وتصويرنا للمنتجات. سنقدم حلولا رائعة الجمال، لمن أراد إعادة تزيين غرفة الجلوس في منزله مثلا، أو إعداد مائدة مدهشة لحفلة عشاء، أو تصميم خلفية عمل رائعة للاجتماعات عبر مكالمات الفيديو (فلا أعتقد أن أحدا اقتنع بفكرة صور الخلفية الافتراضية التي يقترحها تطبيق “زوم”!).

 

تميزت منصة التجارة الإلكترونية الفاخرة “ماي تيريزا” منذ تأسيسها بتقديم خدمة ممتازة ونظام تسليم سريع وتجربة سلسة لعملائها. هل ستكون خدمات الشحن وغيرها متوفرة بالفاعلية نفسها لمن يتسوق منتجات “لايف”؟

ستعتني فرق عملنا بكل جانب من جوانب رحلة عميل “لايف” على موقعنا، من تجربته على الموقع إلى التعبئة والتغليف المخصصين، وخدمات ما بعد البيع. وسنعتمد النهج المميز نفسه الذي أحبه كل من لجأ إلينا لتلبية حاجات خزانات أزيائه وإكسسواراته.

 

أثرت جائحة “كورونا” بشكل كبير في سلوك المستهلكين عموما، ومتسوقي منتجات الديكور المنزلي خصوصا بعد أن صارت منازلنا تؤدي أدوارا كثيرة، مثل دور المكتب أو النادي الرياضي. هل تعتقد أن هذه التغييرات ستبقى على المدى الطويل، وهل تعكسها مجموعة “لايف”؟

لا شك في أن الجائحة غيّرت كل شيء، وسرّعت إلى حد كبير تغييرات كانت سارية المفعول. نتناول وجباتنا في مطاعم صممها أهم المهندسين المعماريين والداخليين العالميين. أليس من الطبيعي أن نتمنى هذا المعيار لمنازلنا؟

عموما، لا يمكننا دائما أن نصمم مكتبنا أو مكان عملنا، إلا إذا كنا أصحاب العمل، لكن لا شيء يمنعنا اليوم من تصميم مساحة عمل ملهمة في راحة منازلنا. وبالنسبة إلى الرياضة، فإن بعض أهم مزودي المعدات الرياضية المنزلية قد خصصوا في نهج عملهم مكانا محوريا للغة التصميم البصرية، لأن جميع الناس يحبون الأشياء الجميلة. كل ذلك يعكس الأذواق العصرية الراقية والطلب العالي الموجود اليوم على مساحات السكن الجذابة والرائعة. ستستمر المنتجات التي نعرضها في النمو والتطور مع مرور الوقت، وقد أخذنا كل هذه الحاجات بعين الاعتبار.

 

من بين العلامات التجارية الموجودة في “لايف”، نجد أسماء مرموقة في صناعة الأزياء. شهد العقد الأخير توسع الكثير من دور الأزياء الكبرى نحو الديكور المنزلي. ما الذي دفعها إلى اتخاذ هذه الخطوة برأيك؟

لو سألنا أي مصمم أزياء عظيم عن مصادر إلهامه، سيخبرنا عن المبادئ والرؤى خلف مقاربته الإبداعية والجمالية في بناء داره. في أذهان المصممين الناجحين، لم يقتصر الإبداع يوما على الخزانة فقط، حتى لو كان تصميم الأزياء عملهم الرئيس. ويخصص مصممون كثيرون وقتا كبيرا للعمل على تصميم متاجرهم وللتفكير في طريقة عرض مجموعاتهم وتقديمها. لم يكن هناك يوما وقت أفضل من الآن للتوسع الإبداعي نحو مجالات أخرى تعبّر عن وجهات نظرهم الشاملة.

 

ما أهم درس اكتسبته شركات التجارة الالكترونية الفاخرة خلال الجائحة، من ناحية الاستعداد للتحديات غير المتوقعة ومواجهتها؟

التمسك بقيمنا، والتركيز على ما يحتاج إليه حقا عملاؤنا. إذا كنت تعرف ما تمثله، وإذا خصصت وقتا للاستماع إلى عملائك والاهتمام بهم، فستكون قادرا على المضي قدما في الأوقات الجيدة والصعبة. حققنا نموا سريعا خلال السنوات الأخيرة، لكن يجب ألا ننسى أننا ما زلنا بوتيكا.

 

تتولى رئاسة الشؤون التجارية في “ماي تيريزا” منذ عام 2017. ما الجانب الأصعب في عملك؟

ضمان مستوى أداء عالٍ في كل ما نفعله. أمامنا الكثير من الفرص التي غالبا ما يكون عددها أكبر من اللازم؛ لذلك، نحن بحاجة إلى التركيز على الأهم بينها. عالم الموضة والتصميم يعطينا مساحة إبداعية هائلة تفتح أبواب سبل واتجاهات كثيرة تنتظر استكشافنا. فيجب علينا أن نبقي آفاق تفكيرنا واسعة وأذهاننا منفتحة، وفي الوقت نفسه تجنب كل الأشياء التي قد تلهينا وتشتت تركيزنا.

 

خبرتك المهنية في عالم تجارة التجزئة للمنتجات الفاخرة تشمل العمل لدى متاجر تقليدية ومنصات التسوق الإلكتروني. ما الفرق الأكبر بينهما؟

لا يوجد أي فرق على الإطلاق. قيم التسوق الفاخر هي نفسها في المتاجر التقليدية وفي المتاجر الإلكترونية، وإن عملاءنا يرونها جزءا من التجربة الفريدة ذاتها. يمكننا طبعا عرض عدد أكبر من المنتجات والسلع عبر الإنترنت مقارنة بمساحة محدودة بأربعة جدران، لكن ذلك لا يمنع فرق المبيعات من إعطاء الزبائن الذين يزورون متجرنا الواقعي في ميونخ، منفذا شبيها على أهم المجموعات الفاخرة. كذلك، إننا نبذل قصارى جهدنا لنقدم إلى عملاء الموقع الإلكتروني اللمسة الشخصية عينها التي يتوقعون إيجادها داخل المتجر التقليدي.

 

لقد عشت وعملت في دبي. ما مدى أهمية سوق الشرق الأوسط بالنسبة إلى “ماي تيريزا”؟ وكيف ترى نموكم في المنطقة؟

أحببت العيش في دبي واستكشاف مناطق مختلفة في الإمارات العربية المتحدة وخارجها، ولا تزال المنطقة عزيزة جدا على قلبي. ومن أروع ما لمسته هناك كان كرم الناس، وشغفهم بالتصميم والفخامة. منطقة الشرق الأوسط مهمة للغاية بالنسبة إلينا، وما زلنا نتعلم الكثير عن سبل التواصل مع عملائنا الشرق أوسطيين، ونواصل العمل على فهم ما يهمهم. نشاطنا بارز في الإمارات العربية المتحدة منذ سنوات عدة؛ كما أننا أقمنا حديثا أول فعالية واقعية لنا في المملكة العربية السعودية، وكان ذلك الحدث بالفعل لقاء رائعا لفرق عملنا وعملائنا على حد سواء. وننوي بكل تأكيد تعزيز وجودنا في المستقبل، فمن الضروري أن يشعر عملاؤنا بأننا نستثمر الوقت والطاقة في سبيل التعرف أكثر إليهم وإلى حاجاتهم.

 

هل تعتقد أن مجموعة المنتجات المختارة لفئة “ماي تيريزا لايف” الجديدة ستعجب الزبون الشرق أوسطي؟ ولماذا؟

رأيت بنفسي أهمية المنزل في الحياة اليومية التي يعيشها سكان الشرق الأوسط، وفهمت أنهم يفتخرون حقا ببيئاتهم الشخصية، ويستثمرون في الاعتناء بها وتصميمها، وهم في ذلك يتقدمون على الأرجح على من سواهم من مجتمعات العالم. أتوقع أنهم سيشعرون بارتباط طبيعي مع مصممي “لايف” ومنتجاتها، خصوصا لأن زبائننا يتميزون بأذواق رفيعة جدا وتوقعات عالية للغاية؛ كما أنهم سيطلعوننا على آرائهم وردود فعلهم، وهو أمر نحبه ونقدّره!

 

ما أكثر ما أحببته خلال إقامتك في دبي، وهل من الممكن أن تعود إلى المنطقة في المستقبل؟

سأنتهز أي فرصة للعودة إلى دبي ومنطقة الشرق الأوسط عموما، حيث كوّنت صداقات طويلة الأمد. الناس هم من يجعلون أي مكان رائعا، وقد ذهلت بدفء أهل المنطقة ورؤيتهم العصرية والتقدمية للعالم الذي يبنونه لأنفسهم، مع التمسك الدائم بقيمهم الخاصة. كما أحببت طبعا حسن الضيافة والكرم، والطعام، والثقافة، والقائمة تطول..

 

أخيرا، ما النصيحة التي تود مشاركتها مع شباب منطقتنا الذين يطمحون إلى النجاح في مجال التجارة الإلكترونية الفاخرة؟

على الإنسان أن يعمل في سبيل النجاح، وفق شروطه الخاصة، بعد تحديد ما يريد تحقيقه والتمسك بشخصيته الفريدة التي يحملها إلى كل عمل يختاره. لا تشكك أبدا في طريقة سير العمل؛ فتكون أحيانا سذاجتنا الفضولية أكبر نقاط قوتنا. تستطيع التكنولوجيا توفير حلول مدهشة للكثير من المشكلات التي نواجهها، لكن مهمتنا جميعا في نهاية المطاف تبقى جمع الناس معا وبناء مجتمعات مترابطة.

يمكنك أيضا قراءة