المرأة العصرية والراقية

Isabel May في حوار شيق مع محاور المشاهير عدنان الكاتب

شهدت منصات التجارة الإلكترونية المتخصصة في الأزياء الفاخرة إقبالا كبيرا في العقد الأخير بفضل تجربة تسوق تتميز بسهولتها وشموليتها وانسجامها مع أنماط العيش الحديثة. واستطاع متجر “ماي تيريزا”Mytheresa  الإلكتروني الذي أُسس عام 2006 في مدينة ميونيخ الألمانية، أن يتميز عن مواقع التسوق الأخرى المكرسة للأزياء والإكسسوارات الفاخرة، مقدما لعملائه مجموعة مختارة بدقة من أحدث تصاميم أهم دور الأزياء العالمية، مع تسليم سلس وسريع، وخدمة عملاء متفوقة ومتوفرة في لغات عدة، ومشاريع تعاون حصرية مع أهم العلامات التجارية.

حوار: عدنان الكاتب Adnan AlKateb

 

أقامت شركة “ماي تيريزا” Mytheresa  في شهر مارس الفائت أول فعالية لها في مدينة الرياض، مع عشاء أنيق وعرض لتشكيلة من أروع الملابس الجاهزة والحقائب والأحذية. في هذه المناسبة، التقيت “إيزابيل ماي”Isabel May  المدير العام وكبير مسؤولي تجربة العملاء في “ماي تيريزا”، والتي تخرجت في جامعة “لودفيغ ماكسيميليان”، وتبوأت على مدى عقدين مناصب إدارية كثيرة في قطاع الأزياء الفاخرة. وشاركتنا في هذا الحوار الحصري نصيحتها إلى رواد الشرق الأوسط، كما تحدثنا أيضا عن مقاربة موقع “ماي تيريزا” في اختيار القطع، وضمان تجربة فخمة ومريحة لكل عملائه، وأسرار النجاح في هذا القطاع.

 

يختلف نهج اختيار قطع الأزياء والإكسسوارات اليوم، ويعتمد على عوامل كثيرة شاملة، مثل نمط العيش، والجماليات، وشخصية الزبون. ما الرؤية والرسالة خلف مقاربة “ماي تيريزا” في اختيار قطع الأزياء المعروضة؟

الأمر يتمحور حول الإلهام، وليس التجميع. نتمسك برأينا في كل عملية شراء، ونحرص على إلهام عملائنا ومساعدتهم في إيجاد ما يريدونه بالضبط لمناسباتهم وخزاناتهم.

 

كيف تتجاوبون وتتفاعلون مع صيحات الموضة؟ وهل تشترون تصاميم بعض العلامات تحديدا لأنها تتماشى مع التيارات الموسمية الراهنة؟

نشتري ما نعتقد أن زبوننا سيحبه. نقدّم تصاميم أكثر من 250 علامة تجارية من بين أكثر العلامات رواجا، ونعمل في كل موسم على إعداد قائمة من القطع المفضلة، التي نختارها بعد أن نأخذ بعين الاعتبار الاتجاهات الحالية، طبعا إضافة إلى ما نراه على خشبات العروض وفي صالات العرض.

 

كيف تعرّفين عن الفخامة في عالمنا المتغير، حيث باتت الناحيتان العملية والوظيفية تلعبان دورا كبيرا في أسباب الشراء؟

هي شعور! التجربة الفاخرة تحرك عواطف الناس، وتبث السعادة في أنفسهم.

 

ما أهم الدروس التي يجب أن نتعلمها من تجارب النساء اللواتي يشرفن على إدارة منصات ومواقع التجارة الإلكترونية؟

لتحقيق النجاح في قطاع التجارة الإلكترونية الفاخرة، من الضروري الانتباه إلى كل تفصيل. علينا أن نتذكر دوما أن الزبون يأتي في المقام الأول، هنا يكمن مفتاح النجاح. لكن من غير السهل أن نضع مؤسسة بأكملها مكان العميل.

 

كيف تترجمون حاجات ورغبات الجيل الجديد فيما تقدّمونه؟

المنتج هو الأساس؛ ومهما اختلفت الفئات العمرية، فإن زبائننا يختارون دائما قطعهم المفضلة والتي تعبّر عن شخصياتهم. نحن لا نفرق وفق العمر، بل يتجه تقسيمنا إلى المشاعر والعواطف المختلفة وإلى الأسباب التي تدفع العميل إلى شراء منتج معين.

نوجّه أكبر حملاتنا إلى عشاق الأزياء الفاخرة، ونحاول تنويعها قدر الإمكان. ومنها مثلا تجربة الواقع الافتراضي بـ360 درجة على قمم جبلية في النمسا لمجموعة “مونكلير”، وفيديو مع فرقة موسيقية لعرض مجموعة الأزياء الرجالية الحصرية من “غوتشي”، ورحلة إلى بوليا وكابري وسان-تروبيه لإطلاق مجموعة “فالنتينو إسكيب” الحصرية.

 

هلا حددت لنا مفهوم تجربة الزبون في هذا العالم الافتراضي؟

هي تجربة عاطفية وعملية في الوقت نفسه. تبدأ بإيجاد القطع التي نحبها، وبعد ذلك يأتي إتمام عملية الشراء السلسة والسهلة على الموقع، وأخيرا استلام الشحنة بسرعة وفي الوقت المحدد. لحظة فتح المشتريات المغلفة أساسية، فهي لحظة مليئة بالفرح نفتح خلالها العلبة الصفراء، ونرى اسم الشخص الذي غلفها وأعدها لنا، ونفك العقدة الأنيقة.. تصورناها دائما لحظة يمضيها الزبون مع نفسه ومع الهدية التي قدّمها إلى ذاته.

 

هل يلعب عالم “ميتافيرس” الافتراضي دورا في “ماي تيريزا”؟ وهل ترينه جزءا من تجربة التسوق الإلكتروني على موقعكم في المستقبل؟

نحن نراقب تطورات عالم “ميتافيرس” عن كثب، لكننا لم نحدد بعد ما سيعنيه لنا، وكيف سيؤثر في عملنا.

 

ما رأيك بالرموز غير القابلة للاستبدال NFT، وهل تعتقدين أنها مفهوم قد يجذب اهتمام “ماي تيريزا”؟

قد تكون هذه الرموز مثيرة للاهتمام إذا استطعنا ربطها بمفتاح شيء يمكنك اختباره فقط من خلال هذا الرمز القابل للاستبدال.

 

بِمَ تنصحين رواد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط الذين يريدون النجاح في تأسيس وإدارة منصات مخصصة للتجارة الإلكترونية الفاخرة؟

أصغوا إلى عملائكم، واعملوا على كل التفاصيل، واجعلوا التجربة شخصية قدر الإمكان بالحفاظ على التفوق الإداري في منظمتكم، واحرصوا على معرفة زبائنكم المحتملين واكتشاف مصادر معلوماتهم.

 

بعد جائحة “كوفيد-19″، ما أبرز التغيرات التي شهدها موقعكم في عادات الشراء؟

يشتري اليوم زبائننا من جديد القطع التي يريدونها لمناسبات معينة، من السفر والحفلات إلى مآدب العشاء واجتماعات العمل. فقد عادت كل هذه المناسبات والفعاليات، ويرغب الناس في التأنق والتألق مرة جديدة! لكن الناس اليوم أكثر وعيا وإدراكا وانتباها لما يشترونه، والجودة مهمة للغاية بالنسبة لهم.

 

هل تلعب الاستدامة دورا في عمل “ماي تيريزا” وفي مجموعة المنتجات التي تبيعونها؟ وما الأهداف والقيم التي تتمسكون بها فيما يتعلق بالممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات؟

أعلنّا رؤية المبادرة التي نلتزم بها بعنوان Mytheresa Commitment، مع جداول زمنية واضحة ومؤشرات أداء رئيسة سننشرها لاحقا. يرتكز التزامنا على أربعة أعمدة: كوكبنا Myplanet، والمواهب Mytalent، والمنتجاتMyproduct ، والسياسات Mypolicy. الاستدامة رحلة، وليست وجهة أخيرة، لذلك تتجلى في الممارسات الصحيحة بدلا من تقيّدها بأهداف. في عالم أصبحت فيه الاهتمامات البيئية والاجتماعية والحكومية أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، نريد تطوير أعمالنا وتنميتها بالطريقة الأكثر استدامة.

 

هلا أخبرتنا عن أبرز الصيحات وأنماط السلوك الشرائي، والعلامات التجارية المفضلة التي تلاحظونها من زبائكم في منطقة الشرق الأوسط؟

يختلف العميل كثيرا من منطقة إلى أخرى، لكننا نلاحظ في الوقت نفسه أن العلامات المفضلة والمنتجات الأعلى طلبا متشابهة على مستوى العالم. وقد تتفاجأ حين تطلع على قوائم الماركات العشر الأولى في الأسواق المختلفة، فترى أن الاختلاف بينها ضئيل. زبائننا في الشرق الأوسط مثقفون للغاية حول كل ما يتعلق بالأزياء الفاخرة، ويسافرون كثيرا حول العالم، ويريدون التأنق لمناسبات كثيرة. لذلك، نرى أن الملابس المسائية تلعب دورا أكبر في أنماط الشراء في الشرق الأوسط، مقارنة بالمناطق الأخرى.

 

هل تخططون في “ماي تيريزا” لدعم مواهب منطقتنا، وإضافة منتجاتهم وتصاميمهم إلى مجموعتكم؟

تعاونّا منذ فترة قصيرة مع شابة سعودية في حملة خاصة، ونحن سعداء جدا بالنتيجة. محتوى الحملة يعبّر بالضبط عن الرسالة التي نريد إيصالها، فتعكس بالفعل جوهر “ماي تيريزا” الحقيقي، بأسلوب محلي وفاخر للغاية! وزرت حديثا السعودية للمرة الأولى، حيث أقمنا حفل عشاء دعونا إليه أصحاب المواهب الإبداعية والصحفيين والزبائن المحليين. نقاط الاتصال الواقعية والملموسة التي تجمعنا بزبائننا تهمنا كثيرا، وسنواصل العمل عليها في سوق الشرق الأوسط.

يمكنك أيضا قراءة