محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور المصممة الإيطالية إليزابيتا فرانكي
خلال تواجدها في دبي لمدة ديومين خلال الشهر الماضي خصتنا المصممة الإيطالية المبدعة “إليزابيتا فرانكي” Elisabetta Franchi بزيارة حميمية إلى مكتبنا والتقت مع رئيسة التحرير مي بدر وأسرة التحرير، وامتلأ مكتبنا بالفرح والتفاؤل اللذين تعكسهما دوما هذه السيدة القوية والملهمة، ودار الحديث بينها وبين أسرة التحرير عن عملها ومجموعاتها الأخيرة، ومصادر إلهامها ورؤيتها للأناقة العصرية، وكذلك عن إعادة تصميم ديكور المتجرين الأساسيين لعلامتها في دبي، وبهذه المناسبة أجريت معها حوارا موسعا تعرفت فيه عن قرب على هذه الإنسانة الرائعة والمصممة المتميزة، ورائدة الأعمال العصامية، والناشطة الاجتماعية الشغوفة التي تحدّت العقبات، وحققت بيديها حلم طفولتها، فأطلقت بلا مساعدة علامتها العالمية الموجهة للمرأة الواثقة والمتمكنة، والتي تعشق الأناقة الأصيلة والأنوثة الأبدية السحر.
حوار: عدنان الكاتبAdnan AlKateb
أخبرينا عن مشروع تجديد متجريك الأساسيين في دبي. ما أبرز التغييرات الرئيسية في الديكور، ولماذا اخترتم هذا التوقيت؟
تركزت عملية إعادة التصميم على تغيير شكل الديكور والتفاصيل الزخرفية بالكامل، وهو ما أسهم في إنشاء مساحة تعكس أسلوب “إليزابيتا فرانكي”. والتغييرات التي أجريناها الآن تواكب المرحلة المهمة التي تشهدها دبي مع معرض “إكسبو 2020” وما يثمره من سياحة وافدة.
إلى أي مدى تشاركين في تصميم ديكور بوتيكاتك، وما العنصر الأهم الذي تحرصين على وجوده في جميع عناوينك حول العالم؟
تعكس متاجرنا الفكرة الكامنة وراء علامتي التجارية: إن دخول أحد متاجري يعني دخول عالمي؛ فكل قطعة أثاث تعكس الطابع الجمالي الأنثوي والراقي الذي تتسم به دار الأزياء التي أسستها.
بعد زيارتك منطقة الشرق الأوسط، ما انطباعك عن أناقة المرأة العربية؟
تمثل منطقة الشرق الأوسط إحدى أسواقنا البالغة الأهمية. تتمتع المرأة العربية بأسلوب فريد وأنيق يتميز بإيلاء اهتمام فائق بأدق التفاصيل، وترتدي نساء عربيات كثيرات أحدث أزيائي، وأنا فخورة للغاية بذلك.
هل تجدين قواسم مشتركة بين أسلوب المرأة العربية والمرأة الإيطالية في تنسيق الأزياء وارتدائها؟
النساء العربيات والإيطاليات على حد سواء يعشقن لمسة الأنوثة الرقيقة.
في عرض مجموعتك لموسم خريف وشتاء 2022 خلال أسبوع الموضة في ميلانو، شاركت شخصيات مؤثرة من العالم العربي. لماذا وقع اختيارك عليهن؟ وكيف كانت تجربة التعاون معهن؟
بالنسبة إلى عرض أزيائي الأخير، قررت أن أستعين على منصة العرض ببعض النساء اللواتي يرتدين ملابسي حول العالم. تمثل كل من “أنابيلا هلال” و”ديما الأسدي” و”العنود بدر” و”زينب الحلو” علامة “إليزابيتا فرانكي” في بلدانهن منذ سنوات، وقد شرفني كثيرا وجودهن في عرض أزيائي وإلى جانبي.
أهديت مجموعة خريف وشتاء 2022 إلى المرأة الثائرة والأصيلة والمرموقة. كيف تستطيع المرأة برأيك أن تبقى أصيلة وصادقة مع نفسها في عالمنا المتغير باستمرار؟
المرأة التي أشيد بها من خلال هذه المجموعة هي المرأة التي تعبر عن طابع أنوثتها الأصيلة بكل أريحية. للمرأة اليوم فرصة إظهار قوتها ووعيها الذاتي، وأهم من ذلك كله، قدرتها على تأدية أكثر الأدوار تنوعا دون أن تضطر إلى التخلي عن أناقتها.
فيما نستقبل فصل الربيع، هلا أخبرتنا عن مجموعتك لموسم ربيع وصيف 2022؟ أين وجدت مصادر إلهامك لدى تصميمها؟
لدى تصميم إطلالات المرأة التي تعشق السفر واكتشاف الوجهات الجديدة، استوحيت من اثنين من أكثر الأفلام التي أحبها: “المريض الإنجليزي”، و” الخروج من إفريقيا”. استقيت إلهامي من هذا العالم السينمائي، لأن امرأة المجموعة الربيعية هي امرأة ترغب في السفر بعقلية منفتحة من دون أن تقيدها أي حدود.
كيف انطلقت في هذا المسار المهني؟ وهل كنت دوما مهتمة بعالم الموضة؟ وما أولى ذكرياتك عنه؟
كنت في البداية مصممة أزياء “غير مرخصة” نظرا إلى أنني لم أكن أملك الخبرات السابقة التي يمتلكها أي مصمم تقليدي. الطريق لم يكن سهلا أو ممهدا، بل كان عليّ شق دربي بنفسي والكفاح من أجل تحويل حلمي إلى واقع عملي، خصوصا أنني لم أملك الوسائل اللازمة للبدء. خطوة تلو الأخرى، تمكنت من تمهيد الطريق أمام مسيرتي المهنية، وأصبحت الرؤية واضحة للغاية أمام عيني. بدأت العمل عام 1996 بافتتاح دار صغيرة في مدينة بولونيا، مسقط رأسي، وبعد عامين، أسست شركة “بيتي بلو” التي أثمرت إنتاج مجموعة “سيلين بي”، والتي أصبحت العلامة التجارية التي تحمل اسمي اليوم.
وبالنسبة إلى ذكرياتي، أود أن أقول: إن شغفي بالأزياء بدأ منذ أن كنت طفلة تلبس الثياب لدميتها الوحيدة “بيتي دول”. كنت أستمتع بصنع الملابس واستخدام الخرق وقصاصات القماش التي كنت أجدها في المنزل، وهكذا بدأ كل شيء.
من المرأة التي تعتبرينها قدوتك الأولى؟ وما أهم شيء تعلمته منها؟
هناك نساء أيقونيات بالنسبة إلي، وأستمد إلهامي منهن دائما. من بينهن “جاكلين كينيدي” التي تلهمني بأناقتها ورصانتها وبساطتها التي لا تصدق، و”أمل كلوني” و”أنجيلينا جولي” بأدوارهما المتعددة ومناصرتهما لقضايا بالغة الأهمية، وكل النساء اللواتي صنعن أو سيصنعن التاريخ بعملهن الدؤوب وبصفاتهن الرائعة التي تجعلنا جميعا نحبهن ونعجب بهن من بعيد.
وبالحديث عن النساء اللواتي يؤثرن في حياتي بطريقة أكثر واقعية، فإن ابنتي “جينيفرا” أي “طفلتي الصغيرة” هي بلا شك الأهم. وعلى الرغم من محاولتي أن أصبح نموذجا يحتذى به، فلا بد من أن أعترف بأنها هي في الأغلب من تلهمني بعفويتها وبراءتها.
كيف تصفين أسلوب امرأة “إليزابيتا فرانكي”؟
إن أناقة المرأة التي ترتدي أزياء “إليزابيتا فرانكي” هي أناقة كل النساء اللواتي يبحرن في الحياة بقوة وإصرار دون أن يتخلين عن أنوثتهن وأناقتهن. فهي المرأة التي تشعر دوما بالرضا عن شكلها، وتتصرف بأريحية حيال ما يحيط بها من ظروف، وهي المرأة التي تفيض عذوبة وأناقة سواء أكانت ترتدي ثيابا بسيطة غير رسمية أم ثيابا رسمية للغاية.
في ظل كل التحولات التي شهدتها صناعة الأزياء في العامين الأخيرين، ما أكبر تغيير دائم نتج عن الجائحة؟
أعتقد أن التغيير الحقيقي الذي نشأ عن فترة التباعد الاجتماعي التي مررنا فيها خلال هذه الجائحة، هو القدرة على النظر إلى الأشياء بعيون مختلفة دون التعامل مع أي شيء باعتباره أمرا مسلما به.
كيف تبنّت شركتك مبادئ الاستدامة، خصوصا أنك ناشطة ومناضلة معروفة من أجل حقوق الحيوان؟
لطالما تبنيت سياسات تهدف إلى حماية الحيوانات عبر القضاء على استخدام الفرو وصوف “أنغورا” وريش الأوز في المجموعات التي أصممها. إن نسبة 94 في المئة من إنتاجنا حاليا تخلو من المنتجات الحيوانية، وهدفنا هو ضمان خلوها تماما من هذه المنتجات، عبر ابتكار ملابس وإكسسوارات مصنوعة بالكامل من مواد ومنسوجات غير حيوانية.
إن الحيوانات بمنزلة عائلتي الممتدة. وقد أطلقت عددا لا بأس به من المبادرات لحمايتها وحماية حقوقها التي لم أتوانَ في السنوات الأخيرة في الدفاع عنها من خلال مؤسستي “إليزابيتا فرانكي أونلوس”.
كيف تحافظين على التوازن بين أدوارك المختلفة: رائدة أعمال، ومصممة أزياء، وناشطة في مجال حقوق الحيوان، وأم، وزوجة؟
إن التوفيق بين الأدوار والمسؤوليات المتعددة ليس بالأمر السهل أبدا، ولا مفر من أن يتأثر أحد هذه الأدوار. تؤدي رائدات الأعمال وصاحبات المشاريع دورا مهما للغاية في المجتمع، وغالبا ما نضطر إلى العمل لساعات إضافية في الوقت الذي تقع فيه على عاتقنا مسؤولية رعاية الأطفال والمنزل.
ما النصيحة التي تقدّمينها إلى الشابات اللواتي يحاولن تحقيق أحلامهن الريادية وبناء شركاتهن الخاصة وسط المنافسة الشرسة؟
إحدى المعارك التي أواصل خوضها هي السعي إلى إيصال رسالة إلى النساء، مفادها أن كل شيء ممكن، وأن بإمكانهن تحقيق كل ما يرغبن فيه. شعار “إذا كنت ترغب في شيء، يمكنك حتما الحصول عليه” هو من الشعارات المفضلة لدي، وأنا لا أزعم أن الأمر سهل، ولكن إذا لم نكن نحن من يعمل لتحرير أنفسنا من حالة التبعية التي تحصرنا في دور واحد وحيد، فلن يتغير شيء أبدا. وانطلاقا من خلفيتي الثقافية وتجاربي الشخصية، فإنني آمل أن أصبح نموذجا يحتذى به ومصدر إلهام لجميع النساء.