العلاقة المعقدة بين الدهون وحصوة المرارة
أظهرت دراسة حديثة نشرت نتائجها مؤخرا العلاقة بين الدهون في الدم، والأهداف المعدلة للدهـون، والتحصّي الصفراوي. وهو مرض ناجم عن تكوين حصوات المرارة.
وتقدم الدراسة التي نشرت في مجلة Gut الضوء على العلاقة المعقدة بين الدهون في الدم، والأهداف المعدلة للدهون، والتحصي الصفراوي، وهو مرض شائع يتميز بتكوين حصوات المرارة.
حيث قاد الباحثون في المستشفى الأول بجامعة جيلين الدراسة، التي استخدمت مزيجًا من أساليب المراقبة والعشوائية المندلية (MR) لفحص هذه الارتباطات بدقة.
عامل يسبب الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية
تحص صفراوي هو اضطراب الكبد الصفراوي السائد الذي يؤثر في المقام الأول على السكان الغربيين. وهو عامل خطر كبير للإصابة بسرطان القنوات الصفراوية، وهو نوع من سرطان القناة الصفراوية. يعد فهم عوامل خطر الإصابة بتحص صفراوي أمرًا بالغ الأهمية لتطوير طرق الوقاية والعلاج الفعالة.
واستكشفت الأبحاث السابقة دور الدهون في الدم وأهداف تعديل الدهون في تطور تحص صفراوي. ومع ذلك، كانت النتائج غير متسقة، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من التحقيق. وهدفت الدراسة الحالية إلى معالجة هذه الفجوة من خلال إجراء تحليل شامل لهذه العلاقات.
استخدمت الدراسة بيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهو مورد واسع النطاق للبنك الحيوي، لفحص الارتباط بين الدهـون في الدم (الكوليسترول الكلي، LDL-C، HDL-C، والدهون الثلاثية) وخطر الإصابة بتحص صفراوي.
انخفاض الكوليسترول يزيد خطر الإصابة بحصوات المرارة
كما وجد الباحثون أن مستويات LDL-C وHDL-C في الدم ارتبطت بشكل عكسي مع خطر الإصابة بتحص صفراوي. مما يشير إلى أن انخفاض مستويات LDL-C وارتفاع HDL-C ارتبطا بانخفاض خطر تكوين حصوات المرارة.
ومن المثير للاهتمام أن العلاقة بين إجمالي الكوليسترول في الدم وتحصي الصفراوية كانت غير خطية. حيث يرتبط انخفاض مستويات الكوليسترول بزيادة خطر الإصابة بحصوات المرارة.
كذلك تتناقض هذه النتيجة مع الحكمة التقليدية، التي تشير إلى أن انخفاض مستويات الكوليسترول مفيد للصحة بشكل عام. كما استخدم الباحثون MR، وهو نهج وراثي، للتحقيق في الآثار السببية للدهون في الدم والأهداف المعدلة للدهون على خطر تحص صفراوي.
تفاعل الدهـون في الدم مع العقاقير المعدلة للدهون قد يؤدي إلى التحصّي الصفراوي
ويستخدم الرنين المغناطيسي المتغيرات الجينية كبديل لعوامل خطر محددة، مما يسمح بتقييم العلاقات السببية دون التأثيرات المربكة لنمط الحياة والعوامل البيئية.
كما دعمت تحليلات التصوير بالرنين المغناطيسي النتائج الرصدية، مؤكدة أن انخفاض إجمالي نسبة الكوليسترول في الدم وارتفاع مستويات الدهـون الثلاثية كانت عوامل خطر سببية مستقلة لمرض التحصي الصفراوي.
وتوفر نتائج هذه الدراسة رؤى قيمة حول التفاعل المعقد بين الدهـون في الدم، والأهداف المعدلة للدهون، وخطر تحص صفراوي.
واقترح الباحثون أن هذه النتائج يمكن أن تساعد في تطوير استراتيجيات تقييم المخاطر الشخصية والتدخلات العلاجية المحتملة للوقاية من تحص صفراوي.