ريم أبو سمرة: ترسم الأمل في لوحة مقدمة لمتضرري الزلزال
الحرب والأمل هي موضوعات متناقضة تجذب انتباه الفنانين لتجسيدها على اللوحة، ولأن الأمل هو عنصر أساسي يتيح لنا قوة الإرادة والتفاؤل للتغلب على الصعاب في زمن الحرب، لذلك أرادة سيدة الأعمال والمؤثرة عبر منصات التواصل الاجتماعي ريم أبو سمرة، أن تجسد هذه الحالة المعاكس على لوحتها لكون الرسم واحد من أكثر الفنون إثارة للانتباه، ولإيصال رسالة أكثر فعالية وتأثيرا، ريم أبو سمرة تحدث أكثر عن الفكرة وسبب اختيارها في حوار أجرته مجلة “هي” ننقله أدناه.
*في البداية.. ما هدفك الأساسي من رسم اللوحة لا سيما أننا عرفنك مؤثرة عبرة منصات التواصل الاجتماعي وسيدة أعمال ناجحة ؟
بعد تعاقب الأزمات على وطني الأم سورية والتي كان أخرها الزلزال الذي هز قلوب العالم قبل أن يهز أبنائها، قررت تلخيص أفكاري ومشاعري والأحاسيس التي بداخلي من خلال ابتكار فكرة فنية وتنفيذها على شكل لوحة فنية نفذتها بمشاركة الرسامة اللبنانية سوزي ناصيف أطلقنا عليها اسم “Infinite love”، والهدف الأساسي منها هو التبرع بعائد اللوحة لمتضرري الزلزال.
*لماذا تم اختيار الرسم كطريقة لتقديم الدعم مع العلم أنك تستطيعين تقديم مساعدات بطرق مختلفة؟
كلنا يعلم أن الفن لغة عالمية يفهمها الجميع وهو من أفضل الطرق لإيصال الرسائل، وبالفعل كان بإمكاني تقديم المساعدات بطرق مختلفة وفعلا هذا ما فعلته ولكن دون الإشارة إليه، أما هنا ومن خلال اللوحة كان هدفي مختلف هدفي تشجيع الأشخاص على تنمية حس الابتكار والإبداع في إيجاد أفكار تساهم وتساعد في دعم الإنسانية أي كانت إمكانياتهم وتخصصاتهم، فليس بالضرورة أن أمتلك ثروة حتى أقدم الدعم بل هناك طرق مختلفة ، وكذلك أعتقد أن الفنون بأجمعها ومنها الرسم طريقة لتوثيق ما نمر به.
*ماذا تجسدين من خلال اللوحة؟
حكاية مؤثرة لمنازل مدمرة وأحلام محطمة، وقلوب اعتصرها الحزن، لكن المشهد الذي أردت إيصاله بأن بصيص الحب والأمل لم ينتهي مثل شعاع شمس يطل علينا من ثنايا غيوم اليأس، كذلك تم وضع العين وسط اللوحة، لتكون دلالة على الحب ونور الأمل القادم رغم الحزن والألآم التي مرت بها سورية.
*في اللوحة بالونات وطفلة صغيرة ،تروى زهر الياسمين وأيادي كثيرة ما هي الرسالة التي تودين إيصالها؟
الأمل والحب والإنسانية عناصر رسالتي، فالبالونات تدل على تجليات الأمل التي يحتضن كل منها قلباً، ترتفع نحو سماء زرقاء إلى ما لا نهاية، وصلوات بلغة كل الأديان تعد ببداية جديدة، وميلاد جديد لسوريا الجريحة ولأن البالونات محطات للفرح يتبدد الحزن وتنتعش في داخلك بذور الفرح ويتجدد الأمل.
والطفلة الصغيرة هي رمز الغد المشرق الذي سيصنع بأيدي الأجيال القادمة التي ستروي بذور الياسمين ليتفتح من جديد بقلب دمشق العريقة، وهي رمز لكل الأطفال العائدين من الموت وسوف يبنون سورية الحديثة رغم كل ما مر عليها ورغم تعاقب الحقب ستبقى تلك الأرض منبت للحضارات وجامعة لمزيج من الأطياف الدينية التي تلتقي جميعها في إعادة الأمل وإعمار ما أورثه الدمار.
أما مشهد الأيادي فهو كناية عن تضافر الجهود وهي تمد جسور الأمل ويد العون لضحايا الزلزال الذي دمر البيوت والمنازل وخطف الأرواح بسرعة البرق في ورغبة صادقة ليأخذوا بأيدي السوريين نحو نور الشمس ونحو مستقبل جديد.