الدكتور ينال سلام يؤكد أهمية اللقاحات بمناسبة أسبوع التحصين العالمي
بمناسبة أسبوع التحصين العالمي 2022 الذي أقرته منظمة الصحة العالمية في الفترة من 24 إلى 30 أبريل، أكد الدكتور ينال سلام، أخصائي الطب الباطني أهمية النّظر إلى تاريخ استخدام اللقاحات للتمكن من فَهم مدى أمان استخدام اللقاح، وأضاف إلى أن أول لقاح للوقاية من مرض الجدري قام بتطويره الطبيب الإنكليزي إدوارد جينر، والتي كانت نقطة البداية للتوعية العالمية بضرورة استِباق الوقاية من الأمراض باستخدام اللقاحات عِوَضاً عن العلاج منها بعدَ وقوعِها. وتلا ذلك العالِم الفرنسي لويس باستور الذي ابتَكَرَ أول لقاحٍ مُصَنَّع مِخبَرِياً لِلوقاية مِن داء الكَلَب، وَسرعان ما اعتُبِرَت اللقاحات الاختراع الثّورِيَّ الأكثرَ تداوُلاً في القرن العشرين، حيثُ ساهمَت في الوقاية من أمراض مستعصية عِدّة منها مرض شلل الأطفال الذي ساهمَ رَواجُ استخدامِ اللقاح في القضاء عليه، وَالدفتيريا، الكزاز، الجمرة الخبيثة (أنثراكس)، الكوليرا، الطاعون، التيفوئيد، السل، وغيرها من اللقاحات التي طُوِرت منذ بدايات القرن العشرين.
وحول أهمية اللقاحات، قال الدكتور ينال: “تَعودُ أهميّة تداوًل اللقاحات في المجتمعات، إلى دَورِها الكبير في الوقاية من الأوبئة وَالأمراض قبل حدوثِها، وَبالتالي الحدّ من التداعيات وَالمُضاعفات الصحية المُرافِقة للإصابةِ بها. يخضع كلُّ لقاح يتم تطويرُهُ لسلسلةٍ من التجارب المخبريّة وَالسريريّة قبلَ طَرحِهِ في الأسواق في متناوَل الناس، وَبهدف التحقّق من كَونِهِ آمِناً وَفعالاً للاستخدام البشري.”
وأكد الدكتور على أهمية الالتزام باللقاحات لكافة الفئات العمرية، وأضاف قائلاً: “من المعروف أنّ استخدام اللقاحات لا يَنحَصِرُ بِمرحلة الطفولة فَحَسب، بل مِنَ الممكِن إعطاؤها في مراحل عمرية مختلفة. فَفي سنّ المراهقة على سبيل المثال، يُمكن استخدام لقاح HPV الأساسي للوقاية الاستباقيّة من فيروس الورم الحليمي البَشري المُسَبِّب لِسرطان الرّحم. كذلك فإنه في مراحل عمرية متأخرة، بالإمكان إعطاء لقاح نيموكوكال الواقي من الإصابة بالنزلات الصدرية والالتهابات الرئوية الحادّة التي قد تؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة. وَلا نَنسى طبعاً اللقاحات الدوريّة التي ينبغي تجديدُ أخذِها سنوياً لكافة الفئات العمرية مثل لقاح الأنفلونزا الموسمية.”
وقد أشار الدكتور ينال إلى وجود عدداً من المعتقدات الشائعة والتي ليس لها أي أساس من الصحة، ومن أبرز هذه المعتقدات هو بأن اللقاحات تضعف الجهاز المناعي، إذ هذا يعتبر نقيض لما هو صحيح، فإنّ اللقاحات تَعملُ على تنشيط الذاكرة المناعية لِلخلايا تِجاهَ البكتيريا أو المرض الذي جرى استخدام اللقاح للوقاية منه. وَبالتالي المساهمة في السيطرة على أية مضاعفات قد تنجمُ عن استفحالِهِ في الجسم.
وخلال حديثه، أكد الدكتور ينال على أهمية استغلال أسبوع التحصين العالمي في تعزيز التوعية لدى الأفراد بضرورة المواظبة على أخذ اللقاحات، لِما لذلك من دَور رئيسي في تخفيف الضغط على المؤسسات الصحية من مستشفيات ومراكز طبية عن طريق وقاية الناس مُسبَقاً من الأمراض والأوبئة وَحمايَتِهم من مضاعفاتِها الخطيرة.
واختتم الدكتور ينال حديثه بقول: “لا شكَّ أن الابتكار وَالتطوير العلمي المتواصِل الذي يشهدَهُ عِلمُ اللقاحات هوَ شرط أساسي للمساهمة في إيجاد عالَمٍ صحيّ خالٍ من الأمراض وَالأوبئة. حيث َتتضافَر الجهود وَالتطلّعات الطبية وَالعلمية بشكلٍ متواصل نَحوَ مجتمعاتٍ إنسانية تنعَمُ بصحة جيدّة وَرفاهٍ صحيّ جيّد.”