عدنان الكاتب.. صحفي عربي يطرق أبواب جينيس
نسمع كثيرا عن نجاحات صحفية قام بها كبار الإعلاميين والصحفيين الغربيين، نندهش للحظات من بعض الإنجازات، ثم ما نلبث أن نعزوا ذلك إلى الإمكانات المتاحة لهم، غير أننا سنندهش أكثر حين نعلم أن صحفيا عربيا متميزا مرشح للدخول في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، حيث تتابع الصحافة العربية والعالمية حاليا باهتمام نجاحات محاور المشاهير عدنان الكاتب، وتصدره قائمة أهم الإعلاميين والمدونين في العالم.
ومن بين الصحف التي اهتمت بنجاحات الكاتب المعروف أيضا بلقب الشبح ورجل الظل، جريدة الخليج الإمارتية العريقة، وفيما يلي تحقيقها حول محاور المشاهير:
كتب ومجلات وأوراق تتزاحم فوق مكتبه، ومع هذا احتفظ الإعلامي البريطاني من أصول سورية “عدنان الكاتب” مدير تحرير مجلة “هي”، بحبات الياسمين والفل على مكتبه لتنثر العطر في المساحات، شخصيته الهادئة لا توحي بكم الإنجازات الصحفية التي حققها طوال سنواته، ومن أهمها أنه أول إعلامي عربي ينفرد بأكثر من 1000 حوار مع أهم المشاهير في العالم، ومن بينها 40 حواراً مع أهم نجمات في العالم، من مستوى الصف الأول، لقب بعدد من الألقاب منها “محاور المشاهير” و”رجل الظل” أو “الشبح”، وما أن تضع اسمه في محرك البحث الإلكتروني إلا وتجد عدداً لا حصر له من الحوارات الموثقة مع الصور، وموجودة بمواقع الكترونية عالمية، وهذا ما دفع القائمين على موسوعة غينيس للأرقام القياسية، للتواصل معه وإدراجه ضمن صناع الأعمال النادرة في العالم . التقته “الخليج” للتعرف إلى سر الأرقام القياسية، وسبل الوصول إلى النجوم مع الاطلاع على مبادئه وأساسياته المهنية والحياتية مع الشخصيات المعروفة في العالم .
* ما الانطلاقة الرئيسية التي فتحت لك أبواب الحوارات الحصرية مع المشاهير إلى أن لقبت ب “محاور المشاهير” على مستوى العالم؟
– بما أنني مدير تحرير مجلة “هي” يطلب العملاء وهم من أسماء كبيرة في مجال التجميل والماركات والمجوهرات حوارات حصرية لنجومهم (وهم النجوم والمشاهير الذي يسوقون منتجاتهم) وعلى هذا الأساس أسافر كثيراً حول العالم وألتقي هؤلاء، وأجري حوارات حصرية معهم وغالباً ما تكون تلك مع نجمات لأن مجلتنا نسائية، ومن أهم تلك الحوارات التي أعتبر أنها فتحت لي أبواب الشهرة، الحوار الذي أجريته قبل 10 سنوات مع النجمة الإيطالية مونيكا بيلوتشي .
* اذكر لنا عدداً من الأسماء التي حاورتها، خصوصاً أنه ربما لم يتمكن أي صحفي من إجراء كل هذا الكم والنوع من الحوارات العالمية؟
– من أهم اللقاءات الحصرية والموضوعات المميزة التي أعتز بها أول حوار مع سمو الأميرة هيا بنت الحسين، ومن أهم حواراتي مع النجمات العالميات: جوليا روبرتس، ومونيكا بيلوتشي، وجنيفر لوبيز، وليتيسيا كاستا، وديان كروغر، وبليك ليفلي، وإيمي آدمز، وباريس هيلتون، وإيما واتسون، وتشارليز ثيرون، كما حاورت الكثير من الشخصيات النسائية القيادية العربية مثل د . سهير القرشي، ود . خولة الكريع، ود . أفنان الشعيبي، ومنى أبو سليمان، إضافة إلى أهم المصممين العالميين .
* كيف تمسك خيوط الحوار، وتكسب ثقة النجمات العالميات اللواتي ربما يكون من الصعب إرضاءهن؟
– أهم ما يشغلني هو انطباعي الشخصي عن النجمة التي أقابلها، وكيفية توظيفه في سياق الحوار بأن يكون غير مستفز، ويتصف بالذكاء واللباقة، لأحصل على ما أريد، ويدعم هذا مهاراتي الصحفية وخبرتي الطويلة، وطلاقتي في التحدث باللغة الإنجليزية، وعدم تقيدي بالوقت المحدد للحوار الذي يفرض عليّ . منذ شهرين انفردت بحوار رائع مع النجمة العالمية الشهيرة جيزيل بونشون التي لم يتمكن أي صحفي عربي من الوصول إليها، وكنت محظوظاً بهذه الشخصية الجميلة التي امتد الحوار معها أكثر من ساعة، علماً بأن علاقتي مع الكثير من النجمات تستمر ولا تنقطع بعد الحوار، وغالباً ما ألتقي النجمة نفسها أكثر من مرة، وأعتز أن بعضهن بتن صديقات مقربات أتواصل معهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، السر في نجاح العلاقة مع هؤلاء النجمات هو في أن نكسب ثقتهن .
* حققت صفحتك في ال “فيس بوك” رقماً قياسياً لم يصل له أي صحفي عربي من قبل، ما السر في ذلك؟
– وصل عدد المعجبات والمعجبين بصفحتي إلى الآن أكثر من مليونين وأربعمئة ألف، والرقم في تزايد مستمر، فكل يوم يزدادون ما بين 7 إلى 10 آلاف معجب، ويزورها أسبوعياً أكثر من 20 مليون شخص معظمهم من النساء، والسر ليس في حصرية الحوارات التي أجريتها مع المشاهير فقط، إنما في كتاباتي ونوعية الموضوعات والأفكار التي أوجهها للعالم، ويتفاعل معها عشرات الآلاف في الصفحة، هناك أمور اجتماعية وعائلية أطرحها وتفتح باب النقاش الجاد، كما أوجه مجموعة من النصائح والاستشارات لمن يحتاجها من كل العالم، فهاجسي الأول تقديم إنتاجي الفكري بعد سنوات طويلة وخبرة في الحياة، وهذه الصفحة من أهم أسباب شهرتي، وقربي من الناس .
* وأنا أتصفح كتاباتك، لاحظت اهتمامك بالحكم والعبارات الأدبية .
– قبل أن أكتب أي شيء في صفحتي أبدأ صباحي بنشر دعاء جميل لأصدقاء الصفحة، وفي المساء أودعهم بدعاء، وهكذا، أما بالنسبة لتأثري بالشعر والأمثال والحكم فهذا صحيح، ومن بين الأبيات والحكم والعبارات التي تعني لي الكثير وأعتز بها، ورافقتني طوال سنوات: “ازرع جميلاً ولو في غير موضعه، فلن يضيع جميل أينما زرع”، وآخر يقول: “السمعة الحسنة كشجرة الزيتون، تنمو بطيئاً لكنها تعيش طويلاً” .
* معروف بصداقاتك الوطيدة مع النجوم، التي تستمر لسنوات، هل تعتمد أسلوباً خاصاً؟
– الصدق مع النفس قبل أي شي سواء في الصحافة أو في الحياة العادية، هو الذي يوفر حالة من الود والمحبة والعفوية مع الجميع، وبالفعل هؤلاء المشاهير هم أناس عاديون مثلنا وبسطاء للغاية على عكس ما يشاع عنهم وعن عالمهم الخيالي الذي يعيشون فيه، لا يعيشون في أبراج عاجية، لكن مرافقيهم ومساعديهم هم الذين يجبرونهم على العيش بهذه الطريقة ويبعدونهم عن التواصل مع الناس والمعجبين، وهم من يحدون تحركاتهم ربما بسبب الخوف (بل الرعب) من صحفيي الفضائح ومصوري الباباراتزي، ممن يصطادون النجوم في أماكن خاصة ليحققوا سبقاً صحفياً .
* هل كان من الممكن أن تحقق نجاحك لو أنك بقيت في سوريا؟
– لا أكترث لأي صعوبات، وبالطبع كنت لأحققه لأنني مهما بعدت عن بلدي فدمائي سورية، وأحب بلدي وعملت فيها لسنوات إلى أن اضطررت إلى الرحيل عام ،1991 وبالمناسبة لم أنشأ في ظروف حياتية عادية، فطفولتي كانت صعبة صورها لا تفارقني، حيث تربيت في كنف عائلة فقيرة، مكونة من 9 أولاد و3 بنات، عشنا أحياناً في غرفة واحدة مع أبي وأمي وجدتي، وسوء الأحوال المعيشية دفعتني للعمل وأنا طفل صغير في المرفأ بمدينة اللاذقية، ولا أنسى إلى اليوم كيف كانت أمي تحضر سندويشات الزعتر لي ولإخوتي، وتخلطها بالماء أحياناً لأننا لا نملك ثمن زيت الزيون لنشتريه، لذلك قسوة الظروف وضيق الحال جعلاني أعتمد على نفسي أولاً .
* هل اعتمدت على مرتكزات معينة للوصول إلى العالمية؟
– خبراتي التراكمية وعملي الطويل في الصحافة والإعلام، على مدار أكثر من 25 عاماً تقريباً أكسبني ثقافة التعامل، وحرفية الاختلاط مع النجوم، والاحتفاظ بالعلاقات الشخصية معهم لمدى طويل، يتجاوز حدود الحوار، ويسعدني أن يقع الاختيار علي من قبل الشركات العالمية وأصحاب الماركات الشهيرة بالعالم لإجراء حوارات حصرية مع النجمات العالميات اللاتي يعتبرن وجوها تسويقية لهذه الشركات .
* ما دور زوجتك، خاصة أنكما تعملان في المطبوعة ذاتها؟
– أنا وزوجتي مي بدر ثنائي صحفي مميز، فهي تشغل منصب رئيسة التحرير، لنكون أول زوجين يعملان معاً في مجلة واحدة، وهي ملهمتي الوحيدة، وسر نجاحي الأساسي، وبيننا قصة حب كبيرة . وهمي الوحيد إسعادها هي وابني بدر وأن نعيش بأمان وحب، ويرجع السلام والاستقرار لبلدي سوريا ولكل الوطن العربي .
* يلقبونك بالشبح أو رجل الظل بسبب ابتعادك عن الأوساط الإعلامية والمناسبات المختلفة، هل تهرب من الأضواء؟
– لا أحب الحفلات والمناسبات الصاخبة المزدحمة بالناس حتى ولو كانوا من المشاهير، ولا أقبل ولا دعوة لمثل هذه السهرات والمناسبات إلا نادراً، لا أحب الأضواء، ولا أسعى للشهرة، أحب قضاء الوقت بعد العمل في البيت مع زوجتي وابني وأصدقائي المقربين، وأيضاً مع كمبيوتري والأصدقاء على صفحتي على فيس بوك التي تأخذ معظم وقت فراغي خصوصاً في الليل .
* هل من خطوات مقبلة لمشاريع جديدة؟
– أنا في صدد إطلاق “موسوعة المشاهير” وهي إلكترونية فيها كل ما يخص أعمالي الصحفية وتفاصيل أخرى من أسرارهم وحياتهم الشخصية وحياتي .