المرأة العصرية والراقية

محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور ميسون بربر المديرة التنفيذية لمؤسسة فاطمة بنت هزاع الثقافية

محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور ميسون بربر المديرة التنفيذية لمؤسسة فاطمة بنت هزاع الثقافية

تعكس “مؤسسة فاطمة بنت هزاع الثقافية” رؤية طموحة لإدخال الأفكار المبتكرة، وتترك بصمة مميزة في عالم الفن والأدب والمجالات الثقافية من خلال مشاريع ومبادرات مختلفة في دولة الإمارات وخارجها.. في هذا اللقاء نتعرف عن قرب إلى هذه المؤسسة المتميزة من خلال الحوار مع مديرتها التنفيذية ميسون بربر التي أسهمت في تدشين جامعة السوربون في أبوظبي عقب توقيع اتفاقية التعاون بين حكومة أبوظبي وجامعة السوربون الأم في فرنسا، وتنوعت خبراتها بين المجالات الأكاديمية والثقافية، وهي خريجة إدارة الأعمال بالنظم الإدارية والتسويق من الجامعة الأمريكية في الشارقة، وتحمل الماجستير في إدارة الأعمال الدولية ومجموعة من شهادات التعليم العالي في ريادة الأعمال والتطوير والابتكار والمشاريع الثقافية.

حوار: عدنان الكاتب    Adnan Alkateb

حدثينا بداية عن التحديات التي تواجه مؤسسة فاطمة بنت هزاع الثقافية؟

مؤسسة فعالة ومعترف بها في المجال الثقافي منذ عام 1997 ، ولكنها خضعت للتغيير والتجديد في السنوات الماضية لتتكيف مع واقع اليوم. تهتم المؤسسة بإحداث تغيير في مجتمعنا والتفكير باستمرار في المبادرات ذات الصلة للتفاعل مع الشباب. مهمتنا تطوير مبادرات ثقافية لفئة اليافعين (12 إلى 18 عاما) في دولة الامارات بشكل رئيس وفي المنطقة أيضا من خلال الفن والأدب. ونحن نسعى إلى أن نكون عنصرا ثقافيا فعالا في المجتمع بشكل يؤثر في المشهد الثقافي للدولة. وكما نعرف، أي تغيير يحتاج إلى منهاج فعال ووقت. ما نقدمه اليوم هو نمط حياة جديد ومختلف لفئة اليافعين، ومع أننا نجحنا في جذب العديد من الطلاب والطالبات إلى مبادراتنا، باعتقادي أن الطريق لا يزال طويلا.

لماذا التركيز على هذه الفئة تحديدا؟

أولا هذه الفئة تخضع للنمو والتغيير والتأثر بأفكار وأساليب مختلفة. كل هذه العوامل تسهم لاحقا في تشكيل شخصياتهم وكيفية اتخاذ قراراتهم وقيمهم. ثانيا نحب أن نلعب دورا مجتمعيا بصفتنا جهة ثقافية تقدم وقتا ثمينا للطلاب من خلال هوايات وثقافات جديدة. نحن ننظم أغلب مبادراتنا في عطلة نهاية الأسبوع لمواكبة وقتهم وإثراء أوقات فراغهم. كما ندرك تماما في مبادراتنا أن الإبداع هو شرط إلزامي لمقاربة هذه الفئة العمرية.

ما طموح المؤسسة؟

تهدف المؤسسة إلى تحفيز التساؤل والفضول لدى فئة اليافعين، وتشجيع ومضاعفة التفاعل مع الفنانين. أتحدث هنا عن الفن بصفته رسما أو تصويرا أو أعمالا تركيبية وصولا إلى النشاطات الرياضية. بمعنى آخر، نحن حلقة الوصل بين الطالب والفنان: ننظم مبادرات لخلق تجارب يصعب على الطالب إيجادها بالمستوى نفسه من الإبداع والحجم. وفي أي مشروع نطرحه أو نشارك به لدينا دوما هدف رئيس، وهو أن تكون المؤسّسة مؤثرة ورائدة في إحداث تغيير إيجابي في دولة الإمارات أو خارجها.

نشرت المؤسسة 170 كتابا، وتشارك سنويا في معارض الكتب المختلفة (أبوظبي – الشارقة – القاهرة – بولونيا – بودابست – لندن – إلخ). أليس من الصعب جذب الشباب اليوم إلى الكتب في زمن التكنولوجيا؟

نفهم أن الأمر يتطلب أكثر من مجرد الوقوف في جناح لعرض الكتب، آملين أن يقترب اليافعون للاطلاع على الكتب في زمن رسمت التكنولوجيا ملامحه. لهذا السبب ابتكرنا سلسلة من التجارب الحسية (الرائحة، التذوق) المتعلقة بالكتب نفذناها على مدارسنتين في معرض أبوظبي للكتاب. فمثلا في تجربة الرائحة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2018 ، تعاونا مع مصمم الروائح والعطور الإماراتي ظاهر بن ظاهر، مؤسس علامة تولا للعطور، لتحفيز اهتمام القراءة. واخترنا مجموعة من القصص وتعاونا مع وزارة التعليم للدولة لدعوة الطلاب والطالبات من مدارس تشمل الدولة لقراءة القصص ثم استكشاف الروائح المعدة خصيصا والتي تحاكي القصص. كانت تجربة رائعة، لأننا فعليا نجحنا في تشجيع الطلاب على القراءة من خلال تجربة عززت عنصر الخيال لديهم، وحفزت ذاكرة الرائحة.

ضمت الروائح رائحة البحر التي حاكت قصة الغوص للبحث عن اللؤلؤ ومعاناة أجدادنا لإيجاد سبل العيش، ورائحة العشب بعد المطر في قصة أخرى لرحالة مغامر يكتشف نعمة المياه، وغيرها. وفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2019 ، دعت المؤسسة الطلاب إلى الانغماس في تجربة حسية. وتعاونّا في تجربة التذوق مع الشيف الإماراتي خالد السعدي لاستخلاص المكونات من الكتب وإعادتها إلى الحياة. كان على الطلاب قراءة الكتب ومحاولة معرفة أين ذكرت هذه العناصر، وما أصل المكونات الغريبة كالجزر البنفسجي والشمندر الأبيض.

أنتم بصدد إطلاق مقر جديد للمؤسسة. هل تنوون تنظيم ورش عمل طلابية فيه؟

لدى المؤسسة مقر جديد ارتأت من خلاله الرئيسة العليا للمؤسسة الشيخة فاطمة بنت هزاع آل نهيان أن يكون مركزا لإلهام الطلاب بعدمدرستهم. ويقدم المقر الجديد المعارض وورش العمل والمحاضرات ومناقشات تشمل شخصيات لتبادل الخبرات والأفكار في إمارة ابوظبي.

كيف تسهم المؤسسة في دعم المرأة؟

نحن فخورون بأن قدوتنا والمثل الأعلى لنا الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات. ونحرص على نشر رسالة تمكين المرأة بين الطالبات. لدينا حضور أنثوي ومشاركة تزيد على ٪ 50 من إجمالي المشتركين. إضافة إلى الفتيات المتطوعات واللواتي يساعدن في تنظيم وتوثيق الفعاليات. ويسرني أن أذكر أيضا أن سلسلة محمد وسلامة لقصص الأطفال الإماراتية المؤلفة من ثماني قصص كتبتها كاتبات إماراتيات، منهن: نورة الخوري ومريم الراشدي وأسماء الكتبي. وفخر إنتاجنا الأدبي رواية الجدة عوشة، والتي تجسد شخصية المرأة الإماراتية الحكيمة التي كانت تهتم بالأسرة والمنزل في غياب الرجل في رحلات الغوص لاستخراج اللؤلؤ. وأرغب من خلال مجلتكم في الإعلان عن سلسلة قصص قصيرة نحن بصدد إصدارها تتحدث عن النساء الملهمات في الوطن العربي.

كونك المديرة التنفيذية للمؤسسة وأمّا لطفلين، إضافة إلى كونك متحدثة معتمدة في العديد من حلقات النقاش داخل الدولة وخارجها. كيف تنظمين وقتك؟

مهمة الموازنة صعبة، وتكاد تكون شبه مستحيلة أحيانا. ولكن أعتقد أن السر يكمن في محبتي لعملي، وهو ما يجعل الأوقات الطويلة أسهل. كما أنني حريصة على إثارة اهتمام أولادي في الفن والثقافة واصطحابهم دوما إلى معارض داخل الدولة وخارجها لتعزيز ثقافتهم وانفتاحهم وتسامحهم. كما أؤمن بأن المرأة العربية الناجحة في عملها هي مصدر إلهام كبير لنجاح أطفالها.

ما تمنياتك للمرأة العربية؟

أتمنى أن يكبر اسمها في المحافل الدولية، وتزدهر بإنجازاتها لأنها ذكية ولديها الحدس وسرعة البديهة. بإمكان المرأة العربية أن توازن بين القيم الشرقية الأصيلة ومواكبة التطور والانفتاح على الحضارات الأخرى بشكل يحافظ على أصالتها ويضمن ارتقاءها وتحقيقها لطموحه.

 

يمكنك أيضا قراءة