إيلي صعب … فن راق من زمن بعيد
في يدها رسالة مختومة بالشمع الأحمر، دعوةٌ إلى عطلة نهاية أسبوع غنيّة باألحداث والحفلات، تجتمع فيها شخصيات فكريّة وثقافية مهّمة في مكان واحد: قلعة تشابولتيبيك Castle Chapultepec في مدينة مكسيكو. الرسالة أعادت الى مخيّلتها فنّاً راقياً من زمن بعيد. وراحت تحلم… من أحلام هذه المرأة المترفة، استوحى المصمم إيلي صعب مجموعته الراقية لربيع وصيف 2020 التي تغازل الماضي الإمبراطوري للمكسيك في القرن التاسع عشر.
أخذَت المرأة الحالمة نَفَسا عميقا وهي تدخل ممرا رخاميا طويلا في القلعة التاريخية. كان الوقت متأخرا الظهر وقد عكس الضوء من خلال النوافذ الزجاجية، التوهج الذهبي في التطريزات الإمبراطورية، التي تزيّن فستانها المتأللئ وأكمامه الطويلة، تصدح في البعيد موسيقى فرقة المارياشي، فتَلحق بمصدر أصوات المغنين الشجيّة، ممسكة بشباك فستانها ذات التطبيعات الهندسية الشفافة، وتروح تتأرجح برفق بتنورتها القصيرة المذيّلة بالقماش المنهدل على وقع النغمات.
تصل القاعة الرئيسة بفستان أخضرلافت شفّاف نصف مطرز برسوم من الشعار الإمبراطوري ، مزيّن بالأزهار ، تواكب أكمامه الخفيفة حركة المرأة الرشيقة والأنيقة في آن واحد. كانت تفكر في كل لحظة، في كل إطلالة، وتسافر في أفكارها إلى طلة بفستان من الكريب باللون الرمادي المائل إلى الأزرق، كاشفة عن أسلوبها الأنثوي الجذاب من خلال ما توحي به القصة الجريئة، وعندا ارجعت رأسها إلى الوراء لتضحك بعفوية، كانت ترتدي ثوبها الزهري المتدفق من قماش الشانتون.
أما الفستان المعتدل الطول والمزين بالترتر والخرز من تول شفاف وأكمام واسعة ومنتفخة، فهو يلفت النظر إلى ثقتها بنفسها وبخياراتها. وتراها تلامس أقراطها الكبيرة المرصعة بالجواهر.