المرأة العصرية والراقية

محاور المشاهير عدنان الكاتب في حوار مع ناتاليا فوديانوفا

يكفي أن نعلم كم أن “ناتاليا فوديانوفا” Natalia Vodianova طيبة القلب ومحبة لعائلتها، وخاصة شقيقتها الصغرى حتى نقدرها ونحترمها ونعجب بها، فهذه الممثلة النجمة والعارضة الروسية العالمية المشهورة بلقب “سوبر نوفا” لم تكن تلتفت في طفولتها إلى سخرية صديقاتها منها بسبب شقيقتها الصغرى المعوقة أوكسانا، فهن لم يكن يردن من أوكسانا أن تتواجد معهن، ولهذا كانت تقول لهن: “إما أن نذهب معا أو لا نذهب على الإطلاق”.

حوار – “عدنان الكاتب” Adnan Alkateb

ناتاليا التي ترعرت في أحد الأحياء الفقيرة في روسيا تحولت إلى واحدة من أشهر عارضات الأزياء في العالم، وتألقت على الشاشة في أعمال عدة، من أهمها: A Grand Affair وWrath of the Titans وBelle du Seigneur، وكانت، كما تقول والدتها، لا ترى الفقر عيبا، بل إن التكاسل والتخلي عن الأحلام والطموحات والجلوس للتفكير في المشكلات من دون إيجاد حلول هو العيب بعينه، كما كانت ظروفها وحياتها مثل أغلب المشاهير بسيطة وأقل من عادية، لكن أحلامها كانت أقوى من ظروفها، فتخطت العقبات وهزمت الفقر واليأس، وكانت قد تحملت مسؤولية كبيرة وهي في السادسة من عمرها عندما تولت العناية بشقيقتها الصغيرة أوكسانا، التي ولدت وهي تعاني من شلل دماغي ومرض التوحد، ولهذا السبب اهتمت بالعمل الخيري، وترأست جمعية خيرية تساعد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لدمجهم في المجتمع.

ناتاليا حققت نجاحا باهرا، وفازت بالكثير من الجوائز، وتصدرت أغلفة أشهر المجلات العالمية، وتعاونت مع أشهر دور الأزياء والجمال، وهي تمثل وجه ماكياج الدار العريقة “جيرلان” Guerlain منذ أكثر من عشر سنوات.

ماذا يعني بالنسبة إليك أن تكوني مُلهمة “جيرلان” Guerlain طوال عقد من الزمن؟

شرفني أن أعمل مع فريق “جيرلان” Guerlain، وخاصة مع المدير الإبداعي أوليفييه إيشودوميزون. لقد كانت هذه التجربة ممتعة، ومليئة بالكثير من الذكريات الرائعة والرحلات المذهلة والضحك.. كانت إيجابيّة على الدوام. وأنا متشوقة جدا للأعوام العشرة المقبلة!

يبدو أنهم فعلا سيعملون معك عشرة أعوام أخرى، وهذا كان واضحا حين صفق لك أكثر من 1200 موظف خلال الاحتفال بالذكرى الـ 190 للدار.

شعرت بسعادة كبيرة نتيجة مشاركتي في هذا الاحتفال، وكان الجو إيجابيا ومفعما بالطاقة. شعرتُ بأنني فعلا من عائلة “جيرلان”.

أعتقد أن جميع موظفي الدار يشعرون أيضا بالشعور نفسه، إن هذه العلاقة أكثر من مجرّد عمل بالنسبة إلي تماما كما هي الحال بالنسبة إليهم. وليس هذا مجرّد عملٍ عادي، إنه شغف فعلي نتشاركه.. إن “جيرلان” Guerlain دار تفتخر كثيرا بتمثيلها مهما كان موقعك في الشركة لتسهم في ازدهارها.

ذهبت إلى المصانع، وسافرتُ حول العالم معهم، تزدهر هذه العلاقة المميّزة وتنمو كل عام عندما نجتمع للمشاركة في نصف الماراثون إلى جانب فِرق “جيرلان” Guerlain. إنها لحظة رائعة من التقارب نتشاركها مع فرق المصانع وأقسام التسويق والمتاجر في جميع أنحاء العالم. ونحن نتشارك القيم نفسها، وأسعى دائما لأكون بأفضل حالاتي، وأبذل الكثير من الوقت والجهد في عملي. ويكون هذا الأمر كثير التميز عندما يكون متبادلا.

لقد كان كل فريق “جيرلان” Guerlain، بمن فيهم لوران بوايو (الرئيس التنفيذي) وأوليفييه إيشودوميزون (المدير الإبداعي)، داعما قويا لكل أفكاري وأعمالي، بدءا من أنشطتي لمؤسّسة Naked Heart Foundation وصولا إلى السباقات السنويّة ومجموعات الماكياج.

هل وجدت أن تصميم وابتكار مجموعة الماكياج أمر صعب أم ممتع؟

استمتعتُ بالفعل بابتكار مجموعة الماكياج. وألهمتني كثيرا رحلتي إلى الهند، عندما صورنا الإعلان لعطر “شاليمار” Shalimar. ويمثّل هذا العطر جميع الألوان الجميلة في الهند، حيث تنتشر أحجار كريمة باللون الأزرق والذهبي والصفيري.

وقلتُ للوران: “لماذا لا ننقل ذلك من خلال مجموعة ماكياج وليس فقط من خلال عطر؟”. هكذا نشأت المجموعة. لقد كانت إحدى أفكاري المجنونة التي دعمها لوران وفريق “جيرلان” Guerlain. وتعني هذه المجموعة الكثير بالنسبة لي، خاصة لأن أرباح المجموعة تذهب إلى مؤسسة Naked Heart Foundation.

هل توقّعت أن المجموعة ستباع بهذا الزمن القياسي؟

بالطبع لا! لقد شعرت بفخر كبير.. عملنا بجهد على هذا المشروع. كانت لدي فكرة واضحة جدا عما كنت أريد ابتكاره. ويسرني أن الناس استمتعوا بالفعل بهذه المجموعة. وأردت أيضا أن أصمم مجموعة مفعمة بالألوان وممتعة وفريدة.

لعبت أدوارا مختلفة مع الدار خلال الأعوام العشرة الماضية: المرأة المرهفة لعطر Shalimar، والمرأة المرحة-المتألقة مع Terracotta، والمرأة الفاتنة مع Rouge G وKissKiss. كيف تحضرين نفسك لتجسيد هذه الأوجه المتعددة؟

ليس هناك أي تحضير خاص من جهتي، إذ يتعلق الأمر برمته بالفريق الذي يعمل معي. يتعلق بالمصمم، وفريق الشعر والماكياج، وبالطبع تغيير الإطلالة. وعندما يحصل ذلك، يسيطر علي بالفعل، وأصبح الشخصية التي أمثلها.

إنه لأمر رائع! أحب عملي لأنه يسمح بأن أكون أي شخصية أريد، وأن أعمل بالطبع مع فريق مذهل من المحترفين. وهذا يمنحني الثقة في أداء الدور الذي أريد أن أؤديه.

فقد وصلت مع “جيرلان” إلى الكثبان الرمليّة في الهند، وخلف جدران مبنى “مورايا روخا” Muralla Roja في إسبانيا، وجايبور في الهند، والصين، وأيضا إلى الكثير من الاستديوهات والشقق في باريس.

ما أهم المناسبات والنشاطات التي تحتفظ فيها ذاكرتك عن الدار؟

تصوير إعلان “شاليمار” Shalimar خلال ثلاثة أيام فقط مع برونو أفييان، عندما كان من المقرّر تصويره خلال 10 أيام. لقد كان الأمر جنونيا، عملنا لساعات طويلة جدا. لقد كان هذا قراري لأنني كنتُ مضطرّة إلى العودة إلى باريس. كنت ملتزمة بفعالية كان تنظيمها مسبقا مع مجموعة من الأطفال الذين يعانون من التوحّد خلال زيارتهم إلى ديزني لاند. ولسوء الحظ، وجدنا في وقت متأخر أن جدول الأعمال غير متوافق. يمكنكم تخيّل ذلك بالطبع، كانت “جيرلان” قد حجزت جلسة التصوير، وأصبح كل شيء جاهزا. قدرت كثيرا تفهم “جيرلان” Guerlain لموقفي. يصبح الجو عائليا بالفعل عندما يفهم الأشخاص أننا بشر ونرتكب الأخطاء. كان يجب أن يستمر العمل لمدة 10 أيام، وصورنا كل شيء خلال ثلاثة أيام لأتمكن من العودة إلى باريس في الوقت المحدد من أجل الأطفال! لقد كان الأمر جنونيا، عملنا لساعات طويلة ونمنا قليلا، لكن الجميع كان حاضرا هناك من أجلي. عمل نحو 100 شخص في التصوير، لكنهم جميعا قدموا أفضل ما لديهم لنجاح العمل. ويمكنكم أن تشاهدوا النتيجة السحرية.. كان ذلك العمل الأكثر صعوبة بين الأعمال التي عملت عليها. لقد كان جميلا، وأتذكر الشعور بالطاقة المدهشة والإحساس الإيجابي. هكذا جعلت تاج محل يظهر من جديد من المياه، لقد كان الأمر رائعا.

ما سر إطلالتك الجمالية الطبيعية؟

الماكياج أمر خاص جدا بالنسبة إلي، ويتمحور حول فهم كيفية تعزيز مظهرنا وعدم محاولة تقليد ما سبق أن فعله شخص آخر. يجب أن نتعامل مع وجهنا كمنحوتة. ففي النحت، نرغب في إخفاء شيء وإبراز بعض الملامح. والماكياج هو الشيء نفسه.

في حالتي، كان وجهي مستديرا عندما كنتُ أكثر شبابا وكنت أريد تحديد وجنتيّ. لم أستخدم أبدا بودرة تلوين الوجنتين، لذلك كنت ألجأ إلى إبراز ملامحي. وبما أن وجهي لم يعد بدرجة الدوران نفسها، أُحب أن أجعله يبدو أكثر شبابا وامتلاء. فأطبق الكثير من بودرة تلوين الوجنتين تماما مثل أسلوب لعبة الأطفال. ليس الأمر مفرطا بل مناسبا للحصول على الإحساس المستدير في الوجه. ويمنح إطلالة شديدة النضارة، وهذا يناسبني من ناحية تحديد ملامح الوجه.

ينطبق الأمر نفسه على العينين، فيتعلق الأمر بالنسبة لي بمستحضر تظليل الجفون والعمل حول العينين بدل وضع الكثير من الماسكارا، حتى لو كنت أحب الماسكارا.

وللشفاه، يتعلق الأمر بطريقة تطبيق أحمر الشفاه. لا أضع أبدا أحمر الشفاه عند حدود شفاهي، بل أطبقه دائما بواسطة إصبعي بما يشبه العمل الانطباعي أكثر منه حركة موجهة. ويسهم ذلك في جعل الشفاه أكثر جمالا وامتلاء. وللحصول على شفاه مثالية، أستعمل قلم تحديد الشفاه على حدود الشفة العليا لفتح الشفاه أكثر بقليل.

وبالنسبة إلى الحاجبين، لا أحدد أبدا أسفل الحاجب. أحدد فقط الجزء العلوي، ما يرفع الحاجب ويفتح العينين. إن التفاصيل الصغيرة هي التي تُحدث الفرق. أنا معجبة جدا ببودرة تعزيز الاسمرار من “تيراكوتا”، ومستحضر إبراز الملامح من “تيراكوتا”. أُحب أيضا بودرة “ميتيوريت” التي تمنح تألقا جميلا للبشرة.

أخيرا .. هل أنتِ جاهزة للأعوام العشرة المقبلة؟

يجب أن أكون! مع أحمر الشفاه والماسكارا و”تيراكوتا” Terracotta .. نعم، يمكنني أن أقول لكم إنّني جاهزة.

يمكنك أيضا قراءة