توني غارن في حوار شيق مع محاور المشاهير عدنان الكاتب
برلين ـ “عدنان الكاتب” Adnan Alkateb
الشهرة لم تبعد العارضة الألمانية النجمة “توني غارن” Toni Garrn عن البساطة والأصالة، فلا تزال متواضعة ولطيفة ورقيقة، لكن قوية وواثقة وحازمة وطموحة في الوقت نفسه. وفي ظل جدول أعمالها المزدحم، تجد الوقت لمساعدة الغير وللنشاطات الخيرية، فهي مناصرة لحقوق الشابات في إفريقيا، وتعمل من أجل تمكينهن من الحصول على تعليم أفضل. في هذا الحوار الشائق مع توني التي تتمتع بجمال يعبّر عن الأصالة والفرادة، تحدثنا عن كل شيء: من العناية بالصحة والرشاقة وروتينها اليومي، ومخاوفها ونظرتها إلى الرجال، إلى العمل مع “شوارزكوف” Schwarzkopf، حيث اختيرت سفيرة لهذه الماركة العالمية بمناسبة مرور 120 عاما على تأسيسها.
قلت في حفلة إطلاق الحملة إنك سعيدة جدا بالعمل مع “شوارزكوف”، لماذا؟
لأنها واحدة من أكبر وأبرز وأشهر العلامات التجارية في بلدي. كما تعلم، عندما نكون أطفالا، نكون محاطين بجداتنا وأمهاتنا وبالمنتجات التي يستعملنها. عائلتي لم تهتم بالموضة كثيرا، لذلك لم أسرق أي ملابس. لم أتبنّ أي إطلالة فعلية أو أي أسلوب حقيقي من طفولتي. وما من ماركة محددة أرتديها اليوم بسبب والديّ. لكن بالنسبة إلى الجمال والعناية بالشعر، طبعا تعلمت أشياء من عائلتي، فكل امرأة تستعين بهذه المنتجات. إذا، إنها ماركة فريدة من بلدي، وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بوطني. لا أعرف بماذا أقارن التجربة. سأقول إن الأمر أشبه بإنسان إنجليزي يعمل مع ماركة تنتج كعكات “سكون” أو مع شركة “كادبوري” مثلا، أو أشبه بفتاة أمريكية تمثل “كوكا كولا”. إنها ماركة وطنيّة بالنسبة إلي.
من تحبين من بين الأسماء الشهيرة التي تعاونت معها “شوارزكوف”؟
أحب هايدي كلوم. أقدرها وأحترمها حقا. إنها شخص رائع ومجتهد ومثابر. أعشق ما تفعله، وكانت دائما إعلاناتها على التلفزيون في طفولتي.
لنتحدث عنك الآن. كيف تعتنين بصحتك؟
أستغرق في التأمل. أتأمّل، وأيضا أسعى يوميا إلى التعرق وممارسة التمارين الرياضية. أركض، وأمارس اليوغا والسباحة والملاكمة، أعتقد أن التعرق مهم جدا. وأحاول ألّا أتناول السكر، الأمر صعب جدا لأنني أحب السكر والحلويات، لكنني أحاول عدم تناولها.
كما أنني دقيقة جدا في اختيار منتجات شعري وماكياجي. أحاول أن أستعمل فقط المنتجات الطبيعية مثل الزيوت الطبيعية على وجهي. وأميل إلى استعمال أقل ما يمكن، وأرى أن الأقل أفضل. إنني حقا أستخدم كمية صغيرة جدا. ولا أغسل شعري يوميا مثلا. أنا دقيقة جدا.
الكثير من عارضات الأزياء يحرمن أنفسهن من التلذذ بالطعام ويتبعن حميات صارمة وقاسية جدا. لكن يبدو لي أن مقاربتك مختلفة وأنك تهتمين بصحتك ولا تبحثين عن النحافة المفرطة.
نعم، أنا آكل، ولم أكن يوما مفرطة النحافة. أعشق ممارسة الرياضة، لكنني من جهة أخرى أحب الأكل. لا يمكنني التوقف عن أي منهما. أيضا، بعد التمارين الرياضية، أشعر بالجوع. وإذا منعت نفسي عن الطعام، فلن أكون في صحة جيدة. تناول الطعام مهم جدا. وأعتقد أننا باعتبارنا عارضات أزياء نعرف الكثير عن الغذاء والطعام. أنا شخصيا أحب الأكل كثيرا، لذلك أريد أن أعرف ما الأطعمة الصحية: مثلا كيف أتناول الشوكولاته بشكل صحي، أو كعكة الوافل بطريقة صحية. فأكتشف كل هذه الطرق وكيفية إعداد الأطعمة وتناولها. وفي كل مدينة أزورها تقريبا أعرف أين يجب أن أذهب لتناول الطعام.
ما أول ما تفعلينه عند الاستيقاظ صباحا؟
الآن منذ نحو شهرين أو ثلاثة، بدأت بالتأمل عندما أستيقظ. لكن قبل ذلك، كنت أمضي وقتا طويلا على هاتفي الجوال. حالما أستيقظ، أحضر الشاي وبعدها أنظف أسناني، ثم أمارس التأمل.
ألا تنظرين في المرآة؟
بعد التأمل، أرتدي ملابسي. ثم أفكر في شعري ووجهي، فأنظر وقتها في المرآة. وآخذ بعض الوقت.
كيف تمضين يومك خارج العمل؟
حين لا أكون مضطرة إلى العمل، أحب أن أفعل الأشياء العادية. أستمتع وأتسلى جدا بالطهي، والتسوق في محل البقالة، وغسل ثيابي لأنني نادرا ما أستطيع فعل هذه الأمور. أطبخ ربما مرة كل ستة أشهر، وأغسل ثيابي مرة كل شهرين، لأنني عادة أسافر لشهرين مع كل أمتعتي. تنظيف منزلي والذهاب إلى السوبرماركت لشراء كل ما أحتاج إليه مميزان جدا بالنسبة إلي. أحب الأمور الصغيرة من هذا القبيل.
كما أستمتع جدا بصحبة صديقاتي، والتجوّل في بنطال الرياضة طوال اليوم. أحب أن أسرح نظري في الطبيعة، وأن أكون وسط الطبيعة من دون جدول عمل. فجدولي عادة يكون من السيارة إلى المطار والاستوديو ثم إلى السيارة والمطار والاستوديو وهكذا دواليك. أعشق التنزه ببساطة من دون خطة ولا هدف وتنفس الهواء الرائع.
أين تعيشين اليوم؟
أعيش في نيويورك.
ما المدينة المفضلة لديك؟
إنه سؤال صعب جدا، لأنني أكون سعيدة جدا في كل مدينة تقريبا. أحب برلين، أحب مدريد. وأحيانا أحب لندن، أحب لوس أنجلوس. ونيويورك بيتي، وفيها كل أصدقائي. لكنني أحب أيضا الشرق الأوسط: أحب بيروت، وقد زرت دبي مرة واحدة فقط، لكنني أود أن أزورها ثانية. واحد من أعز أصدقائي خليجي الجنسية. تجمعني صداقات كثيرة بالمنطقة. وأعشق الطعام الشرق أوسطي!
كيف ولد حبك للشرق الأوسط؟ وكيف تعرفت إلى المنطقة؟
عشت في أثينا في اليونان لأربع سنوات، ومن هناك كنت أسافر كثيرا في الإجازات إلى تركيا وبيروت وكل المنطقة. بالحديث عن الشرق الأوسط وبيروت، تعاونت كثيرا مع المصمم إيلي صعب. أحبه جدا، كنت وجه عطره لفترة طويلة، ومشيت مرات كثيرة في عروض أزيائه الراقية وارتديت فستان الزفاف. كنت لا أزال مراهقة حين ظهرت في إطلالة العروس للمرة الأولى، وكان الأمر صدمة لوالدتي!
زرت دبي مرة واحدة وكانت الزيارة جميلة، لكنني أمضيت ليلة واحدة فقط في دبي. وأتشوق حقا للعودة إليها واستكشافها.
ما أكثر ما يخيفك في الحياة؟
الاحتباس الحراري. أنا أصدق أنه ظاهرة حقيقية وخطيرة. وأعتقد أن المدن الكبرى ستتعرض لحوادث مروعة رهيبة قريبا. الاحتباس الحراري مرعب. الإرهاب أيضا يخيفني، لكنني أحاول ألا أفكر فيه لأنه لا يمكننا التحكم به. الكذابون أيضا مخيفون. الذين يجيدون الكذب الجيّد مخيفون. تعرفت إلى الكثير منهم؛ من بينهم كثيرون يعيشون في الولايات المتحدة. في وجهك يكونون متحمسين لرؤيتك ويبالغون في لطفهم. في ألمانيا، نحن صريحون جدا، وكل شيء واضح ومكشوف، وتسهل قراءة الناس في ألمانيا. أما الأمريكيون فقراءتهم صعبة أحيانا.
كيف هي نظرتك الآن إلى الرجال؟
الرجال؟ يمكننا أن نتحدث لساعات أو أيام حول هذا الموضوع. أحيانا، أرى أنهم رائعون، وفي اليوم التالي قد أكرههم كلهم. عادة، إن أقرب الناس إلي نساء. صداقاتي مع النساء وثيقة ومتينة، لكن التعامل مع الرجال معقّد. المرأة تحب، وهي وفيّة وحقيقية. لا تستطيع أن تكون غير ذلك، فحين يشغل رجل تفكير امرأة، تحتاج إلى بعض الوقت للتخطي والنسيان قبل أن تكون مستعدة لرجل جديد. أما الرجل، فلا يشعر بالذنب ولا يفكر في السعادة على المدى الطويل، ولا يدرك أنه سيعيش لاحقا مع الشعور بالذنب.