النجمة العالمية جينيفر لورنس تخص هي بحوار موسع عن فيلمها الجديد Passengers
باريس: عدنان الكاتب Adnan AlKateb
ما أن انتهى تصوير فيلم “باسنجرز” Passengers، وقبل أن تستقبله دور العرض العالمية، استقبلتنا بطلته النجمة العالمية جينيفر لورنس Jennifer Lawrence التي تلعب دور أورورا دان، وخصتنا بحوار عنه وعن دورها فيه وانطباعاتها خلال التصوير، وأسرار لم تنشر من قبل.. وتدور أحداث الفيلم الدرامي الرومانسي في قالب الخيال العلمي عندما يتعزم البشر استعمار كوكب بعيد جدا عن أرضنا، حيث تتم صناعة المركبة الفضائية العملاقة “أفالون” التي تتسع لأكثر من خمسة آلاف شخص، ليسافروا على متنها (نائمين) في ثبات عميق خلال مدة الرحلة التي تستغرق 120 عاما، لكن بعد إنطلاقها بعدة سنوات وبسبب مشاكل تقنية يستيقظ بطلال الفيلم (جينيفر لورنس وكريس برات Chris Pratt) قبل الاوان بتسعين عاماً فيصبحا منعزلين عن العالم في رحلة طويلة.
ما الذي أثار اهتمامك لتوافقي على المشاركة في هذا الفيلم؟
وجدت الشخصيّات مثيرة للاهتمام، لأنّ على هؤلاء الأشخاص اتّخاذ قرار شديد الصعوبة بالقيام برحلة تستغرق 120 سنة، وبالتالي عندما يعودون إلى موطنهم سيكون كلّ شخص يعرفونه ميتاً. وعليهم بدء حياة جديدة على كوكب جديد لم تطأه أقدامهم من قبل. لذا بالطبع سيكون ثمّة شخصيّات مثيرة للاهتمام، وأشخاص يخاطرون بكلّ شيء لبدء حياة جديدة، وهم الذين سيتّخذون قراراً كهذا.
بعيدا عن التمثيل.. هل من الممكن أن تفعلي ذلك؟
لا، لا أتخيّل نفسي أغادر الأرض وأودّع جميع من أعرفه وأحبّه.. أنا أقوم بذلك عندما أصوّر الأفلام. لذا أظنّني أدرك دافع “أورورا”، وتوقها للمزيد. لكن إن تطلّب الأمر اتّخاذ قرار دائم فلا أظنّني سأتمكّن من القيام بذلك. يرتبط الأمر بمدى سوء الأحوال على الأرض.
أخبريني عن “أورورا”
تخطّط “أورورا” لأن تكون أوّل شخص يسافر إلى المستعمرة الجديدة، وتستغرق الرحلة 120 سنة للوصول إلى وجهتها ومن ثمّ 120 سنة أخرى للعودة، وهي تريد أن تكون أوّل شخص يقوم بهذه الرحلة لكي تكتب عن الحياة في المستعمرات ومن ثمّ العودة إلى كوكب الأرض.. “أورورا” ذكية جداً وشديدة الإصرار والفضول. كما أنّها ابنة مؤلّف شهير للغاية، وهذا في اعتقادي ما يجعلها ترغب في المزيد دائماً وترغب في أن تترك بصمتها الخاصّة. لذا أظنّ أنّ كلّ هذه الأمور بالإضافة إلى روحها المفعمة بالمغامرة هو ما جعلها تذهب في هذه الرحلة.
كيف تصفين المركبة الفضائيّة؟
المركبة الفضائيّة شديدة الفخامة. إنّها أشبه بسفينة للرحلات البحريّة تقريباً. ثمّة منصّة للمراقبة، وصالة سينما ومطاعم ومركز تسوّق، وغرف مدهشة للشخصيّة التي ألعب دورها، لكن ليس لـ”جيم” (كريس برات Chris Pratt) الذي يسافر في الدرجة الاقتصاديّة. لكنّ مواقع التصوير كان رائعة وضخمة للغاية.. شخصيّتي لديها تذكرة من الدرجة الذهبيّة، و”جيم”، أي شخصيّة “كريس”، فهو يسافر في الدرجة الاقتصاديّة. لذا يمكنه الحصول على القهوة السوداء ودقيق الشوفان على الفطور مثلاً، بينما أنا أستطيع تناول البيض بطريقة “بينيديكت” والـ”كافيه لاتيه”. كلّ واحد منا مخوّل الدخول إلى أقسام مختلفة من المركبة. غرفتي أجمل بكثير!.
وماذا عن مرحلة الاستيقاظ واللقاء؟
ردّة فعل “أورورا” الأولى حيال الاستيقاظ مبكراً هي الارتباك بدون أدنى شكّ، وعدم الإدراك أنّها لا تستطيع العودة. هذه مسألة هائلة ليستوعبها المرء دفعة واحدة. ثمّ تشعر بتعاطف كبير مع شخصيّة “جيم”، بسبب ذاك الشعور بالاحتجاز وذاك الشعور الذي ينتابك عند محاولة معرفة كيفيّة معالجة المسألة بدون التمكّن من ذلك. هي تتعامل مع ذلك منذ بضعة أيام وهي تدرك أنّه كان وحده، وهو يشعر كالحيوان المحتجز في قفص منذ أكثر من سنة. ويحدث ذلك من خلال وسائل مختلفة، رؤية فطوره وما كان يتناوله منذ أكثر من سنة. أو مشاهدته وهو يتحدّث إليها ورؤيته يتفاعل مع كائن بشريّ، كلّ هذه الأمور تجعلها تشفق على “جيم”.
لكنها سرعان ما تصبح قويّة عندما تتقبّل المسألة. كيف تتابع حياتها؟
تتابع حياتها بشكل غريب، أشعر بأنّ الاحتجاز هو ما كانت “أورورا” بحاجة إليه. أشعر وكأنّها عاشت حياتها بأكملها وهي تهرب وتركض وتحاول ملء الفراغ الذي لا يمكنها أن تملأه. وهي تشعر بنوع من الاستقرار عندما لم يعد بإمكانها الذهاب إلى أيّ مكان. ولا أشعر بأنّها كانت ستسمح لنفسها بالوقوع في غرام شخص كـ”جيم” لو كانا على كوكب الأرض، لأنّها كانت سترحل وتنتقل إلى شيء آخر أو كانت ستقنع نفسها بالعدول عن ذلك. لكن لأنّها أُجبرت على البقاء والاستقرار، أظنّ أنّ ذلك جعلها هادئة.
ما الذي حدث وجعلهما يستيقظان؟
من أجل الدخول في سبات عميق، ثمّة إجراءات متعدّدة للقيام بذلك ويتحدّث “جيم” عن المسألة بشكل مقتضب في الفيلم. لذا يُفترض بنا أن ننام ولا نشيخ أو نتقدّم في السن، وأن نكون أشبه بمجمّدين لحوالى 120 سنة إلى أن نستيقظ بعد الوصول إلى كوكبنا الجديد. وتستيقظ شخصيّتي قبل 90 سنة من الموعد المحدّد ولا مجال للعودة إلى السبات العميق، لأنّه تمّ اتّخاذ الإجراءات اللازمة لإبقاء الأشخاص بعيداً عن الأقسام الميكانيكيّة للمركبة، أو للبقاء في سبات عميق.
عمَّ تحدّثت مع “كريس برات” لمعرفة المراحل المختلفة التي تمرّان بها؟
يتصرّف “جيم” وكأنّه لم يحظَ بحبيبة طوال حياته، وهو لا يعرف كيفيّة التصرّف مع النساء، وهذا الأمر ساحر ولطيف، لكنّ هذا الأمر لا ينطبق أبداً على “كريس برات”، فهو متزوّج ومضحك جداً. وبالتالي لطالما وجدت الأمر مثيراً للاهتمام، أن أشاهده وهو ينتقل من “كريس برات” إلى هذا الشخص الرومانسيّ الخجول الذي لا يثق بنفسه. وأشعر بأنّ شخصيتينا والانسجام بينهما تطوّرا بدون أيّ جهد يُذكر. وهذا دليل على السيناريو الجيّد. “جون سبايتس” كاتب مذهل، لذا وجدنا أنفسنا حيث يجب أن يكون “جيم” و”أورورا” من حيث العلاقة الوطيدة.
ما الذي أثار اهتمامك بشأن السيناريو؟
وجدت الأمر مشوّقاً للغاية. اعتبرتها فكرة مشوّقة جداً ولم أرَ شيئاً مماثلاً من قبل. أحببت العالم الذي يعيشون فيه. أحببت الشخصيّات وأحببت فكرة القصّة بأكملها. وجدت القصّة مبتكرة ومثيرة للاهتمام، وآمل أن يخرج المشاهدون من صالات السينما وملايين الآراء المختلفة تدور في أذهانهم، وهذا ما أعجبني في الفيلم، حيث أنّ لا أحد يملي عليك ما تفكّر فيه. ماذا ستفعل لو كنت في الموقف نفسه؟ إنّها وسيلة لبدء المحادثات.
علمت أن أصعب المشاهد مشهد المياه وهي تحيط بك..
أجل، كان هذا على الأرجح أصعب مشهد صوّرته في حياتي، حيث كان عليّ تمضية الكثير من الوقت في بركة المياه والماء تصل حتى أنفي، والماء في كلّ مكان. لكن كان الأمر مدهشاً حقاً. عندما رأيت نموذجاً عن المشهد من خلال الصور المركّبة بواسطة الكمبيوتر، شعرت بحماسة شديدة.. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل في الأفلام. أظنّ أنّ المشاهدين سيخرجون من الصالات وهم يفكّرون في هذا المشهد.
ما الذي عناه التواجد في هذه البيئات بالنسبة إليك؟
العناصر التفاعليّة لتقنيّة الصور المركّبة بواسطة الكمبيوتر CG التي تمّ استخدامها في الفيلم كانت مفيدة جداً، لأنّنا اعتدنا استخدام مخيّلتنا، لكن عند وجود أدوات أو تجهيزات تتفاعل معنا فيكون الأمر مدهشاً. هذا يساعدني كثيراً. أنا أتقمّص الشخصيّة حين أحصل على ثيابها.
اضطررتما إلى الاتّكال على بعضكما البعض لأيام طويلة. واستطعتما الحفاظ على المستوى نفسه من الطاقة.
“كريس برات” أكثر شخص يكدّ في العمل من بين الأشخاص الذين قابلتهم في حياتي، وهو يتميّز بطابع مدهش بحيث اضطررت أن أطلب منه أن يخفّف من سعادته عند الساعة الرابعة صباحاً. قلت له، هذا لا يجوز، يجب أن تكون حادّ الطباع ونكداً.
من أكثر براعة في كرة السلّة؟
أظنّني أكثر براعة منه في كرة السلّة. يمكنني تخطّيه بسهولة أكبر.
هل انتابك شعور جيّد عند الانتهاء من الفيلم؟ أخبريني عن العمل مع المخرج؟
جميعنا أحببنا الفيلم كثيراً. جميعنا أحببنا السيناريو كثيراً، وعندما أصبحنا جميعنا على الموجة نفسها كانت تجربة جميلة جداً، لأنّنا كنّا جميعنا شغوفين حيال ذلك. لطالما اعترانا الفضول أنا و”كريس” لسماع ما يفكّر فيه “مورتن” ولمعرفة ما هي رؤيته لكلّ مشهد. ومعرفة رأيه في شخصيّاتنا، لكنّنا كنّا منسجمين تماماً وتعمّقنا كثيراً في أدوارنا.
ماذا تأملين أن تكون ردّة فعل المشاهدين حيال هذا الفيلم؟
أظنّهم سيطرحون على أنفسهم الكثير من الأسئلة المختلفة لدى خروجهم من صالة السينما وهذا ما أعجبني كثيراً. وأظنّها قصّة مشوّقة للغاية حول البشر وحول تعاملنا مع بعضنا البعض ومدى حاجتنا إلى بعضنا البعض. وجدت الكثير من العناصر المختلفة المشوّقة.
لمَ تظنّين أنّ استكشاف الفضاء يُعتبر موضوعاً بارزاً حالياً؟
أظنّ أنّ ذلك يعود إلى التهرّب من الواقع. أظنّ أنّ الناس خائفون ويشعرون بعدم الاستقرار. بالإضافة إلى فكرة أو إمكانيّة وجود مكان آخر صالح للعيش، إنّها الطبيعة البشريّة. هذا ما دفع الناس للتنقّل على متن السفن وعربات الخيل، والسفر إلى أماكن مجهولة وإلى مناطق لم تطأها أقدامهم من قبل، إنّه الأمل بوجود شيء أفضل. لذا بعد أن استكشفنا هذا الكوكب بالكامل، أظنّ أنّ الطبيعة البشريّة وغريزتنا هي ما تدفعنا لأن نرغب في اكتشاف المزيد ومعرفة ما الذي يوجد خارج عالمنا هذا.