المرأة العصرية والراقية

الدكتورة سوزان أوباجي في حوار مع محاور المشاهير عدنان الكاتب

بنسلفانيا: عدنان الكاتبAdnan Alkateb

صنفتها مجلة “نيويورك تايمز ستايل” بين أفضل أطباء الجراحة التجميلية في أمريكا

أنذهل أمام عدد الشابات في الشرق الأوسط اللواتي يستمررن في التدخين وتسمير بشرتهن فيشخن أسرع بكثير مما كانت تشيخ أمهاتهن وجداتهن في الماضي

العمليات الجراحية التجميلية هي في انخفاض مستمر فالناس يريدون حاليا وسائل سريعة وسهلة لتحسين مظهرهم

عانيت في الماضي من مشكلات جلدية لذلك أتعاطف مع مرضى الطفح الجلدي ولا أحبّ أن أرى المراهقين يعانون من حبّ الشباب النشط أو الندوب

محظوظة جدا في حياتي المهنية وتمكنت من افتتاح أحد أكبر مراكز الجراحات التجميلية التابعة لأكاديمية أو لجامعة وألقيت أكثر من 130 محاضرة

هاشتاغ #تملّك_الوقت #MakeTimeYourOwn   فكرة رائعة لتنبيهنا جميعا إلى أهمية الوقت

بسبب طبيعة عملها تتنقل الجرّاحة التجميلية الشهيرة الدكتورة سوزان أوباجي بين مدينة بيتسبرغ، حيث تعيش مع زوجها وأولادها الثلاثة، وبين دبي حيث تشرف بشكل مباشر على مراكزها التجميلية «أوباجي ميدي سبا»  المتطورة في مجال التجميل الطبّي والعناية بالبشرة، والمنتشرة في هذه الإمارة. ولِدت في سوريا، وفي الثالثة من عمرها انتقلت إلى ميشيغان وبعدها إلى هاواي، ومن ثم إلى كاليفورنيا، حيث أمضت معظم وقتها، ودرست في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، وحصلت على تخصص مزدوج في علم الأحياء وعلم النفس لتنتقل بعد ذلك إلى بيتسبرغ في بنسلفانيا للالتحاق بكلية الطب. وبعد تخرجها عادت إلى كاليفورنيا لإكمال منحتها في مجال الطب، ومن ثم انتقلت إلى بيتسبرغ لإتمام فترة التخصص في مجال الأمراض الجلدية، وأنهت منحة جامعية في مجال الجراحة التجميلية في المركز الطبي في جامعة بيتسبرغ. وها هي اليوم تحظى بتقدير كبير باعتبارها من أفضل جراحي التجميل وأطباء الأمراض الجلدية في العالم، وتلقي محاضرات في مختلف أنحاء العالم أمام جرّاحين من معظم التخصّصات.

لماذا اخترت الأمراض الجلدية والجراحة التجميلية؟

مجال الأمراض الجلدية والجراحة التجميلية يتطابق تماما مع شخصيتي. أحب التعامل مع البشرة من خلال علم الأمراض الجلدية، وهناك الكثير من الأمراض الجلدية التي تعكس عمليات الأمراض الداخلية، وأن نستطيع أن نرى الحالة وأن نعرف ما يجري بالضبط مع المريض هو أمر مُرضٍ للغاية؛ وهذا يناشد عاشقة الألغاز التي في داخلي. إضافة إلى ذلك، إن كنا نفعل ذلك عن قصد أم لا، فإننا نحكم على الآخرين بناءً على مظهرهم. لذلك فإن مساعدة شخص ما في كسب المزيد من الثقة بمظهره ومساعدته على إظهار أفضل وجه له أولا يربطه بشق الجراحة التجميلية.

وأعترف بأنني شخصية وسواسية قهرية، وصفات شخصيتي هذه ملائمة جدا لسعيي لإتقان أسلوبي ورؤيتي لمرضاي. فالناحية الوسواسية القهرية لشخصيتي تحثني على أن أكون أفضل. ويدرك فريقي في العمل ذلك، ما يدفعهم بدورهم أن يسعوا جاهدين لتقديم أفضل رعاية للمرضى.

وكانت الجراحة التجميلية أكثر ملائمة لي من جراحة الجلد (جراحة سرطان الجلد) أو الجراحة التجميلية الترميمية. فأنا أحبّ العمل مع المريض لمحاولة مساعدته على استعادة ما فقده بسبب مرور الزمن. أنا لا أسعى لتغيير مظهره، بل تحسينه وحسب.

متى بدأ اهتمامك بصحة البشرة؟

ولدت في هذا المجال. كان عمري 14 عاما عندما بدأت أتعرّف إلى هذا المجال في عيادة والدي لطب الأمراض الجلدية. أحببت جميع جوانب الطب بشكل عام، وحاولت مقاربته بعقل مفتوح خلال تدريبي، ولكنني لم أنفك أنجذب إلى اختصاص الجلد. ولذلك كان طب أمراض الجلد التخصص المثالي. في تلك المرحلة، كنت محظوظة جدا لكوني طبيبة مقيمة تحت إشراف جراح أمراض الجلد وجراح التجميل الدكتور جيمس برايدنستين. فقد شجّعني في سعيي للجراحة وساعدني في الحصول على منحة دراسية.

ما أفضل نواحي العمل في الجراحة التجميلية أو طب الأمراض الجلدية؟

السرور المطلق الذي أشعر به عند رؤية المريض سعيدا هو الحافز لحبّي لهذا المجال. وقد يكون شيئا بسيطا مثل تحسين مظهر شخص ما تحسينا بسيطا أو شيئا أكثر تأثيرا كإصلاح ندبة مشوّهة على وجه المريض.

هل من تحدّيات خاصة تواجهينها بوصفك طبيبة جرّاحة وطبيبة أمراض جلدية؟

كنت محظوظة جدا في حياتي المهنية. وتمكنت من افتتاح أحد  أكبر مراكز الجراحات التجميلية التابعة لأكاديمية أو لجامعة، وألقيت أكثر من 130 محاضرة أمام أطباء من مختلف التخصّصات، وكتبت 42 مقالة علمية، وحاليا أنهي الفصل الـ 13 من كتابي. ويعود ذلك إلى حبّي للتعليم ولدعم الزملاء الرائعين الذين التقيت بهم على مرّ السنين. ففي بداية مسيرتي المهنية، كنت واحدة من مجموعة صغيرة من جرّاحات التجميل الإناث اللواتي يحاضرن في المؤتمرات، وعلى مر السنين، كان من الرائع رؤية العدد المتزايد من الطبيبات الموهوبات يدخلن هذا المجال.

ما اهتماماتك خارج مجال العناية بالبشرة؟

لو كان بإمكاني استنساخ نفسي مرات عديدة، لكنت طبيبة ومصورة فوتوغرافية واختصاصية بستنة وعازفة على البيانو. وأعتقد أن مزاولة هوايات عديدة أمر مفيد للصحة ويساعد العقل على الاسترخاء، ويلهم الجانب الإبداعي للشخص.

حدثينا عن أسباب نجاحك؟

الحافز والطموح لأكون الأفضل. فلطالما تعمّقت في أي موضوع تعلّمته. فبرأيي لتحقيق النجاح يجب استقصاء الموضوع بشكل مستفيض. فمن خلال حشد هذه المعرفة يمكنك فيما بعد تطبيقها بطرق جديدة أو غير تقليدية.

علمنا أنك عانيت من مشكلات جلدية في الماضي.

نعم! لذلك أتعاطف مع مرضى الطفح الجلدي. فقد واجهت حبّ الشباب في سنّ المراهقة، والعدّ في سنّ البلوغ، ولذلك أتفهّم مرضاي من أي عمر كانوا. لهذا السبب، لا أحبّ أن أرى المرضى، ولا سيما المراهقين منهم، يعانون من حبّ الشباب النشط أو الندوب التي يمكن أن يسبّبها حبّ الشباب. في الواقع، أعمل حاليا على إجراء دراسة آمل أن تعطينا تقنية فحص بسيطة جدا لتساعد الطبيب على تحديد المرضى المعرّضين لندوب حبّ الشباب. وستتيح هذه التقنية علاجا أكثر هجومية لحبّ الشباب على وجه المريض قبل أن يترك أي آثار.

كيف شعرت عندما جاء تصنيفك حسب دراسة في مجلة نيويورك تايمز ستايل على أنك من أفضل أطباء الجراحة التجميلية في الولايات المتحدة؟

كانت مفاجأة لي! لم أكن أعرف أن نيويورك تايمز تجري هذه الدراسة، وجاءت الأصوات من كل من المرضى والأطباء الآخرين. كان شرفا لي أن أحصل على هذا اللقب وتحمّست جدا!

أخبرينا عن شركتكم وعن مستحضراتكم للعناية بالبشرة؟

تنتج شركتنا  Medical Nextcellمستحضرات للعناية بالبشرة فعّالة وآمنة للمستهلك والبيئة. وبشكل عام، تستخدم النساء الكثير من المواد الكيميائية لبشرتها يوميا بدءا من الشامبو إلى مرطّب الجسم والماكياج. أردت التأكد من أنّنا نقدّم لهن مستحضرات لتحسين بشرتهن / متجنّبين المواد الكيميائية التي قد تكون ضارة.

بأي مستحضر تعتزين؟

أشعر بالفخر بمستحضر Retivance، وهو شكل نشط من فيتامين (أ) يساعد على بناء الكولاجين وتحسين مظهر الخطوط الدقيقة وتشديد المسام وتنعيم ملمس البشرة من دون تهيّج عرضي على البشرة. ولا تستطيع أو لا ترغب العديد من النساء استخدام الفيتامين (أ) الذي يُعطى بوصفة طبية نظرا للتقشير والتسلخ الذي يسبّبه. أما مستحضر Retivance، فنقدمه مشتقا من الفيتامين (أ) سهل التحمّل، وهو ما يتيح لهن استخدام هذا المكون الأساسي لمكافحة آثار الشيخوخة.

ما الأخطاء التي تعتقدين أن المرأة ترتكتبها فيما يتعلّق بصحة بشرتها؟

أسوأ الأمور للبشرة التدخين والشمس. ففيما انخفضت معدلات التدخين وتسمير البشرة في الولايات المتحدة الأمريكية على مرّ العقود، أنذهل أمام عدد الشابات في منطقة الشرق الأوسط اللواتي يواصلن التدخين وتسمير بشرتهن. فستشيخ هذه الشابات أسرع بكثير مما كانت تشيخ أمهاتهن وجداتهن في الماضي. وهذا مؤسف جدا لأنه أمر يمكن الوقاية منه. إذا امتنعت المرأة عن التدخين والتعرّض الكثيف لأشعة الشمس، فسوف تشيخ أبطأ بكثير من دون الحاجة إلى فعل أكثر من ذلك. وإذا لم تمتنع، فسوف تجد نفسها مضطرة إلى العمل الجاد لتشيخ بشكل جيد، وقد لا تفوز بتلك المعركة.

أخبرينا من فضلك عن أحدث التقنيات وأفضلها لترميم شباب ونضارة البشرة وتجديدها؟

المفضّل لديّ ولمرضاي هو حقن الدهون الذاتية وإعادة تسطيح البشرة. ولقد انتقلت من استخدام التقشير الكيميائي (مثل إجراءBlue Peel ) إلى إعادة تسطيح البشرة بالليزر، والآن أجد أنني إما أن أقدّم إجراء Blue Peel أو أن أجمع بين Blue Peel وإعادة التسطيح بالليزر للحصول على تحسين جميل للبشرة. فمن النادر أن أستخدم التسطيح بالليزر من دون غيره. لذلك أنا قادرة على علاج أي مريض بأمان، مهما كان لون بشرته أو عرقه.

أي مستحضر للعناية بالبشرة يجب أن يستخدمه الجميع؟

سيستفيد كل إنسان، بغض النظر عن عمره أو عرقه، من ثلاثة أمور، هي،

أولا: سيروم فيتامين (سي) وهو مستقرّ ووقائي ضد الأكسدة الناتجة عن التعرّض للشمس والتدخين والتلوث البيئي. وثانيا: مستحضر مشتقّ من فيتامين (أ) موضعي مثال حمض الريتينويك (فعّال ولكنه مهيّج)، أو ريتينالديهيد (جيد التحمّل) لإعادة بناء الكولاجين والحدّ من التجاعيد وشدّ المسام وتعزيز البنية. وثالثا: واقيات شمسية تحتوي على مواد معدنية ولا تحمي الجلد من آثار الأشعة فوق البنفسجية (UVB) و(UVA)  وحسب، بل أيضا من الأشعة تحت الحمراء والضوء المرئي، لأننا نكتشف الآن أن هذه الأطوال الموجية للضوء بدورها ضارة للجلد.

ما الذي دفعك لإحضار علاجاتك إلى الشرق الأوسط؟

كان من الطبيعي أن نتوسّع إلى هذه المنطقة. المرضى هنا لديهم حاجات فريدة فيما يتعلّق بتأثير أشعة الشمس والحرارة في البشرة، وهذه الحاجات تتعدّى تلك الموجودة في مناطق أخرى من العالم. في حين أن بشرة بعض المرضى فاتحة اللون، إن بشرة كثيرين منهم داكنة بدرجات متفاوتة من اللون الزيتوني، وذلك يشكل تحديات كثيرة في العلاج المناسب كذلك. هؤلاء المرضى عرضة لكثير من مشكلات التصبّغ كذلك. أؤمن بأننا صممنا مستحضرات من شأنها أن تناسب أي نوع من البشرة. ولأولئك المرضى الذين يحتاجون أيضا للخضوع لإجراء التقشير أو الليزر، يمكنهم أن يخضعوا بأمان لهذه العلاجات إذا اتّبعوا برامج رعاية مناسبة لبشرتهم.

ما كان التحدّي الأصعب الذي واجهته في إطلاق شركتك الخاصة للعناية بالبشرة والأمراض الجلدية في هذه المنطقة وفي المحافظة على نجاحها؟

أعتقد أنه إذا قدمت تصميم خط فعّال للعناية بالبشرة يستند إلى العلم ومبني على فلسفة ما، فستلاقي النجاح حتما. المرضى أذكياء جدا فهم يكشفون بسرعة ما يحقق النتائج وما لا يحققها. ولكن كلما أطلقت شيئا جديدا، تجد عددا من المستحضرات المقلدة تدخل السوق. الهدف هو الاستمرار في التمسّك بفلسفتك الخاصة، وسوف تتغلب على المنافسة.

ما الجراحة التجميلية أو الإجراء الأكثر طلبا في منطقة الشرق الأوسط؟

الاتجاهات المثيرة التي تجدها في الشرق الأوسط مماثلة لتلك الموجودة في لوس أنجليس ونيويورك. فالناس يريدون شفاها أكثر امتلاء وعظم الوجنتين أعلى ومستوى خط الرقبة منحوتا. وبذلك تنمو كمية البوتوكس ومادة Dysport  والمواد المالئة بشكل كبير في كل أنحاء العالم. ومع ذلك، فإنني أحذر الجميع من تخطي الخط الرفيع جدا الذي يفصل بين مظهر أفضل ومظهر مبالغ فيه. فأرى خسارة الفردية لدى المرضى الموجودين في المناطق الجغرافية التي ذكرتها أعلاه. بالنسبة لي، هذا أمر محزن. فأنا أعتقد أن لكل وجه جمالا فريدا خاصا به، وعلى النساء والرجال على حدّ سواء أن يسعوا إلى تعزيزه بدلا من محاولة تقليد المشاهير؛ علينا احتضان فرديتنا.

قطعت الجراحة التجميلية شوطا كبيرا، وشهدت حتى الآن تغيّرات كبيرة، ما الخطوة التالية في كيفية تعاملنا مع الشيخوخة؟

أدركنا أن الاتجاه العالمي في الجراحة التجميلية هو الانخفاض المستمرّ في العمليات الجراحية التوغلية، مع استثناء العمليات الجراحية للأنف والثدي. أما كل العمليات الجراحية التجميلية الأخرى، فهي في انخفاض مستمر، فالناس يريدون حاليا وسائل سريعة وسهلة وغير توغلية لتحسين مظهرهم. وسنستمر في المستقبل القريب في رؤية تحسن في مستحضرات العناية بالبشرة وأجهزة الليزر التي من شأنها المحافظة على مظهر جيد بقدر الإمكان مع تجنّب الجراحة. ومع ذلك، من أجل تحقيق ذلك، نحن بحاجة إلى تشجيع المرضى الأصغر سنا في العشرينيات والثلاثينيات من عمرهم على البدء برعاية مظهرهم في سن مبكرة.

أطلقت مجلّتنا “هي” حديثا هاشتاغ #تملّك_الوقت #MakeTimeYourOwn ماذا تعني لك هذه العبارة؟ وكيف توازنين بين حياتك الخاصة والعمل؟

إنها فكرة رائعة لتنبيهنا جميعا إلى أهمية الوقت، وبالنسبة لي، أحاول بشكل مستمر تحقيق التوازن بين عملي وأسرتي. وأجد أن جميع الأمهات العاملات يتشاركن هذه المعركة. وأجد أن متطلبات أولادي قد تغيّرت اليوم لأنهم قد كبروا. فهم يسهرون حتى وقت متأخر ليدرسوا كما يتأخرون في العودة من المدرسة، ويتمتعون بحياة اجتماعية ورياضية مزدحمة. لذلك، أحاول أن أجعل من أولوياتي العودة إلى المنزل في الوقت الذي يعودون فيه إليه (نحو الساعة 5:30 بعد الظهر). وبهذه الطريقة، أستطيع قضاء الفترة المسائية المبكرة معهم فيما أحضر العشاء. وبعد العشاء، يصعدون إلى غرفهم ليدرسوا وأنا أجلس إلى كمبيوتري لأعمل. وعلى نحو مماثل، باستثناء السفر لحضور مؤتمرات طبية، أحاول أن أكون في المنزل معظم أيام عطلة نهاية الأسبوع. عادة ما نقضي ليلة معا ونخرج ليلة أخرى مع الأصدقاء.

يمكنك أيضا قراءة