عدنان الكاتب يحاور المدير الابداعي ل Bottega Veneta الإيطالية Tom Myers
لندن: عدنان الكاتب Adnan Alkateb
لأنني لم أكن أعرف الكثير عن تاريخ دار “بوتيغا ڤينيتا” Bottega Veneta، ولم أتابع تفاصيل ما كان يجري داخلها منذ تأسيسها، أعترف بأن ما شاهدته عن قرب في لندن خلال معرض The Hand of The Artisan الذي أقامته في قصر “تشيزويك هاوس” Chiswick House في لندن أبهرني ليس وحدي فقط، بل كل من حضر المناسبة، حتى أولئك الأوفياء الذين عاصروا الدار والنجوم والضيوف الذي حضروا من كل أنحاء العالم.
السحر والجمال والرقي والأناقة لاحت لنا منذ وصلنا إلى القصر، حيث استقبلنا في باحته مجسما كبيرا جدا لحقيبة فضية رائعة، ومن ثم دخلنا إلى عالم التراث الحرفي لدار بوتيغا ڤينيتا في تجربة فريدة من نوعها فقد فوجئنا بأن القائمين على الدار نقلوا معظم المحترفين في الدار الموجودين في مونتيبيلو فيسنتينو بمنطقة فينيتو الإيطالية مع أدواتهم إلى داخل القصر، ولاحظنا أن قصر Chiswick House، المبني على طراز البالادياني والمستوحى من أعمال المهندس المعماري الفينيسي أندريا بالاديو، تحول إلى محترف ومعرض للعلامة التجارية، بما يتناسب ويتشابه مع فيلا وفيتشنزا، مسقط رأس بوتيغا ڤينيتا، هي أيضا موطن لأهم أعمال بالاديو، إلى جانب أنها منبع دائم لإلهام المدير الإبداعي “توماس ماير” Tom Myers.
ويعبر ماير عن إعجابه ببالاديو وأفكاره التناظرية والعقلانية والجمالية بقوله لـ “هي”: “بالاديو هو مصدر لا ينتهي من الإلهام، فقد بدأ كحرفي، وانغمس في دراسة الأشكال الكلاسيكية، ثم طبق تلك المعرفة لصنع تصميم دائم ومبتكر”.
صحيح أن أكثر من ألف وخمسمئة كيلومتر تفصل بين لندن البريطانية، وفيتشنزا الإيطالية لكنهما تتكاملان بالمبادئ الكامنة في أعماله من خلال تأثرهما بأعمال “أندريا بالاديو” Andrea Palladio، في القرن السادس عشر، فقد كانت تلك الأعمال مؤثرة إلى حد كبير في جميع أنحاء العالم. وأود هنا الإشارة إلى أن بوتيغا ڤينيتا التي أُسست في عام 1966 في مسقط رأس بالاديو، أي بعد قرون من وفاته، ما زالت تتباهى بروائعه مثل فيلا لا روتوندا، وتياترو أوليمبيكو.
جولة في القصر وحكايات ساحرة: تنقلت مع الضيوف المبهورين بين الغرف، وغصنا معا في القصص التي تروي حكايات خيالية عن المنتجات الأكثر شهرة في تاريخ الدار. وكم كنت سعيدا بهذه التجربة التي نادرا ما تسمح الدار للقليلين بمشاهدتها. فبعد سنوات طويلة من إتقان المعارف وصقل المهارات، راقبنا كيف يسعى حرفيو بوتيغا ڤينيتا بأرواحهم وأناملهم وبقيادة ماير، لجعل المنتجات أكثر عملية واستدامة وجمالا ومن خلال ابتكارهم أساليب وتقنيات جديدة باستمرار. وهذه الروح، هي التي ابتكرت قطع مجموعة كروز الجديدة للعام المقبل. فللمرأة الراقية صُممت فساتين وأحذية وحقائب ذات نقوش نباتية رائعة مستوحاة من الرسام الألماني ألبيرشت دورر الذي عاش في القرن الخامس عشر، باستخدام لوحة معقدة تحوي الكثير جدا من الألوان. وللرجل صنعوا مجموعة غالاكسي مع نقوش سيريغراف على جلد الإنترشياتو والتي تذكرنا بالنجوم اللولبية.
في غرفة “نوت” اطلعنا على تاريخ الفكرة التي انطلقت منها الدار، والتي بدأت كعقدة جلدية حقيقية، وعلى مر الزمن تحولت إلى قطعة ثمينة تولدت منها عائلة كاملة من الحقائب، بما في ذلك كلاتش نوت بالشكل الصندوقي.
وفي غرفة “كابات” راقبنا عن قرب الحرفيين المهرة وهم يعملون على الحقيبة الأسطورية المتناسقة الجميلة من الداخل والخارج، والتي تتطلب عمل اثنين من الحرفيين لمدة يومين. وهي المثال الأفضل للتعبير عن الحوار الجوهري بين ماير وحرفيي بوتيغا ڤينيتا.
وعندما دخلت غرفة “باركو بالاديانو” فاحت رائحة العطور عبر مواسم حديقة بالاديان التي كانت مصدر الإلهام الرئيس لمجموعة العطور الغنية والثمينة.
أما في غرفة “عندما تكون الحروف الأولى من اسمك كافية” فشاهدت بداية ميلاد الدار مع نسيج إنترشياتو، حيث رسم الحرفيون بأناملهم الماهرة الحلقات الرئيسة.
وفي نهاية الجولة توجهت إلى غرفة المجوهرات، واطلعت على طريقة دمج المعدن مع أحجار الزركونيا المنحوتة والمصقولة بشكل رائع. وأعتقد أنها السبب في تألق مجوهرات “بوتيغا ڤينيتا” Bottega Veneta