أنتونيو بانديراس الحب هو الكلمة الرئيسية للحياة ومفتاح كل الأشياء
لوس انجلوس: عدنان الكاتب Adnan Alkateb
أكد النجم العالمي الشهير أنتونيو بانديراس أن كلا منا يستطيع تحديد الحياة، التي يريدها وأنه لم يترك مجالا للظروف لتتلاعب فيه، وأشار إلى أن نشاطاته المهنية وعلاقته مع الأشخاص الآخرين تسير في طرق متعددة، لكن بالنسبة له، الحب هو مفتاح كل الأشياء، وحول هذا قال لي: إن كنت تحب ما تقوم به، يصبح القيام به سهلاً. الحب محرك يصعب التحكم به يدفعك ويقودك إلى الأمام ويساعدك على القيام بالتضحيات، والقبول بالتعب والسفر والإخفاق، ذلك هو الحب.. كل شيء على الحب بالنسبة لي.. إن الحب هو الكلمة الرئيسية للحياة في شكل عام.
ما السمة التي تشعر أنها مهمة جداً بالنسبة لك؟
الضحك مهم جدا بالنسبة لي.
كيف تعلّمت أن لا تأخذ نفسك كثيراً على محمل الجد؟
أنا أضحك دائما. حس الفكاهة مهم جداً. اعتقد ان الفكاهة مساوية للذكاء. عليك وضع الأمور الهامة في المرتبة الأولى. لكن أهم شيء هو ذاتك والأشخاص الذين يحيطون بك، عائلتك، وما تريد أن تقوم به تحديداً.
كان والدك شرطياً. هل كان يقدم لك الدعم لكي تصبح ممثلاً؟
والدي الشخص الذي قدّم لي أكبر دعم لكي أكون ممثلاً. عندما ذهبت إلى مدريد، لم يكن لدي مال، لكنه كان يرسله لي باستمرار – ليس بالكثير لأنه لم يكن يكسب الكثير – لكنه كان دائماً يرسل لي القليل مما وفّر لي القدرة على تناول الطعام والإقامة في فندق متواضع. وهو شاهد ذلك. قبل أن يرحل، رآني في هوليود، رآني في برودواي. كان رائعاً جداً أن أشاهد أبي، الرجل الطاعن في السن، جالساً هناك مبتسماً. شعرت برضا كبير لتمكنه من رؤية ابنه يحقق نجاحاً في برودواي. كان ذلك مذهلاً. عندما جاء أبي إلى المسرح، بدا الأمر كأنه لم يوجد أحد غيره. كان في الصالة 2500 شخص، لكنني لعبت دوري لوالدي فقط.
هل تعتقد أن جذورك المتواضعة جعلت منك ممثلاً أفضل؟
أنا لا أنحدر من عائلة فقيرة – لم ينقصني أبداً الطعام كما كان لدي دائماً ملابس نظيفة عندما كنت صغيراً – لكننا لم نكن أغنياء على الإطلاق. كان عددٌ من أفراد عائلتي يعملون في الحقول كمزارعين، لذا أعرف جيداً معنى استخدام الأيدي في العمل يومياً. أنا أقرب إلى تلك الحقيقة أكثر مما لو كنت أبصرت النور في حقيقة من نوع آخر. وهذا ما جعلني أفهم الشخصيات التي أحاول الآن أن أجسدها. فلو كنت مولوداً في عائلة غنية، لكانت المسافة أبعد لفهم حقيقة شخص آخر.
ما الذي جعلك ترتبط منذ سنوات طويلة بعالم العطور؟
عالم العطور أثار لدي الفضول، وأدركت أنه يتألف من نفس العناصر مثل عمل فنيّ. بالنسبة لي، الفن هو بكل بساطة إعادة تفسير للطبيعة، أهمها طبيعة الإنسان التي هي الأكثر تعقيداً، والأكثر صعوبة لفهمها – والأكثر جمالاً. ربما يتطلب ابتكار عطر نفس العملية في إعادة التفسير للطبيعة – وهو نوعاً ما أمر مناسب إذ أن معظم المكوّنات المستخدمة في المنتجات هي طبيعية.
العطور تعني لي الكثير. تطورت علاقتي مع صناعة العطور بشكل هائل من خلال علاقتي على مدى 18 سنة مع PUIG والعلامة التجارية لعطور أنتونيو بانديراس.
صناعة العطور هي شكل من أشكال التعبير، والآن وبعد أن تعرفت عليها بشكل لائق وصحيح، يمكنني تقريباً القول أنها أحد أنواع الفنون. إنها عالم أكثر تعقيداً مما تصوّرت قبل الانطلاق في هذه الرحلة منذ 21 عاماً.
حدثنا عن العبير الأول الذي تتذكره من طفولتك؟
العبير الأول ؟ إنه البحر. أبصرت النور في مدينة في جنوب إسبانيا وتعرفت عليها بطريقة عالية الدقّة، شعرت بالقرب الشديد من البحر. بالنسبة لي، كانت مواسم الصيف تبدأ إلى حد كبير من منتصف أبريل وتنتهي في أوائل أكتوبر. غالباً ما كنّا أخي وأنا نذهب إلى الشاطئ ونلعب بالقرب من البحر أو فيه. الروائح العطرية لكل ما له علاقة بالبحر، وليس فقط الشاطئ لكن الميناء أيضاً حيث اعتدنا أخي وأنا أن نلعب كثيراً. الماء مختلف في الميناء، إنه أكثر هدوءاً.. رائحته مختلفة عن الشاطئ الذي يبعد عنه نصف كيلومتر فقط .. الروائح مختلفة بالكامل. كل هذه هي ذكريات، وربما الروائح العطرية الأولى التي أربطها بنفسي عن وعي كشخص.
ما الروائح العطرية التي تلهمك ولماذا؟
هناك الكثير، وكل واحدة لسبب مختلف. تحملني الروائح العطرية إلى لحظات معيّنة من حياتي، لكن أيضاً إلى مواقع جغرافية محددة وأماكن محددة. إذا توجهت إلى مانهاتن وشممت رائحة النقانق والأسفلت، أدرك أنني وصلت. إذا ذهبت إلى Malaga أشم رائحة البحر، ولو كان ذلك في الربيع لوجدتَ عبيراً قوياً لبراعم زهور البرتقال لأن المدينة غنية بأشجار البرتقال. منذ مدة قريبة صادفت قارورة من “أغوا برافا” أردت إعادة زيارة حقبة السبعينات، لذا وضعت القليل وفكرت، هذه هي (يضحك). يعود بك العطر إلى الوراء بالزمن، لكنه في الواقع موجود هناك دائماً، محفور في جزء ما من ذهنك. إنه ذلك حقاً: الأماكن، الأشخاص، الحقبات.
وما الذي لا غنى عنه في العطر الرجالي والنسائي؟
على عبير العطور الرجالية أن يكون ذكورياً. أحب النغمات الخشبية، أو نغمات التبغ، القهوة أو الجلد. أما العطور النسائية فهي من الزهور، تشبه الربيع، وتتألف من روائح عطرية حلوة مثل الورود، وهي جزء من أحدث عطوري الجديدة الموجودة حالياً في الأسواق، Secret temptation وHer Secret temptation.
هل تعتقد بوجود صلة ما بين عالم العطور والسينما؟
نعم.. هناك أيضاً رابط مع المسرح لأنه يوجد في العطر شيء ما زائل ومتحوّل، واقع وجود نفحات عليا، نفحات للقلب ونفحات للقاعدة. العطر هو مثل أوبرا. في البداية، تنهال عليك افتتاحية تتبخر بسرعة. ثم تتجه مباشرة إلى قلب العطر، وهو حيث يتطور الحوار المركزي.. ثم تأتي الخاتمة، النتيجة نفحات القاعدة في العطر. إنها قواعد أرسطو في الدراما: العرض، الذروة والختام. وهذه هي الطريقة التي تتم فيها كتابة نصوص المسرحيات الكلاسيكية. وبما أن السينما ولدت تقريباً كنسخة طبق الأصل عن المسرح، أجل، هناك صلة.