Alex & Marine يتحدثان مع محاور المشاهير عن العمل في دار لانكوم
باريس: عدنان الكاتب Adnan Alkateb
دعت دار Lancôme بعض العطّارين العصريين الأكثر براعةً لتكريم أرماند بيتيتجان الذي أسّس الدار في العام 1935 مستندا إلى رؤية مميزة. والذي لطالما اعتبر المهارة الحرفية فن العيش الأنقى لهذه الحياة. وقد أثمر هذا المفهوم عن إطلاق بمجموعةMaison Lancôme التي تضمّ باقة جديدة من 6 عطور شكّلت الخطوة الأولى لتحقيق حلم المؤسس وجوهر الدار نفسها، بحيث بدت وكأنها كانت موجودةً منذ زمن بعيد.
تتخطى مجموعة العطور الجديدة حدود فن العطارة الفاخرة وهي موجهة إلى كافة الرجال والنساء الذين يبحثون على الدوام عن تجارب جديدة وأحاسيس غير مسبوقة. والذين يحبون الجمال وينبهرون بالندرة الآسرة للأثر الذي تخلّفه نفحات لم يشتمّوها من قبل وإنّما المخضّبة بمشاعر مألوفة.
وتأخذ هذه التجربة الجديدة في عالم العطارة الفاخرة منحاً إبداعياً، فتتّسم بفن المزج الفرنسي الذي يضفي لمسةً من الترف على أروع المواد التي يستخدمها العطّار. وتتميز هذه العطور بنفحات آسرة وجذابة لتشكّل بصمة العطر الخاصة وتؤدي دور اللمسة النهائية التي تنتج عنها رائحة مثالية ومتفردّة ونقية. ويحتلّ الياسمين والخزامى ونبات مسك الروم من جهة، والنفحات الخشبية من جهة أخرى، محور الأساس في مقاربة حميمة وشخصية جداً يقودها بعض أفضل العطّارين في مجال صناعة العطور الحديثة.
6 عطارين و6 عطور: تطلق مجموعة Maison Lancôme العنان لستة عطارين يتمتعون بمواهب فذة. وقد انصهرت العديد من مصادر الإلهام واللوحات والبصمات والعوالم، التي تختلف وتكمّل بعضها البعض في الوقت عينه، في بوتقة تنطوي على فلسفة مشتركة وهي فن المزج الغني بتعبيرات متعددة الأوجه ترتقي بالنفحات المترفة إلى مستويات جديدة. فتعطي مصادر الإلهام هذه للمواد الأكثر جمالاً في عالم العطارة الفاخرة لمسة جديدة تزخر بالأصالة والمرح الآسر والتميز. وهكذا ابتُكرَت ثلاثة عطور زهرية وثلاثة عطور شرقية لتشكّل مجموعة مصمّمة خصيصاً لإرضاء محبي العطور الأكثر تطلباً وشغفاً على الإطلاق.
وتضم هذه المجموعة عطر Jasmins Marzipane من ابتكار دومينيك روبيون الذي مزج بين نوعَيْن من الياسمين الأعلى جودةً والمقطوف باليد. وتضفي خلاصة الفلّ الذي يُقطف عند الفجر من المحاصيل الأولى، إشراقاً ينبض بالحيوية والانتعاش والتوهج، بينما تُسبِغُ خلاصة ملكة الأزهار المقطوفة من محاصيل الصيف الأخيرة لمسةً أكثر ترفاً وجرأةً مع النسمات الجلدية والفاكهية. كما تلطّف بصمة خشب اللوز كامل هذه التركيبة. وتتعزز مع خلاصة شراب الفانيليا وخشب الصندل والكشميران والمسك.
ويتميز العطر الثاني Lavandes Trianon الذي ابتكره أوليفييه غييوتين وشيامالا ميزونديو، برائحة شهية ومنعشة وهو يجسّد الشاعرية المتجددة تماماً كالبشرة تحت أشعة الشمس. وهو مزيج من نوعَيْن من نبات الخزامى من منطقة بروفنسال دروم في فرنسا، ومن وديان بروفانس، وتضفي بصمة الفانيليا المتبلورة أنوثة على مزيج الخزامى.
أما العطر الثالث Tubéreuses Castane فهو من ابتكار شيامالا ميزونديو، ويمزج بين عشب مسك الروم والكستناء المحمص وفول التونكا الفنزويلي.
وهناك ثلاثة عطور خشبية: Ôud Ambroisie من ابتكار الياس إرمينيديس، وÔud Bouquet من ابتكار فابريس بيليغرين، وL’Autre Ôud من ابتكار كريستوف رينو.
قارورة استثنائية: جدّدت Lancôme مفهوم تقليد توحيد الفنون والحرفية من خلال تكليف الفنانَين أليكس ومارين Alex & Marineاللذين يشتهران باللوحات الجدارية المليئة بالرسومات والتفاصيل المتناهية، بمهمّة تزيين القارورة التي صمّمتها كاثرين كروناس، لتكون النتيجة “لوحة فنية” تزاوج بين ترف القارورة المهيبة وفن النقش الدقيق.
ويروي أليكس ومارين قصة العطور الفاخرة، فيجسدان كلّ مزيج عطري من خلال رسم منقوش على صفيحة ذهبية على ظهر القارورة، يحاكي بصمة كلّ مادة أولية. فتصبح الصفيحة نافذة شفافة للقارورة تعبّر بشاعرية وخفة عن ولادة الوردة من جديد. إلى ذلك، وُضِعَت صفيحة أخرى مصنوعة من المعدن الثمين نفسه على جانب القارورة للكشف عن أسرار مزج العطر.
وقد التقيت مع الفنانين ألكس ومارين Alex & Marineللتعرف عن قرب على قصتهما مع الفنون ومع هذا التعاون المميز مع دار لانكوم، وسألتهما أولا: هل يولد الشخص فنّاناً أم يصبح كذلك بسبب الخبرة وعلى مرّ الوقت؟ فأجابا:
إنّه مزيج من الإثنين معاً. لطالما أحببنا الرسم، لكنّنا قرّرنا أن نجعل منه مهنتنا. لقد اخترنا طوعاً تجاهل كلّ العقبات والمجازفات التي ترافق عادةً المسيرة الفنية بغية تحقيق حلمنا مهما كان الثمن. لذا، يمكن القول إنّه أمر مقدّر له أن يحصل!
كيف تصفان العملية الإبداعية التي تعتمدانها كثنائي؟
تفاعل سلس وبسيط.
وما المتعة التي يعطيها لكما عملكما؟
حريّة جني المال من عمل نحبّه.
وما المجالات الأخرى والفنون التي تلهمكما؟
نستمدّ الوحي من حياتنا اليومية. ممّا لا شكّ فيه أنّ الطبيعة تلعب دوراً أساسياً في عمليّتنا الإبداعية، حتّى ولو لم تكن مصدر إلهامنا الوحيد.
إن كان بإمكانكما تزيين المساحة التي تحلمان بتزيينها، في أيّ مكان في العالم، ما عساها تكون؟
لكلّ مساحة خصائصها الجميلة. فلنقُل إنّ المكان التالي الذي سنزيّنه، سيكون الأكثر تفنّناً وجنوناً على الإطلاق!.
ما الذي شكّل مصدر إلهامكما لهذه المجموعة؟
كان من المثير للاهتمام جدّاً أن نبدأ مقاربتنا الإبداعية بتجربة شمّية. فالنفحات العطرية طبعت عملية الابتكار ككلّ، من البداية وحتّى النهاية. بالتأكيد كان جميلاً أن نستمد الوحي من الزهورنفسها، من طريقة قطفها وحتّى صنع عطر مركّز منها. فالخطوات المعتمدة في ابتكار العطر تحاكي تلك المتّبعة في الرسم أو الفن عموماً.
هل من تحديات ترافق العمل على رسم ما؟
نعم، ودائما.. فابتكار قطعة فنية لغرض ما بدون الانتقاص من طبيعته، ووظيفته، وروحه هو تحدٍّ حقيقي بحدّ ذاته.
ما عطركما المفضّل من هذه المجموعة ولمَ؟
ليس لدينا واحد نفضّله فعلاً. على الرغم من أنّنا قد ننجذب إلى بعض منها أكثر من سواها، إلاّ أنّ لكلّ واحد منها حدّة أو خفّة، تجعل منه لافتاً للانتباه.
هل سبق أن حاولتما تصميم قارورة عطر؟
كلاّ، فنحن نفضّل أن نترك هذه المهمّة إلى أشخاص أكثر تمرّساً في هذا المجال، على الرغم من أنّ العمل على تصميم القارورة قد يشكّل تحدّياً رائعاً!.