الثقة بين الزوجين في الاسلام واهميتها
الثقة بين الزوجين في الاسلام موضوع نتناوله اليوم لأهميته في إستمرار الحياة الزوجية، حيث تحظى الثقة بين الزوجين في الاسلام بمكانه كبيرة كما جاء في وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم لنا بتجنب الأمور التي تهدم الثقة بين أفراد المجتمع ككل.
أهمية الثقة بين الزوجين في الاسلام
الزواج رباط مقدس تحترمه جميع الأديان السماوية وبالأخص الإسلام الذي حث دائماً على تكوين أسر قوية تبني مجتمع قوي وسليم قوامه الأخلاق الحميدة مثل الصدق والأمانة وغيرهم.
والأسر القوية لا تبنى إلا على الصدق والثقة المتبادلة بين أفرادها وبالأخص الزوجين، وفقدانهما يمكن أن بهدم العلاقة بين الزوجين وبالتالي يهدم الأسرة.
بالإضافة إلى ذلك حثنا الإسلام مراراً وتكراراً على تجنب بعض الأمور التي من شأنها أن تهدم المجتمع بشكل عام والحياة الزوجية بشكل خاص، فهذه الأمور في باطنها هي الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الثقة بين الأفراد مع الوقت.
الكذب سلوك يهدم الثقة بين الزوجين حذرنا منه الإسلام
لتستمر الحياة الزوجية لابد من وجود مجموعة من القيم الأساسية التي تشكل العواميد التي تقوم عليها الإسرة، على سبيل المثال الصدق؛ فالصدق أحد العناصر الأساسية التي تضمن وجود الحياة الزوجية وبقائها.
فالكذب هو أخطر المشاكل التي تواجه الأسرة لكونه في الأساس يدل على الكثير من المشاكل الموجودة داخل هذه الأسرة منها الخوف من الشريك، وعدم الثقة فيه أو في ردود أفعاله، وأيضاً يدل على التواصل السيئ بين الطرفين.
والكذب سلوك محرم وممنوع دينياً ومرفوض مجتمعياً، ورد فيه الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، على سبيل المثال ما قاله صلى الله عليه وسلم (الرجل يقول القول يريد به الإصلاح، والرجل يقول القول في الحرب، والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها). البخاري مع الفتح ( 5/299).
تجدر الإشارة هنا إلى أن الكذب لا يقصد به فقط تغيير الحقيقة، ولكن يشمل أيضاً إخفائها أو عدم ذكرها كاملةً، وحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من هذا السلوك فقال: “إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا”.
المودة والرحمة بين الزوجين تحافظ على جذور الثقة بينهما
الزواج مودة وسكت ورحمة تجمع بين طرفين، طالما وجدوا طالما استمرت الحياة الزوجية في أمان ولم تستطع أي مشكلة أن تؤثر عليها، لذا لابد وأن يحرص الزوجين على ذلك.
كما عليهم بحل مشكلاتهم بهدوء دون تدخل الآخرين، فعليكم أعزائي بمجرد الشعور بالمشكلة أن تبحثوا عن أسبابها معاً بشكل هادي، وأن تكون بين مصارحة وتحمل كلاً منكم لمسؤولياته دون توجيه اللوم أو إدانة الطرف الآخر.
ولا تنسوا قول الله تعالى { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
كذلك أمرنا الله بحسن العشرة للزوجات في القرآن الكريم فقال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )